المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 8/12/2020
تمت كتابة هذه المقالة حصرياً لموقع Investing.com
● أنماط الانعكاس الرئيسية على الرسم البياني الشهري يمكن أن تشكل مؤشراً فنياً قوياً
● انعكاسات صعودية وهبوطية في المعادن الثمينة
● أنماط صعودية في اثنين من أسواق العقود الآجلة الرئيسية للنفط الخام
● السلع اللينة: حركة سعرية إيجابية على الكاكاو والقهوة
● الدولار يعكس اتجاهه نحو الهبوط، وهذا عامل حاسم للسلع
دخلنا الأسبوع الماضي، في الشهر الأخير من عام 2020. لقد كان عاماً صاخباً بشكل غير عادي، عام سوف يسجله التاريخ كفترة يود الكثيرون نسيانها.
لا يزال الوباء الأسوأ عالمياً منذ وباء الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918 يحصد أرواح الضحايا، على الرغم من أن اللقاحات التي يمكن أن تخلق مناعة القطيع تلوح في الأفق، وسستكون متوفرة على نطاق واسع بحلول عام 2021 الذي أصبح قريباً. ستغير نتائج الانتخابات الأمريكية من زعيم العالم الحر في 20 يناير، عندما سيترك الرئيس ترامب منصبه، ويتولى الرئيس المنتخب جوزيف بايدن المهام في المكتب البيضاوي.
لقد كانت أسواق جميع فئات الأصول شديدة التقلب هذا العام. وأدت عمليات البيع الوحشية الناجمة عن انتشار فايروس كورونا في مارس إلى سقوط مؤشرات سوق الأسهم العالمية في ذلك الوقت.
ولكن منذ ذلك الحين، حدث انتعاش هائل. ففي الواقع، كان شهر نوفمبر شهراً لافتاً للأسهم، حيث حقق العديد منها أسعار تاريخية جديدة، وهو ما دفع مؤشر {{14958|نازداك}} المُثقل بأسهم التكنولوجيا، إلى تسجيل مكاسب مذهلة، بلغت 84٪ تقريباً خلال الأشهر الثمانية الماضية. واستمر الزخم في أسواق الأسهم مع وصول مؤشر داو إلى عتبة جديدة، بعد أن أخترق حاجز الـ 30,000 نقطة لأول مرة في تاريخه.
كما شهدت أسواق السلع الأساسية نصيبها الكبير من تقلبات الأسعار. ففي أبريل، انخفض سعر عقد نايمكس الآجل للنفط الخام إلى ما دون الصفر للمرة الأولى في التاريخ. ومنذ أن وصل إلى ما دون سالب 40 دولار للبرميل في ذلك اليوم التاريخي في أواخر أبريل، سجل {{8849|النفط الخام}} قمماً متصاعدة وقيعاناً متصاعدة في إشارة واضحة لإتجاه صعودي.
أما {{8836|الفضة}}، فلقد سقطت إلى أدنى سعر لها منذ عام 2009، ثم قفزت إلى أعلى سعر لها منذ عام 2013. وسجل {{8830|الذهب}} أعلى مستوياته التاريخية مقاساً بجميع العملات، في أول أسبوع من شهر أغسطس، قبل أن يبدأ تصحيحاً كبيراً. كما تداول {{8831|النحاس}} دون مستوى الـ 2.06 دولار، وهو أدنى سعر له منذ يونيو 2016، قبل أن يرتفع إلى أعلى مستوى له منذ 2013 متجاوزاً حاجز الـ 3.40 دولار للرطل.
وفي أسواق المنتجات الزراعية، قفز سعر {{8917|القمح}} إلى أعلى مستوى له في ست سنوات، ورافقه {{8916|فول الصويا}} الذي سجل أعلى أسعاره في عدة سنوات.
