الإقتصاد النيوزيلندي عاني من ضعف كبير، وظلت البيانات الإقتصادية الصادرة عن نيوزيلندا متراجعة بقوة منذ بداية عام 2018 تقريبا، هذا من ناحية.
من ناحية أخري، حالة عدم اليقين التي تكتنف الإقتصاد العالمي جراء تداعيات الحرب التجارية العالمية و قضايا أخري، زادت من حدة تراجع التوقعات فيما يخص معدل نمو الإقتصاد العالمي، و أحجام التجارة الخارجية.
كل هذه الضغوط وضعت الدولار النيوزيلندي في قبضة البائعين الذين نجحوا في إسقاط الدولار النيوزيلندي ما يقارب من 1300 نقطة علي مدار عامين من التداول. لكن علي ما يبدو أن الدولار النيوزيلندي يظهر إشارات للتعافي ، قد تجعل الربع الأول من عام 2020 فترة تعافي ومكاسب.
من الناحية الأساسية
لعل أبرز التغيرات علي جانب البيانات الإقتصادية التي بدأت تظهر تحول الإقتصاد النيوزيلندي ناحية التعافي، علي الأقل خلال الربع الأول من العام القادم.
سعر الفائدة في الإجتماع الأخير تم تثبيته عند 1 % علي الرغم من قوة التوقعات التي رشحت تخفيض جديد للفائدة بمقدار ربع نقطة أساس لتكون 0.75 %.
ثقة المستهلك و مبيعات التجزئة شهدوا تحسنا ملحوظا علي مدار شهري أكتوبر و نوفمبر ، كما جاء معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث أفضل من المتوقع، علي الرغم من أن بيانات التوظيف لم تشهد تحسن واضح ، إلا أنها لم تكن سلبية بشكل كبير ، حيث شهد معدل التوظيف ثبات عند 0.2 % ، في حين أن معدل البطالة هبط بشكل طفيف عند 4.2 %.
بدأت تظهر البيانات الإقتصادية حالة من التماسك و التغير الإيجابي ، و بات من المنتظر أن تتحسن الأرقام أكثر مع نهاية ديسمبر و بداية العام الجديد.
الرسم البياني الأسبوعي
يتحرك الدولار النيوزيلندي في إتجاه عرضي طويل الأجل منذ عام 2015. يمثل مستوي 0.6250 الحد الأدني ، و مستوي 0.7500 الحد الأقصي ، بينما يمثل مستوي 0.6850 الحد الأوسط للقناة العرضية و الذي يظهر بقوة كمستوي دعم أسفل الأسعار أو مستوي مقاومة أعلي الأسعار ، ولهذا المستوي قيمة فنية خاصة.
حتي الآن لا تزال أسعار النيوزيلندي تتحرك أسفل خط إتجاه هابط متوسط المدي - مقارنة بفترة الإتجاه العرضي الأكبر- ، لكن هناك أمرين يشيران بقوة أن خط الإتجاه الهابط الحالي إقتربت نهايته.
الأمر الأول :- من ناحية كلاسيكية ثبات الحد الأدني من القناة العرضية طويلة المدي ، يعكس وصول البائعين إلي ذروة البيع و أن المشترين سيبدأ في الإمساك بزمام الأمور ، و يظهر ذلك من خلال أن عدد الشموع الأسبوعية الصاعدة منذ منتصف شهر سبتمبر 2019 - أي منذ ملامسة الأسعار للحد الأدني من القناة العرضية - وحتي الآن ، أكبر بكثير من عدد الشموع الهابطة.
لذلك من المنتظر أن يحدث إرتداد من الحد الأدني للقناة العرضية ، و يستهدف الحد الأوسط للقناة العرضية علي أقل تقدير.
الأمر الثاني :- من ناحية التحليل التوافقي ، تظهر الحركة الهابطة للدولار النيوزيلندي أسفل خط الإتجاه الهابط ، حالة توافق سعري شديد الوضوح ، حيث مثلت الحركة بالكامل نموذج توافقي هو (AB=CD) وهي الجزء الثاني من النموذج أي ضلع (CD) تكون نموذج أصغر من (ab=cd).
كلا من النموذج الأكبر و النموذج الأصغر يشيران إلي أن منطقة الحد الأدني للقناة العرضية ، تمثل منطقة إنعكاس توافقية قوية للغاية.