عندما بدأت تبعات الأزمة المالية العالمية بالظهور، كان الذهب في بداية الاتجاه الصاعد للارتفاع، ومن بعدها وخلال ثلاث سنوات فقط، وصل الى مستويات 1900$ للأونصة في عام 2011، أعلى مستوياته التاريخية على الاطلاق التي لم يصل اليها مجدداً.
الأزمات العالمية لا تخلق طلباً على الذهب، بل ترفع من الطلب على النقد السائل ( الكاش ) ولذلك في أوقات الذعر، يبحث الجميع عن سيولة من خلال بيع الأصول ومنها الذهب , هذا بالضبط ماحدث للذهب منذ بداية الشهر الحالي عندما خسر مستويات 1700$ للأونصة ووصل الى 1450$ في عدة أيام فقط , أي خسر ما يقارب 15% من قيمته , بالمناسبة ما زال الذهب مرتفعاً 24% على أساس سنوي . هذا السيناريو لطالما تكرر , والآن الاقتصاد العالمي أكثر تشابكاً وتعقيداً من سنوات الأزمة المالية العالمية, لذلك لم نرى ارتفاعاً للذهب وقت كانت المؤشرات الأمريكي تتهاوى بقسوة , ( خسر مؤشر داو جونز 30% وأكثر خلال أسبوعين فقط ) بينما عاد الذهب للتعافي لسببين :
أولاً , الزخم الشرائي بعد الوصول الى مستويات متدنية فنياً وخسارة 15% من أعلى مستوياته.
ثانياً, الرؤية المستقبلية للأسواق التي ترى حالياً تبعات سيئة للفيروس كورونا , وهو ما سيدفع هذه التريلينوات العالمية للبقاء بفائدة متدنية تاريخياً ولن تعود للارتفاع مجدداً على الأقل ليس قبل عامين أو أكثر . لنتذكر جميعاً , احتاجت أمريكا أكثر من ست سنوات من بعد الأزمة المالية حتى بدأت برفع الفائدة تدريجياً وحتى عندما ارتفعت لم ترتفع أكثر من 2.5% - 2.25% , اذا القطار مازال في بدايته.
اضافةً للعوامل المذكورة , نضيف أن العملاق الصيني كان أقل تأثيراً منذ عشر سنوات عما عليه الآن , هو الآن المشتري الأكبر للسلع في العالم ومنها الذهب , والفائدة الصينية عند 4% ولا تنفك تتراجع , اضافةً الى تخفيض أسعار الريبو بشكل مستمر بين البنوك للتسهيل النقدي , عملية طويلة وجزء من سياسة صينية للتخفيف من تبعات الكورونا والذي سنرى بداية تبعاته مع نهاية الربع الحالي .
سنرى مزيداً من عمليات الشد والجذب بين مستويات الدولار الأمريكي والذهب, لانتوقع تراجعاً سريعاً في مؤشر الدولار الأمريكي , هذا يشكل تحدي مهم في سرعة ارتفاع الذهب ولذلك كما قلنا سابقاً عزيزي المتابع, ادارة المخاطر بشكل ممتاز وانكشاف بسيط لا يتجاوز 8% من رأس المال حتى لو كنت متأكداً من صحة توقعاتك .
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحليلات وتحديثات الأسواق.