هوت مؤشرات أسواق الأسهم الخليجية في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي لتعمق خسائرها الأسبوعية بعدما حذر صندوق النقد الدولي من أسوأ تراجع اقتصادي منذ ثلاثينات القرن الماضي كما زادت الضغوط بفعل نزول متوقع للطلب العالمي على النفط إلى أدنى مستوياته في ربع قرن وقال صندوق النقد الدولي أن من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد العالمي بنسبة 3% خلال 2020 في انهيار ناجم عن فيروس كورونا قد يكون الأسوأ منذ الكساد الكبير في الثلاثينات.
ووفقا لتوقعات وكالة الطاقة الدولية أن هناك انخفاض في الطلب على النفط بمقدار 29 مليون برميل يوميا في إبريل/نيسان ليسجل مستويات لم يشهدها منذ 25 عاما والذي بالتالي أي خفض للإنتاج من جانب المنتجين لن يعوض بالكامل هبوط الطلب في الأجل القريب.
فبجانب الشبح الأكبر "جائحة كورونا" الذي يظل ضاغطا على نفسية المتعاملين في الأسواق الخليجية، توجد عدة عوامل ضاغطة أيضا عليها منها أزمة انكشاف بعض البنوك الخليجية على مجموعة NMC الصحية بجانب دراسة أظهرت تخارج بعض الاستثمارات الأجنبية بشكل كبير من الأسواق الخليجية تقدر ب 1.9 مليار دولار خلال شهر مارس وتظل كل هذه الضغوطات والتخارجات الاستثمارية من البورصات الخليجية بسبب الشيح الأكبر "كورونا".
وفي ظل هذه الظروف تحاول الدول الخليجية أن تهدأ من روع هذه الأزمة ببعض الحزم والمحفزات الاقتصادية والمالية ودعم القطاع الخاص وتوجيه الصناديق الحكومية بزيادة استثمارتها في البورصات وغيرها من الحزم التحفيزية التي تتبناها دول الخليج لتخفيف الآثار الاقتصادية والمالية المترتبة عليها من تبعات هذه الجائحة على الشركات المدرجة بالأسواق المالية.
يظل المستثمرين في الأسواق الخليجية متخبطين في ظل هذه التقلبات مع تحول الوضع في الأسواق الخليجية إلى وضع مضاربي بحت يوميا على الأسهم.
ولكن مع كل هذه التحفيزات التي نقوم بها الدول الخليجية، يظل الشبح الأكبر وهو فيروس كورونا ضاغطا على الأسواق المالية الخليجية في الأسابيع القادمة، حيث صرحت منظمة الصحة العالمية أن عدد الحالات لم يصل إلى الذروة بعد ومع استمرار هذا القيروس في البقاء دون وجود علاج له يحد من انتشاره يستمر معه تعطل كافة الأنشطة الخدمية وسلاسل التوريد في العالم وبالتالي تستمر حالة "الإغلاق الكبير" الذي يعاني منها الاقتصاد الذي بدوره يؤثر على الطلب على النفط وبالتالى من المتوقع أن تستمر الأسواق المالية الخليجية في المعاناة من التقلبات الحادة طالما ظل هذا الفيروس قائما.