المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 23/7/2020
تتراجع الفضة الآن، بعد ارتفاع قوي على مدار الأسبوع، ولا نرى أن لهذا التراجع شأن عظيم، مقارنة بالصعود القوي.
أغلقت عقود الفضة جلسة تداول يوم الخميس على انخفاض للمرة الأولى في أربعة أيام، لتتراجع صباح الجمعة في أوروبا، بينما انطلق الذهب صعودًا.
وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية وصلت أسعار المعادن الثمينة لإنجازات لم تصلها منذ سنوات، مدعومة بالأموال الرخيصة، والبنوك المركزية، وجهودها في محاربة فيروس كورونا، وما زالت الفضة على مسار الارتفاع للأسبوع السادس على التوالي، في أطول سلسلة أرباح سجلتها السلعة منذ بداية 2017.
وتراجعت العقود القياسية للفضة بنسبة 0.7%، لسعر 22.82 دولار للأوقية، بعد وصولها لذروة سبع سنوات عند 23.345 دولار يوميًا. ولوضع الأمور في سياقها، إذا كنت قلق حيال تراجع السلع بنسبة 0.7%، فالسعر مرتفع بنسبة 15% هذا الأسبوع، ومرتفعة بنسبة 23% هذا الشهر.
هل تعاني الفضة الآن من تشبع شرائي؟
نستطيع تفهم مبررات هذه المخاوف، فكل صعود يتبعه هبوط، وأكبر انعكاسات التاريخ بدأت بتراجع بسيط. كما أن الربح القوي يخلق يغري بالبيع، بما ينذر بتصحيح قوي للأسفل. وتسير الفضة على هذا النمط منذ سنوات. فخلال الأعوام الـ30 الماضية كانت تسجل الفضة في بعض الأوقات انخفاض بنسبة تفوق 10% في 8 مناسبات على الأقل، وهذا ما لم يحدث قط في سوق الذهب. كان هبوط الذهب القوي الوحيد في أبريل 2013 بنسبة 9.3%.
ولكن الآن، السؤال الأكبر هل تستأنف الفضة الربح، أم أن السعر سيغير المسار، بالنظر لحالة التراجع الاقتصادي؟
يعتقد المحلل المستقبل فلاديمير زيرنوف، بوصول الفضة لـ24.50 دولار للأوقية، وهذا أعلى مستوى منذ أغسطس 2013.
ولكن الحذر واجب، فهذا السوق يبدو في حالة تشبع شرائي، وهذا ينذر بحاجة الفضة لتصحيح، والتصحيح ضروري لموجة الصعود المقبلة.
يقول زيرنوف على إف إكس إمباير:
"للصورة الأدق، من وجهة نظرنا، حظيت الفضة برالي قوي، وسط مخاوف بتراجع من الارتفاعات."
معدل الذهب:الفضة حاسم.
يقول زيرنوف إن معدل الذهب إلى الفضة يقيس الأداء النسبي. ويناقش أيضًا احتمالية قوة الدولار، وهي ديناميكية تضعف أسعار السلع كل مرة.
ومعدل الذهب إلى الفضة يحسب بقسمة سعر الذهب على الفضة. وصول المعدل يوم الجمعة لـ1:82، وحومت أسعار عقود الذهب الآجلة عند 1,885 دولار للأوقية، والفضة عند أقل من 23 في هذا الوقت. وكان المعدل القياسي 1/127 وصله بمنتصف مارس عندما وصلت أسعار الذهب لـ1,704 دولار للأوقية، والفضة كانت عند انخفاض 11 سنة، لسعر 11.65 دولار للأوقية. ووصل المعدل لأقل من 1:60 لعقود.
قال زيرنوف إن المعدل الآن في حالة تشبع بيعي، كما يدل مؤشر القوة النسبية، بما يدل على تفوق أداء الفضة مقابل الذهب. وأي تصحيح سيعني تفوق الذهب على الفضة، سواء بصعود النسبة أو هبوطها.
