لا يبدو أننا مازلنا مضطرين لإغلاق فجوة إيمانويل ماكرون حاليا ولا مضطرين للخوف مجددا من الفائدة السلبية المحبوبة من سادة العملة الأوروبية الموحدة والمفروضة منذ سنوات والتي فعليا استوعبتها الأسواق، أيضا لسنا مضطرين للخوف من أي توجهات من السيدة لاجارد التي لا يبدو أنها تعتزم فعل أي شئ بعيدا عن منظومة السيد ماريو دراجي الذي يبدو واضحا أنه قد وضع طريقا طويلا لا يمكن لخلفه أن يخرج عنه حتى لو أراد ذلك.
لكن بعض التراجعات ألقت الكثير من المخاوف في الأسواق لا سيما أن سلبية اليورو تزامنت مع تفشي فايروس كورونا بشكل كبير في الصين مؤثرا على أوروبا التى أصبح لديها مناطق شبه منكوبة في إيطاليا وأصبح الإقتصاد يدار ويتأثر بمعامل التحاليل بأكثر من تأثره بقاعات البورصات الكبري، لكن كأي مرض فإنه يثير المخاوف كثيرا في البداية قبل أن يختار الإنسان أن يتعامل معه كأحد جوانب الحياة التى لا تتوقف عند مرض أو وباء أو حتى كارثة طبيعية.
للإشتراك في خدمة التحليلات والتوصيات اليومية إضغط هنا للإشتراك الآن ثم قم بمتابعة صفحتي الشخصية على الموقع
اليورو الذي تأثر كثيرا منحنا فرص شراء ممتازة مقابل الدولار الأمريكي المزهو بصعود مؤشره قرب الـ 100 للمرة الأولي منذ سنوات لكن لم يتحوط المراهنين على الدولار الأمريكي من عوامل مؤثرة منتظرة خلال الفترة القادمة ، فصعود الدولار الأمريكي لم يكن مدفوعا بكونه الوحيد الذي يملك سعر فائدة إيجابية مرتفع لكنه كان مدفوعا بكونه قد تحول لعملة ملاذ آمن وهو ما بدا واضحا من حالة التداولات الضيقة مقابل الين الياباني (وهو عملة ملاذ آمن بالأساس) بينما كان الذهب يسجل أرقاما قياسية واضحة مقابل الدولار الأمريكي وهي مسيرة غير مستحبة ولا قياسية.
لكن بعض التراجعات في المخاوف وهو أمر لم يحدث بعد سيلقي بظلال كثيفة على الدولار الأمريكي الذي نلمس فعليا تراجعات هادئة تعتريه منذ الأمس، بينما سيكون على الدولار الأمريكي أن يدخل حلبة معركة داخلية في القريب العاجل داخل الولايات المتحدة نفسها فنحن في العام الإنتخابي الأمريكي، والمرشح الوحيد القادر علي الفوز يبدو واضحا أنه السيد دونالد ترامب دون وجود لأي وجه له جاذبية من أوساط الديمقراطيين.
وبالتالي فإن السيد ترامب الذي لم يدخر وسعا في إهانة جيروم باول مطالبا بدولار أمريكي أقل قوة ، لم يكن يقيم وزنا لإمكانية خسارة فترة رئاسية ثانية ، الآن سيصبح أقل كياسة في التعامل مع كل من يعارضه سواء داخل الفيدرالي الأمريكي أو حتي داخل مؤسسات الدولة.
بالتالي فإن نموذج ترامب الإقتصادي الذي وضعه بصعوبة بالغة خلال فترته الرئاسية الأولي سيكون أكثر وضوحا وأسرع تنفيذا خلال الفترة القادمة فالرجل فعليا لديه الفرص اللازمة بشكل قاطع ربما لواحدة من المرات النادرة في التاريخ الأمريكي للوصول دون عناء لفترة رئاسية ثانية والطريف أن كل ما يفعله ترامب من أخطاء وسقطات يدعم وصوله لفترة رئاسية ثانية فيبدو أن سيد البيت الأبيض أصبح مدعوما بشريحة متسعة من الأمريكان السعداء بتنامي فرص التوظيف وارتفاع الدخل وهم في سبيل ذلك مستعدين للتغافل عن تدخلات الرئيس في أوكرانيا أو زلات لسانه عبر تويتر كما أنهم لا يرون في المعسكر الديمقراطي ما يغريهم.
وصول دونالد ترامب لفترة رئاسية ثانية سيفتح الباب على مصراعيه أمام نموذج إقتصادي جديد لكن بشائرة كانت واضحة في السنوات الماضية، دولار أقل قوة، إاتماد واضح على تمويلات ضخمة عبر المؤشرات والأسهم، سيطرة متسعة على أسواق العالم، في سبيل ذلك يحتاج السيد ترامب إلى إزاحة الصين بضعة أمتار إلى الوراء (وهو ما يحدث حاليا عبر إتفاقات التجارة مضافا له تبعات فايروس كورونا) إضافة إلى دولار أقل قوة يفتح له أسواق العالم
لذلك فإن العودة للتداول وفقا لذلك الأساس تعني أننا على موعد مؤكد مع أسعار تداول بعيدة تماما عن ما نتداول عليه حاليا بل يمكن التأكيد على أن حتى مناطق 1.14 كسعر تداول لليورو مقابل الدولار الأمريكي لن تكون هدفا كافيا لخطة دونالد ترامب القادمة بل مجرد خطوة على الطريق.
وبما أننا ندرك قدرة الرجل على الإحتفاظ بمقعده في البيت الأبيض فإننا ندرك أن مستويات 1.2 قد لا تكون بعيدة خلال السنوات الأربع القادمة لكن على المدي القريب فإن مستويات 1.14 خلال هذا العام الإنتخابي قد لا تكون أعلى المستويات المنتظرة لزوج اليورو دولار وربما نشهد مستويات 1.2 حتى قبل نهاية العام الإنتخابي إن لم يقدم الديمقراطيين حلا يزيحون به دونالد ترامب عن المشهد وهي فرضية تبدو مستحيلة حاليا رغم مكائد السيدة بيلوسي التى تنتهي دائما إلى لا شئ.