المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 2/4/2020
عادة ما يساء تقدير حجم القوة الروسية في التأثير على الاقتصاد العالمي، ولكن، عند بداية حرب السعر النفطية نزل الذهب الأسود إلى مستويات انخفاض 18 عام.
وإن كان السبب الجوهري هنا الضربة العنيفة التي يتعرض الطلب لها بسبب تفشي فيروس كورونا، والإنتاج السعودي الفائق للحد الأقصى سابقًا. والآن، توقف الكرملين عن شراء الذهب، مما يمنح المستثمرون فرصة لاختبار عمق تأثير روسيا على المعدن الأصفر.
راكمت روسيا على مدار السنوات 40 مليار دولار من الذهب، ولكنها أعلنت خروجها الآن من السوق بسبب القيود المفروضة على الميزانية جراء تراجع أسعار النفط.
أفاد تقرير من بلومبرج عن البنك المركزي الروسي إيقاف جميع مشترياته من الذهب بداية من 1 أبريل، دون إبداء أسباب. هنا، تدخل المحللون لملأ فجوة عدم وجود تفسير، قائلين إن السبب ربما يكمن في امتلاء المستودعات الروسية، وعدم حاجتها للمزيد.
من الشراء بلا حدود إلى التوقف المفاجئ
أضافت بلومبرج أهمية المشتريات الروسية المركزية في دعم أسعار الذهب خلال السنوات الأخيرة، مما منع الأسعار من الانهيار العنيف بتنامي شهية المخاطرة الشرهة خلال السنوات الماضية عندما كانت أسواق الاسهم تحلق دائمًا على مقربة من مستوياتها القياسية.
وتابعت بلومبرج تقول إن حصة البنك المركزي الروسي مقدرة بـ 75 مليون أوقية من الذهب، ووفق سعر السوق اليوم حول مستويات 1,600 دولار، يبلغ هذا 120 مليار دولار أمريكي.
في حين أن بنك الشعب الصيني، الذي يعتقد البعض أنه أكبر مشتريي الذهب في العالم، لا يملك سوى 62.64 مليون أوقية في احتياطياته خلال الشهور الست الماضية. وبافتراض صحة التقارير، اشترى بنك الشعب ذهبًا قبل تفشي فيروس كورونا، ولم يعمد لتحويله لسيولة نقدية، يعني هذا أن البنكين يمتلكان كمية متماثلة من الذهب.
والآن، إليك الاختلاف: أي البنكين سيتخلى عن حصته من الذهب خلال الشهور المقبلة، لتجنب الركود العالمي المتوقع من الوباء؟ من المتوقع وصول عجز الميزانية الروسي في 2020 لـ 1.5%، والصين عجزها يصل لـ 3.5%. إلا أن الاقتصاد الروسي أكثر اعتمادًا على النفط، مقارنة بالاقتصاد الصيني المتنوع. وعند النظر بهذه الطريقة، لن يصعب علينا معرفة أي منها سيلجأ لتحويل ذهبه إلى نقد.
بالكاد تأثرت الأسعار بالقرار الروسي بتخفيض المشتريات، وذلك تأثرًا بنداءات بنوك وول ستريت بأهمية الذهب في ظل ما يواجه العالم من ظروف غامضة. ويقول جولدمان ساكس عن المعدن الأصفر "عملة الملاذ الأخير."
خلال تداولات اليوم يقف سعر الذهب في المعاملات الفورية عند 1,578 دولار للأوقية.
ويقارب الذهب بالمعاملات الآجلة 1,600 دولار وما فوقها.
الذهب صاعد للربع السادس على التوالي
خلال شهر مارس فقد الذهب 1%، ولكن خلال الربع الأول قفز الذهب 5%، في قفزته الربعية السادسة. جنت عقود الذهب الآجلة في مارس 2%، وفي الربع الأول حققت 5%.
وهذا التفاؤل ربما يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة التي تقتلع في طريقها من يعتقد بأن الذهب سيظل عند مستويات 1,500-,1600 دولار للأوقية.
يقول مايكل نورمان، المتداول في كريدي سويس، والمخضرم في سوق الذهب، مؤسس مايك نورمان إكونوميكس: "تراجع روسيا عن شراء الذهب أمر جلل." "يقتضي هذا، باعتقادي، قدرًا لا بأس به من التصحيح في أسعار الذهب التي تداول بتراجع واحد من أكبر المشترين عن الشراء، مما يسحب السوق نحو الأسفل.
قال نورمان إنه خرج من مراكز الذهب عندما تسارع البيع يوم الثلاثاء، وهبط المعدن أسفل مستويات 1,600 دولار للأوقية. ويتوقع استمرار انخفاض الأسعار.
قال: "أتوقع اختبار مستويات 1,450 دولار للأوقية مجددًا." "وفي الواقع، أتوقع اتجاه الذهب صوب: 1,300 أو ربما 1,370-1,380 دولار للأوقية."
وألمحت بلومبرج إلى أن التراجع في أسعار الذهب سيكون محتملًا بخروج روسيا من السوق.
ولكن الذهب ليس ببعيد عن مستويات 7 سنوات المرتفعة عند 1,700 دولار للأوقية. ولهذا السبب تحديدًا، ربما يتحمس التجار الروس لبيع الذهب، وفق بلومبرج. ورغم الأرباح الربعية القوية، إلا أن الذهب مؤخرًا يتصرف كأصل من أصول المخاطرة وليس ملاذًا آمنًا، مع إسراع المستثمرين لتحويل مراكز الذهب إلى نقد (كاش) لتغطية هوامش وخسائر صفقات الاسهم، وغيرها.
الطلب على الذهب الروسي، الأسعار متراوحة
قال ديمتري دلوجين، من آي إن جي بنك: "البنك المركزي يصدر إشاراته للبائعين بإعادة توجيه إمداداتهم للخارج،" وفق ما صرح به لبلومبرج. "الطلب العالمي يظل مرتفع."
وبينما يجد البنك المركزي الروسي مشترين لسبائكه الذهبية، إلا أن البنك سيفضل الانتفاع على السعر، وذلك لتمويل الميزانية الروسية المتضررة من النفط منخفض السعر، مما يعني أن المبيعات لن ترفع السوق بالضرورة.
وهناك ما قد يلعب في صالح الذهب بالمدى القريب، وهو: قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بتسهيل إعادة الشراء للسلطات الأجنبية والدولية، مما يغمر سوق الائتمان بالدولارات. وكلما زاد معروض الدولار، كلما ارتفع الذهب.
قال نورمان: "نرى أن مؤشر الدولار الأمريكي سوف يستمر بالهبوط، كما هبط بعد إعلان الفيدرالي." وتابع: "سيكون علينا أن نتخذ إجراءات فعالة لترويض الدولار ودفع الذهب."
بينما يصدر المحلل، جيفري عالي، من منصة التداول أو أيه إن دي أيه قائلًا إن مستوى 1,450 اثبت قدرته على تزويد الذهب الدعم.
وقال هالي: "بالحفاظ على الرالي أعلى 1,650 دولار للأوقية، سيكون هذا التحدي." وفي حقيقة الأمر النطاق ما بين 1,450 إلى 1,650 نطاق شديد الاتساع، ولكن ما نعيشه من أوقات غير مسبوق.
وربما يوضح الروس في الأيام المقبلة طبيعة نطاق الذهب.
{{disclaimer|{"text":"إخلاء مسؤولية: لا يمتلك باراني كريشنان أي مراكز على السلع والأوراق المالية التي يكتب عنها."}}}