وأضاف:
"وأي تراجع للذهب سيكون محفز سلبي للفضة، خاصة بعد تجميع صعودي هائل."
راقب الدولار أيضًا
أما بالنسبة للدولار، يقول زيرنوف إن الدولار دوره محوري في دعم الفضة تجاه مستوى المقاومة عند 23.25 دولار للأوقية. بينما يقيس مؤشر الدولار أداء العملة أمام سلة من 6 عملات رئيسية، وانزلق من ارتفاع 17 عام لانخفاضات مارس لأقل من 95 الآن، وهذا المستوى الأدنى في عامين. ويمكن للدولار التعافي وفق متداولي العملة.
لو تمكن مؤشر الدولار الأمريكي من البقاء أعلى 95 وبدأ في التعافي، ربما تتعرض الفضة لبعض الضغط، وفق زيرنوف.
بينما يقول المحلل المستقل، كريستوفر لويس، في تدوينة على إف إكس إمباير، إنه من المنطقي وضع مراكز بيع على الفضة الآن.
ويضيف:
"أي تراجع قوي في السعر الآن محتمل أكثر من ذي قبل، وذلك بسبب تغطية مراكز العقارات في اليومين الماضيين أكثر من الشهور السابقة."
"وبما أن هذه الحالة في السوق، سترى أن الأسواق في حالة تشبع شرائي، مع جاهزية المتداولين لجني أكثر من 2 دولار عند الكسر، وسيكون هناك فرصة لشراء الفضة من المستويات المنخفضة.
"وتلك المكاسب الكبرى في السوق، لذا أعتقد بأن هذا منطقي في ظل التسجيل النقدي الحالي."
وأضاف لويس أنه لن يفاجئه أي تراجع للسعر نحو 21 دولار، قبل ارتداد الفضة لمزيد من الارتفاع.
"ومستوى 20.00 دولار سيكون أرضية دعم السوق، ولا أرى أننا سنصل لهناك."
ثور الفضة آمن -على الأرجح- على المدى الطويل
ولكن يرى لويس بأن ثور الفضة آمن على المدى الطويل، والثقة هنا في محلها.
"أعتقد أن الفضة ستصعد للأعلى على المدى الطويل، بناء على ما يفعله الفيدرالي الأمريكي مع الدولار. يتعرض الدولار الأمريكي لضربات عنيفة من الفيدرالي وسط السياسات التيسيرية الهائلة خلال الشهرين الماضيين، ويبدو أن هناك المزيد."
وتداعيات ما يجريه الفيدرالي وغيره من البنوك المركزية العالمية.
وتسببت كورونا في أزمة اقتصادية ممتدة، وسط تريليونات الدولارات من السياسات النقدية والتيسيرية التي تغمر السوق. وعديد من الدول تقر معدلات الفائدة عند أو دون الصفر، وهذا مكون رئيسي في أي سوق للثيران أو المعادن الثمينة.
على عكس الأزمة المالية في 2008/2009، لن يعلق المال في النظام المصرفي. مخاوف القلق الآن حول الانكماش الاقتصادي، المرتفعة، مع التحفيزات الصادرة من البنوك المركزية، فتلك التحركات النقدية تصب في أيادي المستهلكين والأعمال.
إذن هل تصل الفضة لأرقام ثلاثية الخانة؟.
هل نحلم بالأرقام ثلاثية الخانة؟
يقول محللو دامب ويلث، وهو جهاز لتعليم المستثمرين، في مدونة:
"بالنظر لقيمة المعادن الثمينة، التي لا تولد عائد متدفق، لا يوجد طريقة صحيحة للتداول الآن. هل تصل الفضة لأرقام ثلاثية الخانة، لا يعلم أحد على وجه التحديد ما هو معدل الذهب إلى الفضة الصحيح، ولكن ربما يكون التاريخ مرشد لنا."
إخلاء المسؤولية: باراني كريشنان لا يمتلك أو يتداول على أي من الأواق المالية التي يكتب عنها.