شهد الأسبوع الماضي تقلبات حادة على الأسواق الخليجية اختلفت حدتها من سوق لآخر أشبه بما يكون باسبوع دراماتيكي على الأسواق الخليجية نظرا لكون أن الأسواق الخليجية من أوائل الأسواق التي تتأثر بتحركات أسعار النفط حيث شهد يوم الأثنين ال 20 من إبريل ولأول مرة في تاريخ النفط أن تكون أسعار عقود نفط غرب تكساس تسليم شهر مايو بالسالب وسط مخاوف من أن مرافق التخزين الأمريكية ستمتلئ عما قريب مع تهاوي الطلب بفعل جائحة فيروس كورونا، والتراجع يأتي بسبب قلة الطلب على البنزين من المصافي كما أن صهاريج التخزين في الولايات المتحدة تقترب من حدودها القصوى، ولكن ارتفعت أسعار النفط يوم الجعة لتعزز المكاسب التي حققتها في الجلسات السابقة بعد أن قال منتجون مثل الكويت أنهم سيتحركون لخفض الإنتاج ووافقت الولايات المتحدة على حزمة أخرى لتجاوز الاضطراب الناجم عن تفشي فيروس كورونا.
نتيجة لذلك نرى تحديات أمام الدول الخليجية وأسواقها المالية الأسابيع القادمة خصوصا مع دخول شهر رمضان المبارك الذي تهدأ فيه أصلا أحجام التداول كما شهدنا في السنين الماضية، ولكن هل يختلف رمضان هذا العام في ظل المعطيات الجديدة وأزمة كورونا ؟.
بالتأكيد نعم وهذا ما سنراه الأسابيع القادمة.
فهل تصمد الملاءة المالية لدول الخليج في وجه أزمة كورونا والنفط؟.
وفقا لمقولة أن البورصة مرآة الاقتصاد نستطيع من خلال توضيح مدى ملاءة الدول الخليجية فيما ستكون عليه الأسواق الخليجية خلال الأسابيع القادمة فوفقا لدراسة نجد ان الاحتياطات الأجنبية لدول الخليج يبلغ حوالى 729 مليلر دولار كما تبلغ حيازتها من سندات الخزانة الأمريكية 274 مليار دولار بالإضاف إلى أنه وفقا لصندوق النقد الدولي فإن سعر التعادل في موازنات الدول الخليجية يترواح بين 46 غلى 84 دولار للبرميل حسب كل دولة وبالتالي فإن السياسات المالية المتوقعة مع استمرار انخفاض أسعار النفط هي إصدار السندات والسحب من الاحتياطات وتخفيض الإنفاق.
لذلك نرى أنه على الرغم من الهبوط الحاد في أسعار النفط إلا أن الأسواق الخليجية تمتلك ملاءة مالية تجعلها قادرة على الصمود أمام تقلبات النفط كما أن الدول الخليجية أينعم يعتمد الناتج المحلي بشكل كبير وعمل حساب لمخاطر التقلبات، كما ان منظمة اوبك لا يمكن ان تقف صامتة أمام هذه التقلبات بدون اتخاذ خطوات جادة لتخفيضات اكبر في إنتاج النفط، كما نلاحظ ان السبب الأكبر "جائحة كورونا" هو الأساس في كل ما ألت هذه الأحداث هو المتحكم الأكبر في الأحداث الجارية والتي بمجرد أن يتم ايجاد لقاح له سيتحسن وتخف حدة هذه التقلبات وتعود الحياة.
إن لم يحدث ذلك وإيجاد اللقاح سيظل الوضع قائما ولكن بوادر امل بدأت تظهر من خلال التجارب السريرية التي اتخذتها دول العالم في تخفيف إجراءات العزل ولكنهم اختلفوا في طريقة التنفيذ والتي ربما قد يبدو أن الأسواق الخليجية قد سعرتها واحتسبت آثارها خلال جلسات نهاية الأسبوع الماضي والتي من المتوقع أن تمتد آثارها خلال جلسات نهاية الأسبوع الماضي والتي من المتوقع أن تمتد آثارها إلى الأسابيع المقبلة.