خلال تقريرنا السابق عن مؤشر الدولار الأمريكي المنشور تحت عنوان (إضطرابات الأسواق عجلت بسقوط الدولار، والقادم أسوء، والدولار ينتظر الرحمة من المشترين) كانت توصيتنا لتداول الدولار هي "لذلك ننصح بشراء الدولار من المستويات الحالية علي أن يكون مستوي 96.20 الهدف. أمر وقف الخسارة هو الإغلاق أسفل مستوي 94.75 علي الإطار الزمني للأربع ساعات".
بعد إجراءات لم تكن متوقعة خفض البنك الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة قبل إفتتاح تداولات هذا الأسبوع، وأقر حزمة تحفيزات مالية تقدر ب 700 مليار دولار من أجل دعم الأسواق، حصل الدولار الأمريكي علي قوة كبيرة أمام جميع العملات، وإنطلاق إلي مستويات لم يكن من اليسير التكهن بها في وسط حالة الذعر التي تسيطر علي العالم حاليا.
تحققت أهدافنا لشراء الدولار عند مستوي 96.20 لكنها ظهرت أهداف متواضعة كثيرا بعدما وصل الدولار إلي مستوي 102.37 كأعلي سعر خلال تداولات هذا الأسبوعو حتي كتابة هذا المقال.
من تقرير موقع Investing
البطالة تحت النظر
لا يكترث أحد الآن للمؤشرات الاقتصادية، ولكن شكاوى البطالة الأمريكية لليوم هو الحدث الأهم، خاصة مع ذكر وزير الخزانة، ستيفين منوتشين وصول البطالة لـ 2%. وبالفعل زادت شكاوى البطالة كثيرًا، لتسجل 281 ألف، في حين كان المتوقع 220 ألف.
وضعف مؤشرات الثقة في الأعمال الألمانية لمستوى قياسي، وفق مؤشر IFO.
السيولة تتعرض لصفعة
تستمر المخاوف حيال السيولة في التزايد مع القيود على المعاملات، واستمرار عمل البنوك من المنازل. وتنضم بورصة نيويورك لجوقة الإغلاق، فتغلق أبوابها الأسبوع المقبل بعد إصابة اثنين من الموظفين بفيروس كورونا. وقيود أقوى في لندن، مما يهدد سيولة السوق الأوروبي، وسوق العملات العالمي. البيع على المكشوف محظور في دول عدة، ولكنه مستمر، مما يحد السيولة لسوق الأسهم الأوروبي.
التعليق
يبدو أن صعود الدولار الحالي لا يمثل قوة حقيقية للإقتصاد الأمريكي إنما جاء هذا الإرتفاع الكبير جراء عوامل عدة ليس من ضمنها قوة الإقتصاد الأمريكي، إنما يمكن إرجاع هذه الحدة لحالة الذعر التي تنتاب العالم حول تداعيات فيروس كورونا، والإجراءات التحفيزية للبنوك المركزية و علي رأسها تخفيض سعر الفائدة، وإنخفاض السيولة.
ربما، خلال الأيام القادمة يتجرع الدولار الأمريكي من نفس الكأس المر الذي تجرعته عملات العالم بأسره من جراء قوة الدولار المفرطة.
الرسم البياني اليومي
ليس هناك الكثير من التفاصيل السعرية التي نود أن نخوض في سردها علي الإطار الزمني اليومي، لكن أهم ما يجب أن نقوله أن الأسواق خلال الأسبوع الحالي و الماضي شهدت حالة من الجنون في التداول، يعبر عنها الدولار الأمريكي بأنه كون أعلي سعر ثم حقق أدني سعر ثم إرتفع مجددا ليحقق أعلي سعر جديد.
الرسم البياني للأربع ساعات
تتحرك أسعار مؤشر الدولار داخل قناة صاعدة علي الأربع ساعات، نعتقد أن هذه القناة لن تستمر كثيرا، بسبب تداعيات الخوف المسيطرة علي الأسواق، وأن الصعود ليس مدعوم بقوة حقيقية للإقتصاد الأمريكي.
لذلك ننصح بالوقف خارج السوق مؤقتا حتي تمنحنا الأسعار رؤية أفضل، نعتقد مع كسر الدولار لخط الإتجاه الصاعد يمكننا بيع الدولار بقوة، أما كسر الأسعار للقمة الأخيرة عند 102.37 يعني تطور القوي الشرائية للدولار أكثر حينها سيكون من الصعب توقع الأحداث التالية وهذا هو الإحتمال الأقل.
سنوافيكم بتقارير عن الأوضاع بمجرد وجود أحداث تساعدنا علي إتخاذ قرار تداول رشيد.
"لمطالعة المقال الأصلي إضغط هنا"