- ارتفعت أسعار النفط إلى 40 دولار، يقول محللو السوق إن التوقعات متفائلة للمدى القريب
- كثير من المخاطر تظل في الأفق، وكثير من الإشارات تدل على وصول النفط لأقصى ارتفاع له
- على المدى القصير، صفى كل من مديري الأموال، وصناديق التحوط من رهاناتهم مع وصول النفط لسعر 40 دولار للبرميل.
- التخفيضات القوية من أوبك+، مع التزام السوق
- تعافي الطلب
- التخفيضات من المنتجين حول العالم (غير الأعضاء في أوبك+)
- ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا (في بعض مناطق لم تنتهي المرحلة الأولى أبدًا).
- ارتفاع الحالات في الهند والمكسيك والدول الناشئة في أمريكا اللاتينية.
- هناك الكثير من الحالات في بكين، وكوريا الجنوبية وألمانيا.
تعافت أسعار النفط إلى 40 دولار للبرميل وتدور الآمال ببقائها هناك. خرج بعض المحللين بتوقعات متفائلة على المدى القريب، ولكن تظل المخاوف في الأرجاء. يقول المحللون من كوميرزبنك في مذكرة يوم الاثنين: "إن الالتزام الصارم من أوبك+ مع التخفيضات الطوعية الهائلة من الولايات المتحدة، والتعافي القوي على الطلب، تسبب في تآكل فائض الإمداد بقوة أكبر من المتوقع."
تقول ريستاد إنيرجي إن سعر 40 دولار هو المستوى الطبيعي الجديد لأسعار النفط. فتراجعت أسعار النفط قليلًا، ولكنها مستقرة عند عتبة 40 دولار.
قال بجورنار تونهايوجين، من ريستاد إنيرجي: "الأرباح القوية فوق 45-50 دولار لن تكون منطقية في المرحلة الحالية، على الرغم من القيود على الإمداد، وسط المخاوف الحقيقية المستمرة على جانب الطلب."
"ترتفع الإصابات بفيروس كورونا في الأسواق الرئيسية من حول العالم، وهناك مخاوف حيال طول فترة التعافي، وتعامل العالم مع عواقب الأزمة."
لكن بدأ محللون في وضع سيناريو لاستمرار النفط في المسار الصاعد.
بينما نتجه صوب العام المقبل، نعتقد بأن الطلب على النقل قادر على التعافي بوتيرة أسرع مما توقعنا سابقًا، كما نرى بأن أوبك+ تستمر في دعم تخفيضات الإنتاج القوية
ويبني ثيران النفط رؤيتهم المتفائلة على 3 عناصر:
يقدر بنك أوف أمريكا أن السوق العالمي واجه فائضًا قويًا مع استمرار الإنتاج مرتفعًا خلال النصف الأول من العام، ولكن هذا الفائض ينقلب إلى عجز مقدر بـ 2.5 مليون برميل يوميًا لنهاية العام.
رأى البنك أن نفط برنت الخام كان متوسطه أدنى 50 دولار للبرميل لمرة واحدة فقط في 2016، خلال الـ 15 عام المنصرمة. ولم يحدث حتى في غضون الأزمة المالية العالمية 2008/09 أن كان برنت أقل من 50 دولار لعام كامل. ولكن هذا على الأرجح سيحدث في 2020، ويرى البنك عودة برنت لمستويات 50 دولار للبرميل في 2021.
لن يعود النفط الصخري لسابق مجده، وفق نك أوف أمريكا، مع استمرار تآكل الإنتاج، حتى في ظل عودة بعض الآبار المغلقة للعمل. بينما هبط عدد منصات التنقيب عن النفط الصخري الأمريكي عدد 10 منصات الجمعة الماضية وفق تقرير بيكر هيوز، ليصل الإجمالي لانخفاض جديد عند 189 منصة.
الصفعة التي نالها طرف الإمداد في السوق لم تتركز فقط على النفط الصخري. "فنرى تراجع الإنفاق الرأسمالي إلى 240 مليار دولار في 2020 مقارنة بإنفاق 322 مليار دولار في 2019، ولا نتوقع تعافيًا إلا في 2021." وفق بنك أوف أمريكا.
بينما أشار البنك الاستثماري إلى أن التعافي القوي في الطلب على النفط من الصين كان سببًا في حالة التفاؤل، ولكنه يشير إلى أن الطلب على وقود الطائرات ما زال يعاني من دمار مستدام. وبالنهاية ربما يعود نفط برنت لسعر 60 دولار شريطة التزام صارم من أوبك+ واستمرار في تعافي الطلب.
يقول ماركو دوناند، مؤسس ميركوريا إنيرجي لبلومبرج: "تستطيع رؤية الطلب يرتفع كل أسبوع."
بيد أن هناك الكثير من المخاطر التي تعترض مسار النفط في الوقت الحالي، وتتركز كالتالي:
قالت منظمة الصحة العالمية إن حالات الإصابة يوم الأحد كانت الأعلى على الإطلاق، بتسجيل العالم 183,000 حالة جديدة.
ولا تخطط كثير من الدول لإغلاق اقتصادي لمرة أخرى، مع انتشار فيروس كورونا، والذي يمكن أن يلزم التعافي منه وقتًا أطول.
لا تنحصر المخاطر في سوق النفط على تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا فقط، بل هناك أيضًا الإشارات حول مصافي النفط وضعف هوامشها الربحية. تجبر الهوامش الربحية المنخفضة المنتجين على تخفيض عملهم وطلبهم في أوروبا والصين. وهو تباطؤ يمكن ترجمته إلى تراجع في شراء النفط، والذي يمكن يجر الأسعار نحو الأسفل. وفق أحد متداولي النفط لرويترز: "الهوامش ليست عند قاعها، ولكنها شديدة السوء، وهذا لن يسهم أي إسهام في زيادة الطلب. ونرى مع هذا زيادة في الإصابة بكوفيد 19، وهذا أيضًا لن يساعد." "سار السوق مسارًا أقوى من اللازم، وعليه العودة الآن ليعكس الحقيقة."
صفى مديرو صناديق التحوط، ومديرو الأموال مراكزهم المتفائلة على النفط عند سعر 40 دولار الأسبوع الماضي، في إشارة على حالة من الشك حيال استدامة الرالي أعلى 40 دولار للبرميل.