ربما كانت الملاحظة الأهم خلال تداولات الأسبوعين الماضيين هي إنحصار تداولات الذهب بين مناطق الـ 1760 – 1660 ، ورغم منطقة التداول الواسعة بين القمة والقاع لا يمكن أن ننكر أن هناك إنحياز واضح للصعود تعززه الكثير من المخاوف كتجدد إغلاقات الصين والموجة الثانية من كوفيد 19 لكن الملحوظة الأهم هي أن الذهب فعليا حائر بين المنطقتين.
حيرة الذهب تفصح عن أزمة الأسواق، من المفترض أن شهية المخاطرة العالية ستدفع الأسهم والمؤشرات لأعلى وهو أمر نلمسه بالفعل حاليا، لكن أيضا فإن شهية المخاطرة من شأنها أن تهبط بالذهب على الأقل إلى ما دون الـ 1660 وهو ما لم يحدث ولا يبدو قريبا.
لمتابعة المقالة الأصلية اضغط هنا
ورغم أحاديث الفيدرالي المتحوطة والحذرة والغامضة بعض الشئ فإننا على الأقل نعرف الآن أن الفائدة الأمريكية ستكون قريبة من الصفر وهو أمر داعم لموجة شراء للأسهم والسندات والمؤشرات.
لكن من المفترض منطقيا أن نرى تخلي عن حيازات الذهب لصالح بناء مراكز شرائية واضحة على تلك المؤشرات ، الغريب أننا نشهد الأمرين في آن معا ، فبينما تتعزز مشتريات المؤشرات والأسهم والسندات فإن الذهب أيضا يحصل على مشترين بأموال ساخنة طوال الوقت ... تكرر ذلك قبل سنوات وذهب بالذهب إلى آفاق الـ 1900 قبل أن يهبط إلى 1050.
إذن نحن أمام مشتريات هائلة للذهب كأحد مصادر التحوط ، بينما على الجانب الآخر نحن أيضا أمام مشتريات هائلة للأسهم والمؤشرات وهي ليست أحد مصادر التحوط بقدر ما هي شكل من أشكال قبول المخاطرة.
لا يمكن أن يكون الطرفان على صواب أو هكذا تعلمنا ، لذلك فإن ما نراه يشي بما تعانيه الأسواق فعليا: فوضي التوجه.
البعض يراهن على العودة بالمؤشرات والأسهم لمستويات ما قبل اليوم الأول لفايروس كوفيد 19.
على الجانب الآخر البعض يراهن على الأسوء وموجة أكثر عنفا من كوفيد 19.
وبين الجانبين يمارس المضاربين مضاربات حادة على كل شئ لكن يبدو أنهم نجحوا فعليا بأموالهم الساخنة والسريعة في خلق طلب على الذهب بقدر ما خلقوا طلبا على المؤشرات.
هنا قد يكون السيناريو الأسوء ، الأسواق يحكمها المضاربون الآن وهم سيخرجون من الأسواق في أي لحظة يجدون فيها أنهم حققوا ما يكفي من الأرباح قبل أن يخرجوا من الأسواق إلى عطلة قصيرة منتظرين فرصا أخرى أو يخرجون مع أول إشارة سلبية أو مقلقة.
هنا قد نشهد سيناريو غير منطقي يدفع الذهب والمؤشرات والأسهم في نفس الوقت إلى التراجعات الحادة التى نتخوف منها.
وقد نراهم يعيدون الدخول في تلك اللحظات للإستفادة من تلك التراجعات الحادة ليضيفوا لفزع الأسواق المزيد.
أو قد نشهد السيناريو العكسي بدخول المستثمرين في نفس إتجاه المضاربين ليخلقوا طلبا على المؤشرات والأسهم والذهب ليخلقوا فقاعة جديدة تنتنظر لحظة الإنفجار.
فعليا الأسواق حائرة والذهب المعبر الأكبر عن حيرة تلك الأسواق لذلك ندعوكم للحذر حاليا وتحجيم التداولات وإبقاء المخاطر في حدودها الدنيا لأننا قد نشهد الكثير من الفوضي في أي وقت وربما حتى خلال عطلة الأسواق وهو وقت محبب لمثيري الفوضي ممن يستمتعون بخلق جابات هائلة لحظة الإفتتاح أو قبل الإغلاق.