في العادة عندما يشعر المستثمرون بالخوف أو مجرد حالة عدم يقين يلجأ الكثير منهم إلى شراء الين الياباني، والفرنك السويسري كإجراء احتياطي وملاذ آمن.
ولكننا حاليا لسنا في وضع عادي على الاطلاق، وجميع كبار المستثمرين والمؤسسات المالية والتجارية تبحث عن عملة واحدة فقط هي الدولار الأمريكي مقابل كل العملات الأخرى بلا استثناء حتى الين والفرنك.
الرسم البياني المرفق يوضح العلاقة بين مؤشرات مختلف العملات الرئيسية في العالم، ومؤشر العملة يقيس معدل أدائها مقابل سلة من العملات مثل مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة الخضراء مقابل سلة من ست عملات عالمية أبرزها اليورو.
الآن لاحظ جيدا، في الثلث الأخير من شهر فبراير بدأت عملات الين الياباني والفرنك ومعها اليورو في الارتفاع، بعد انتشار المخاوف في الأسواق من أن تراجع الاقتصاد الصيني سوف يؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي.
لكن، في التاسع من شهر مارس آذار الجاري تغيرت الأمور بشكل دراماتيكي مع تفشي الفيروس في أوروبا والولايات المتحدة واشتعال شرارة الحرب النفطية بين السعودية وروسيا وشركات النفط الصخري الأمريكية.
مع تأزم الوضع، بدا المستثمرون في بيع كل شيء وشراء الدولار الأمريكي، لأنه لا شيء في مأمن الآن إلا عملة الاحتياط العالمية.
كل مؤشرات العملات الرئيسية في القاع، فيما مؤشر الدولار يطير مرتفعا بدون منافس.
الأمر الذي أدى إلى تراجع الين والفرنك مقابل الدولار الأمريكي هو تفشي الفيروس، وليس هناك أي بوادر لانفراج هذه الأزمة في القريب العاجل.
لذلك من المرجح أن يستمر الطلب على الدولار في هذا الأسبوع، إلا في حالة ظهور علاج أو لقاح.
التحليل الفني لزوج الدولار ين USDJPY:
على الرسم البياني الأسبوعي السعر اغلق تحت خط الاتجاه الهابط، الذي كان قد ارتد منه في منتصف شهر فبراير الماضي.
كسر هذا الترند والإغلاق فوق مستوى المقاومة 111,50سوف يكون إشارة قوية لمزيد من الارتفاعات في سعر الزوج.
على الرسم البياني 1سا، السعر يتحرك في قناة سعرية صاعدة، وحتى الآن يحترمها بشدة.
السعر اختبر مستوى المقاومة 111,50 مرتين محاولا اختراقها خلال أقل من 24سا.
محاولة الاختراق فشلت لأن الدولار شهد تراجعا مع نهاية تداولات الأسبوع الماضي، مع خروج المضاربين من السوق خوفا من الفجوات السعرية وجنيا للأرباح المحققة.
من المحتمل جدا، أن يرجع السعر إلى اختبار هذا المستوى، وفي حالة تمكن من اختراقه سوف تكون إشارة لمزيد من الصعود، طبعا بعد إعادة الاختبار.
في حالة تراجع السعر إلى تحت، فإن الحد السفلي للقناة السعرية الصاعدة سيمثل مستوى الدعم الأول، إضافة إلى مستوى الدعم 109,40، والمتوسط المتحرك 100.
في حالة الكسر، مستوى الدعم التالي سوف يكون عند: 108,33 ثم 107,42 مع وجود المتوسط الحسابي البسيط 200.
اتجاه السعر صاعد، والدخول يكون لشراء من مستويات الدعم المذكورة.
التحليل الفني لزوج الدولار فرنك USDCHF:
على الرسم البياني اليومي توقفت موجة الصعود في الأسبوع الماضي عند خط الاتجاه الهابط، لكن السعر أنهى التداولات الاسبوعية فوق المتوسط الحسابي البسيط 200 يوم.
في حالة كسر هذا الترند، فإن مستوى المقاومة القوي التالي فيكون عند 1,0009.
على الرسم البياني 1سا، نرى أن السعر قد اختبر الترند الهابط في مناسبتين (مثل الين الياباني) لكنه فشل في الاختراق وارتد.
مع افتتاح الأسواق اليوم قام باختبار الترند للمرة الثالثة.
السعر في موجة الارتفاع الاخيرة كان يتحرك في قناة سعرية صاعدة قبل أن يكسر حدها العلوي، الذي صار يمثل مستوى دعم متحرك.
مستويات الدعم:
0,9740 مع تصحيح فيبوناتشي 23,6% والمتوسط الحسابي 100
0,9636 مع تصحيح فيبوناتشي 38,2% والمتوسط الحسابي 200 والحد السفلي للقناة السعرية الصاعدة.
اتجاه السعر على المدى القريب صاعد، وأي تراجع قد يمثل فرصة للشراء من مستويات الدعم المذكورة.
وقت كتابة هذا التحليل صدر خبر حول إعلان الفيدرالي لحزمة جديدة من الإجراءات من أجل دعم الاقتصاد وأسواق المال.
إذا أخذنا في الاعتبار ردة فعل الأسواق في الأسبوع الماضي مع إجراءات البنوك المركزية، فإن تأثيرها سوف يكون محدود ومؤقت على أسواق المال، مادام أن المرض مازال ينتشر ويعطل عجلة الإنتاج والاستهلاك وبالتالي دوران المال.
أعتقد أن الطلب سوف يبقى على الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية، ربما مع تراجعات أكثر وأعمق، والتي سوف تمثل فرص للشراء.
تحذير: التذبذب شديد والتداول فيه خطير خاصة دون استراتيجية ادارة مخاطر قوية، ومهما كانت قوة التحليل فاحتمال الخطأ والصواب متساوي.
هل لديك رؤية أخرى، أم أنك تتفق معي التحليل شاركنا برأيك.
في انتظار آرائكم
بالتوفيق للجميع.