بقدر ما قد يكون العنوان صادما إلى حد ما ويجنب العنصر الإنساني العاطفي إلا أن تداولات الأسواق لا تعرف عاطفة وبقدر ما يزيد تفشي هذا الفايروس من آلام العالم ومن خسائره بقدر ما يمنح الحاذقين رابطي الجأش الفرصة تلو الفرصة للتمركز ضمن مناطق ممتازة تمنحهم الفرصة لبناء محافظ إستثمارية قوية للغاية لم يكونوا حالمين بها في أفضل الأوقات
نظرة سريعة ومعمقة على تداولات العملات والمؤشرات والنفط تعطينا فكرة عن شكل تلك المحافظ التى يبنيها الآن طائفة من أغنياء الحرب الجدد وهم دائما ما يجدون بين الآلام فرصة ممتازة لبناء محافظ مستدامة مستخدمين أقل القليل من الأموال
لمتابعة المقالة الأصلية إضغط هنا
تداولات الجنيه الإسترلينى مقابل الدولار الأمريكي حاليا هي وبكل المقاييس فرصة استثمارية ممتازة حتى في ظل أوضاع بريطانية القابعة في منازلها إلى حين إشعار آخر، فالجنيه الإسترلينى لديه مهلة ممتازة قبل إعادة التفاوض على إتفاقيات تجارية مع الإتجاد الأوروبي المثخن بالجراح، وفي مواجهة الدولار يتخلي الدولار الأمريكي عن بعض أفضلياته عبر الخفض الأخير لأسعار الفائدة على الإيداع.
وفي مواجهة الين الياباني فإن تراجعات ما قبل البريكزت يبدو أنها أصبحت من الماضي تماما فمستويات 116 غابت هذه المرة وأقصي ما تراجعناه خلال تلك الأزمة لم يتعد عتبة الـ 124 وهو مؤشر لقدرة الجنيه الإسترلينى الذي بقى على مسافة من مشكلات القارة الأوروبية في العودة للصعود متى توافرت الظروف سواء بالوصول إلى فاكسين للفايروس أو بعض الآمال التى يمكن أن يمنحها أحد معامل الأبحاث حول العالم والتى قد تكون كافية لإعادة الين الياباني إلى صوابه مرة أخرى لا سيما أن أسعار تداول الين الياباني إجمالا لا ترضي السادة في طوكيو
أوضاع اليورو قد تكون مأساوية ولا ننصح بالتفكير فيه (مؤقتا ) فمعظم القارة الأوروبية كشفت عن هشاشة في أنظمتها الصحية وعدم قدرة على السيطرة على هذا الفايروس الذي إستطاع وقف الإنتاج تمام داخل القارة الأوربية لذلك يمكننا أن نتجاهل تداولات اليورو بشكل مؤقت حتى الآن
النفط القابع في القاع ويبحث عن مزيد من القيعان الجديدة قد لا يطول المقام به في القاع، فمزيد من العناد بين العربية السعودية وروسيا قد يدفع أمريكا إلى الضغط وبشدة على الطرفين ولديها كافة أدوات ذلك الضغط لتعيد للأسواق توازنها لا سيّما أن شركات النفط الصخري الأمريكية أول المتضررين، ولا يؤجل إجراءات أمريكية حازمة تجاه الدولتين إلا إدراك الإدارة الأمريكية أن نفط رخيص حاليا قد لا يقي الأسواق حالة إنكماش حادثة لكنه يخفف من آثارها لكن عند أول إستفاقة للأسواق ستضغط أمريكا كثيرا علي الجميع (وبكل الوسائل ) لإعادة التوازن للأسعار لكنه تبقى حاليا مكتفية بملأ مخازنها بالنفط الرخيص الذي ينتجه السادة في العربية السعودية التى بالأساس تحتاج لأسعار حول 82 دولار للبرميل لرأب ميزانيتها المتضررة وهو سعر أصبح من المستحيل الوصول إليه في المدي المنظور
الفضة والتى لا يمكن أن نتعامل معها كملاذ آمن أو معدن نفيس لكن نتعامل معها كأحد مدخلات الصناعة تعاني تراجع في الأسعار وفي الطلب لكن بعض التعافي من الصين قد يعني عودة الطلب على الفضة وهو ما ساهم في دفعها بعيدا عن قاع الـ 11 دولار بإتجاه أعلى من 12 دولار لكن تلك قد تكون مجرد البداية قبل أن نعود لتداولات الـ 14 دولار علي الأقل
المؤشرات الأمريكية تبقى بعيدا عن إهتمامات من يبنون محافظ إستثمارية علي المدي البعيد ، وقد لحق بها مؤخرا مؤشر الداكس الألماني هو الآخر لذلك لا يمكن أن ننصح بالإستثمار في المؤشرات حاليا لكن يمكن الإستثمار وبقوة في الأسهم الفردية لشركات الطاقة التى تدنت إلى مستويات مغرية للشراء
وفقا لتلك الرؤية يبنى المستثمرين محافظ ضخمة بأموال قليلة متحلين بالصبر ورباطة الجأش مراهنين على عدم إستدامة الأوضاع الحالية حتى لو إستمرت لأشهر لكن مع أول إستفاقة للأسواق ستتحول محافظهم التى بنوها من قيعان متدنية إلى محافظ ضخمة لم يكن لديهم فرص أفضل من تلك ليصنعوها حتى لو قضوا سنوات يتصيدون الفرص