سبع سنوات تفصلنا عن تكرار نفس السيناريو الذي عاشه المتداولين مع الذهب ، صعود لا يبدو أنه يتوقف ومناطق مقاومة تتحطم الواحدة تلو الأخرى وحديث متكرر عن مستويات 2000 المستهدفة وبائعين يتساقطون على طول الطريق بينما المشترين خائفين من كسر الفقاعة وانهيار الأسعار لأي سبب، هذا تحديدا ما حدث خلال 2011 ويبدو أنه مرشح للتكرار مرة أخرى.
فنيا لا يوجد لدينا ما يشير إلى انتهاء الموجة الصاعدة أو حتى تهدئة سرعتها فلم نصل لمراحل تشبع شرائي حتى اللحظة على مؤشر القوة النسبية والشموع مازالت بصحة جيدة وتنبئ بمزيد من الصعود وحتى الشموع الهابطة التصحيحة تظهر على استحياء في خلفية المشهد لتغري البائعين ليخسروا المزيد من الأموال لا أكثر كما أن العوامل الجيوبولوتيكية تدعم هذا الصعود الصارخ للذهب ما بين تخوفات كوفيد 19 إلى تجدد التوتر بين الصين وأمريكا إلى الفوز شبه المؤكد لدونالد ترامب الساعي نحو دولار ضعيف يحقق له إستراتيجية اقتصادية حاول الفيدرالي الأمريكي دون نجاح الوقوف ضدها.
لقراءة المقالة الأصلية اضغط هنا
لكن يبقى لدينا بعض التوجس من هذا الصعود المستمر حيث يتناسي الجميع أن الذهب في رحلة صعوده خلال 2011 كان قادما من مستويات متدنية بالفعل أدني 1000 دولار واستمرت الموجة الصاعدة للتوقف عند 1032 لتهبط تصحيحا بإتجاه 688 ومنها حصل الذهب على الزخم الذي منحه إلى جانب توترات الأسواق القدرة على الصعود المستمر والسريع على مدار الفترة من 2008 والتى شهدت أزمة إقتصادية كبيرة بإتجاه 1925 قبل أن تنكسر الموجة الصاعدة وتدفع الذهب بإتجاه 1036.
ما يحدث حاليا هو موجة صعود من 1036 بإتجاه قمة 1925 مرت بمراحل بناء قمم متتالية عند 1340 مع تراجعات تصحيحة إلى أدني 1200 ثم استكمال موجة الصعود التى نعايشها حاليا وتلك المرحلة إستمرت من 2015 وحتى 2020 وهي مماثلة لفترة الثلاث سنوات التى احتاجها الذهب بدعم من كارثة الأسواق عام 2008 ليحقق هدفه بالوصول إلى حاجز الـ 2000 لكنه فشل في تحقيق هذا الهدف على بعد أمتار منه.
نفس سيناريو الفشل يمكن توقعه لا سيما أننا أمام متغير قد يطرأ في لحظة ويعيد للأسواق إتزانها فلا ننسي أننا دون العامل المستقل كوفيد 19 كنا نتحدث عن مستويات 1500 والتى أضاف لها كوفيد 19 وإغلاقات الأسواق 300 نقطة بهدوء وإصرار، ترياق أو علاج ناجح سيخصم تلك الـ 300 نقطة في لحظة وهي لحظة الإعلان عن الوصول إلى علاج ، بينما إستمرار الفشل أو موجة أخرى من كوفيد 19 ستمنح الذهب فعليا ما يحتاج للوصول إلى 1900 ووقتها سيكون إحتمال الهبوط وارد بالطبع لكنه سينتظر تنحية بعض الأسباب وأهمها كوفيد 19 من المعادلة عبر الوصول إلى ترياق أو لقاح ، لكن ترامب المتجه مباشرة نحو فترة رئاسة ثانية قد يعوض ما يخسره الذهب.
أما إذا استمر كوفيد 19 دون علاج وتعاظمت الإصابات بالتزامن مع حصول دونالد ترامب على فترة ولاية ثانية فإن 2000 ستكون في المتناول وحتى بعض الأحداث الخيالية قد تعزز ذلك مثل موت دونالد ترامب وما قد يسببه من صدمة للأسواق قد تدفع الذهب مباشرة لـ 2000 أو أعلى من ذلك في الأيام الأولي قبل أن تهدأ الأسواق التى تخلصت في تلك الحالة من رئيس يحاول الحصول على دولار ضعيف وذهب مرتفع السعر ليصنع إحتياطي مالي قوي عبر الذهب الذي تحتفظ به الخزانة الأمريكية منذ سنوات بعيدة