بداية هذا الاحتمال يظل قائما ويطل برأسه بشكل واضح وربما حتى نهاية الربع الأول من العام القادم 2021، بل وربما يكون السؤال الأكثر دقة هو: لماذا لم تشهد الأسواق (فلاش كراش) جديد خلال 2020
لقد مرت الأسواق منذ بداية العام بكل ما من شأنه أن يدفعها نحو فلاش كراش حقيقي وهائل، بل يمكن أن نقول إننا شهدنا هذا الـ (فلاش كراش) على بعض الأصول خلال العام مثل ما حدث مع تهاوي أسعار النفط إلى ما دون الصفر بسبب ضعف القدرة التخزينية قياسا لمستويات الطلب بتأثير من كوفيد 19 لكن لم يتم تصنيف ما حدث باعتباره (فلاش كراش) نتيجة لخضوع عقود النفط لمواعيد انتهاء وبالتالي تم التغاضي عن الأمر تماما
لكن حتى خلال هذا الأسبوع ربما يكون المشهد الأبرز هو تهاوي الذهب من 1970 إلى قرب 1880 كما لو كان الطلب على الذهب قد انخفض فجأة أو أن الدولار الأمريكي قد حصل على كل ما يحتاجه ليعود لسابق عهده قبل سنوات من الآن، نلاحظ بالطبع أننا نتداول وبالكاد أعلى مناطق الطلب 1880 حتى الآن لكن أدني خط الترند العام وبصورة ملحوظة منذ تراجعات الذهب عن مستويات الـ 2000 وإن كنا لا نميل إلى استمرار هذا الاتجاه الهابط
بالمثل عانى الجنيه الإسترليني كثيرا نتيجة الخلافات داخل القارة العجوز التي بالكاد تلتقط أنفاسها من جائحة كورونا لتمارس قدرا من الصلف تجاه بريطانيا لم يلبث أن هدأ قليلا مع بوادر ظهور موجة جديدة من كوفيد 19 في فرنسا وأسبانيا
اليابان لا تبدو مستقرة على الإطلاق فبين استقالة رئيس الوزراء وتولي رئيس الوزراء الجديد لا يزال الين الياباني يسير عكس ما يريده السادة في طوكيو حيث لا يمثل الين القوى هدفا ولا جائزة سباق بل عبء واضح على كاهل المصدرين المعتمدين دائما على التصدير بينما تنامي قوة الين إلى القيم الحالية مقابل الجنيه الإسترلينى والدولار وحتى اليورو لا يمنح اليابان حاليا ميزة تنافسية جيدة
وحتى عبر المحيطات لا يهدأ الدولار الأسترالي عن الحركة البندولية المستمرة لا هو ولا النيوزلندي حيث نلاحظ طفرات من القوة مقابل باقي العملات ثم تراجعات حادة غير مبررة ودون خلفية من قرارات اقتصادية واضحة من هاتين الدولتين
وبعيدا عن العملات فإن النفط أيضا يعاني من خضوعه لأهواء المضاربين ليتحول في الشهرين الأخيرين إلى سلعة يسيطر عليها المضاربين بأكثر مما يسيطر عليها التوافر وضمان التصدير حتى مع الأزمات العسكرية في ليبيا وعلى حدود العربية السعودية والمطاردة الأمريكية الجديدة لإيران
وإذا نظرنا لشكل العلاقات بين الصين وأمريكا فيمكن أن نرى كل عوامل القلق والتي تبدأ من محظورات هواوي الصينية إلى الصفقة المتعجلة لتطبيق تيك توك الصيني والتي يهتم بها الرئيس الأمريكي كثيرا بينما ترد الصين حتى الآن على استحياء.
والأوضاع في روسيا غير مبشرة أيضا حيث يستمر الأداء الاقتصادي الروسي من سيء لأسوء حتى دون أي عقوبات جديدة على خلفية تسميم أحد النشطاء الهاربين إلى ألمانيا، لكن الاقتصاد الروسي يبدو متأثرا كثيرا بجائحة كوفيد 19 إلى جانب عجز أو تراجع القوة الشرائية لمشترين السلاح الروسي حول العالم
إختصارا قد يشهد العالم في أي لحظة أو حتى قد تفتح الأسواق بعد أي عطلة تداول قادمة على (فلاش كراش ) جديد وربما هائل قد يطيح حتى ببعض وسطاء التداول إلى جانب المتداولين صغارا وكبار.
لمتابعة المقالة الأصلية اضغط هنا