المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 27/11/2019
اثبت عام 2019 نفسه كأفضل عام لأسهم توزيعات الأرباح، إذ رفعهم المستثمرين بسبب تزايد المخاوف حول الركود. وبلجوء المستثمرين لهذا الملاذ الآمن، ارتفعت الأسهم المدرجة على صندوق المؤشرات المتداول بروشايرز لإس آند بي لتوزيعات الأرباح القوية (NYSE:NOBL)، نسبة 23% هذا العام.
فهل يستمر هذا الارتفاع خلال 2020؟ للإجابة على هذا السؤل لا يوجد لدينا الكثير من اليقين حول التوسع الاقتصادي الأمريكي، وحجم التبعات المتولدة من النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة التي لا تزال تهيمن على عناوين الأنباء، ويمكن أن تستمر للفترات المبكرة من العام القادم.
وبقولنا هذا، ما زال الاستثمار في قطاع أسهم توزيعات الأرباح هو الطريقة الأفضل للمستثمرين من أجل خلق تدفق مستمر من ثروات الدخل. ويمكنك الحصول على عوائد أعلى من أسهم توزيعات الأرباح، تفوق تلك التي تحصل عليها من عوائد السندات، أي أنها توفر تحوطًا في أشد فترات السوق تقلبًا.
ولمساعدتك في قائمة مشترياتك للعام المقبل، نقدم لك اثنين من الأسهم التي تولد توزيهعت أرباح قوية، بقيمة جذابة.
1.ماكدونالز
عند النظر نظرة خاطفة للسهم، لن نراه وقتًا مناسبًا للشراء، فلا يبدو أن سلسلة المطاعم العالمية تمر بأوقات طيبة. فيزيد وعي المستهلك إزاء التغيرات المناخية، ويزيد الوعي تجاه أنظمة الحياة الصحية، بينما تبيع الشركة البرجر، والمشروبات المشبعة بالسكريات، وتراجعت الأسهم خلال الأشهر القليلة الماضية. ولكن، بالنسبة لمستثمري الدخل، يوجد فرصة مذهلة هنا.
هبطت الأسهم استجابة لتحول المستهلكين، ولكن ليس هذا السبب الوحيد، فنرى هيئة الإدارة تفصل الرئيس التنفيذي، ستيف إيستربروك، هذا الشهر، بعد الأنباء عن انخراطه في علاقة غرامية (بالتراضي) مع أحد الموظفين. ولم يسر المستثمرون لرؤية إيستربروك يغادر، بينما برهن خلال فترة شغله المنصب على قدرة استثنائية في دفع الأسهم نحو الأعلى.
في واقع الأمر، وصل عائد (NYSE:ماكدونالدز) إلى 100% منذ تعيين إيستربروك في المنصب، وذلك لمبادرات مثل، تقديم وجبة الإفطار طوال اليوم، وأكشاك الطلب الأوتوماتيكي. وتتجاوز ماك بذلك علامات تجارية أخرى في قطاعها، مثل: (NYSE:يَم! براندز إنك)، وبرجر كينج، المملوكة لـ براندز إنترناشوال، كما تجاوزت منافسين من أمثال تشبتول مكيسكان جريل، وشايك شاك.
وصلت الأسهم لرقم قياسي أغسطس الماضي، ومنذ ذلك الحين فقدت 18% من ارتفاعها، لتغلق جلسة تداول أمس عند سعر 194.01 دولار. وهذا الضعف، من وجهة نظرنا، هو نقطة دخول جيدة للصفقات بالنسبة لمستثمري الدخل، المنتظرين على الهوامش. ولا ننكر أن التغيير المفاجئ للإدارة أمر غير مرحب به، ولكنه لن يغير الخطة الاستراتيجية للشركة التي تعمل على تحفيز النمو.
والعامل الأهم هنا فيما يتعلق باختيار الأسهم المولدة للدخل الثابت هو اختيار عنصر الاستقرار. فرفعت الشركة توزيعات الأرباح لكل عام منذ 1976، عندما بدأت في توزيع أرباح نقدية. وهذا الاتساق في نمو العوائد غير معرض لأي خطر على الرغم من الضربات الأخيرة التي تتلقاها الشركة، خاصة في ظل تحقيق الشركة لنمو. فنمت مبيعات المتاجر 5.9% على مستوى العالم في الربع الثالث، وارتفعت عن 5.4% النسبة التي توافقت عليها توقعات المحللين وفق FactSet.
أضافت الشركة لتوزيعات الأرباح هذا العام زيادة 8%، والآن تعرض الشركة ربعيًا على السهم توزيع أرباح 1.25 دولار. ليصل عائد توزيع الأرباح سنويًا إلى 2.59% بالسعر الحالي للسهم. وللتذكرة، تعد تلك المرة الـ 43 لرفع عوائد توزيعات الأرباح السنوية.
2.جونسون آند جونسون
نعتقد أن عام 2020 سيكون جيدًا لشراء أسهم (NYSE:جونسون آند جونسون)، أكبر صانع للمنتجات الصيدلية والاستهلاكية، والرعاية الصحية في العالم.
فقدت الشركة بريقها بعض الشيء العام الماضي، بينما ركز المستثمرون على الغرامات التي تكبدتها الشركات لتسوية القضايا المرفوعة ضدها والتي استهدفت كل قطاعات العمل. وظل السهم تحت ضغط خلال العام، بعد دعاوى قضائية قاربت الـ 12,000 بسبب بودرة التلك الخاصة بالأطفال، وغيرها من منتجات التلك التي أنتجتها الشركة. وزعم المدعون أن البوردة احتوت على مادة الأسبيستوس، مما سبب سرطانات في المبايض.
فهبطت الأسهم نسبة 7% من الارتفاعات السابقة، لتغلق عند 137.17 دولار ليوم أمس. وتجنب المستثمرون الأسهم بسبب المخاوف حول تكاليف التقاضي والغرامات. ووفق كريس سكوت، المحلل في جي بي مورغان، وصلت النفقات القانونية لـ 20 مليار دولار، وتم تخفيض قيمة الشركة لإبراز مدى الانكشاف.
بيد أن تلك العقبات تعد عقبات قصيرة المدى، لا تنفي حقيقة أن صانع الأدوية ما زال قادرًا على جلب المزيد من النقد، مما يعني قدرته على مكافأة المستثمرين. للربع الثالث، أورد تقرير أرباح جونسون آند جونسون ارتفاعًا إلى 20.7 مليار دولار في المبيعات. وزاد هذا من مبيعات العام الإجمالية، كما رفع من توقعات ربحية السهم، نتيجة لهذا الأداء القوي.
نعتقد بقدرة جونسون آند جونسون على تجاوز التحديات القضائية، وإثبات مركزه كرهان جيد للمستثمرين الذين ينصب تركيزهم على الأرباح ونمو التوزيعات. وكما ذكرنا سابقًا، فالشركة قادرة على تحصين نفسها، إذ أبقت على زيادة عوائد التوزيعات لـ 55 عام الآن. وتدفع الشركة ربعيًا 0.95 دولار للسهم، مما يعني زيادة بنسبة 7% للعام على مدار الأعوام الخمسة الماضية، لعائد سنوي يصل لـ 3.80%.
خلاصة القول
مع قدرة أرباح كتلك، فالضعف الحالي للسهمين يجعلهما مناسبين للدخول في صفقات، والإضافة لمحفظة العوائد الخاصة بالمستثمرين في 2020. فتتمتع الشركتان بنظم إدارة جيدة، كما أن الشركات الدولية تمتلك كل السبل لتقوية نفسها، وإثبات صلابتها في المواقف الصعبة.