مع نهاية شهر نوفمبر الأسبوع الماضي، أظهرت خمسة من أسواق السلع أنماط انعكاس فنية على الرسوم البيانية الشهرية. قد يؤدي انعكاسان هبوطيان وثلاثة انعكاسات صعودية إلى المزيد من التقلبات في الأسعار خلال الأسابيع المقبلة، مع اقترابنا أكثر من بداية عام 2021 الذي نأمل أن يكون أفضل بكثير لكل إنسان في هذا العالم.
أنماط الانعكاس الرئيسية على الرسم البياني الشهري يمكن أن تشكل مؤشراً فنياً قوياً
يحدث نمط التداول الانعكاسي الصعودي الرئيسي عندما ينخفض سعر الأصل إلى ما دون أدنى مستوى في الفترة السابقة (يوم، أسبوع، شهر)، ثم يغلق فوق أعلى سعر لتلك الفترة. أما الانعكاس الهبوطي فهو عكس ذلك، حيث يصل السوق إلى قمة أعلى من أعلى سعر للفترة السابقة، ثم يغلق تحت أدنى مستوى لها.
تعكس هذه الانعكاسات تحولاً في المسار الأقل مقاومة للسعر. وعندما يحدث ذلك على الرسوم البيانية طويلة المدى، فغالباً ما يشتري المستثمرون وأنظمة التداول الآلية، الذين يتبعون الاتجاه، عند الانعكاس الصعودي، ويبيعون في حال الانعكاس الهبوطي.
نحن الآن في الشهر الأخير من العام الذي سيسعد معظمنا برؤيته خلفنا في ليلة رأس السنة الجديدة. وقبل أن نصل إلى تلك الليلة، لاحظ أن نوفمبر كان يشكل فترة حرجة لأسواق السلع، حيث إن الأصول من جميع الفئات - الطاقة والمعادن والمنتجات الزراعية - قد شكلت أنماط انعكاس مهمة على الرسوم البيانية الشهرية.
انعكاسات صعودية وهبوطية في المعادن الثمينة
شهد الذهب شهراً صعباً في نوفمبر. وبعد أن سجل ارتفاعاً فوق أعلى مستوى لشهر أكتوبر، انخفض سعر المعدن اللامع بثبات وأغلق الشهر دون أدنى مستوى للشهر السابق.
الرسوم البيانية من CQG
وصلت أسعار عقود {{0|الذهب}} الآجلة في بورصة كومكس إلى 1,859.20 دولار في أكتوبر، وثم أنهت تداولات نوفمبر عند 1,775.70 دولار، أي 83.50 دولار تحت المستوى المطلوب الذي كان يجب الإغلاق تحته حتى يتم التأسيس لنمط انعكاس فني هبوطي.
وبينما كان انعكاس الذهب بهامش واسع، كان انعكاس الفضة ضيقاً.
يوضح الرسم البياني أن الفضة كانت قد سجلت مستوى أعلى في نوفمبر مقارنة بشهر أكتوبر، ثم استقرت بعد ذلك تحت أدنى مستوى لشهر أكتوبر بـ 9.10 سنتات فقط. ظهرت الأنماط الفنية الهبوطية على الرسوم البيانية للمدى الطويل مع نهاية الشهر الماضي، ولكن هنالك معدن ثمين آخر، تحرك في الاتجاه المعاكس.
انخفض {{8910|البلاتين}} إلى مستوى أدنى بشكل طفيف خلال نوفمبر مقارنة بأكتوبر. فلقد انخفض سعر المعدن الثمين بمقدار 5.30 دولار فقط دون أدنى مستوى لشهر أكتوبر، قبل أن يستقر عند 47.40 دولار فوق أعلى سعر للشهر المذكور. وبذلك، يترك لنا البلاتين نمط انعكاس رئيسي صعودي على الرسم البياني الشهري.
دخلت أسواق الذهب والفضة شهر ديسمبر بإشارة بيع من التحليل الفني، وفي المقابل، كانت عقود {{0|البلاتين}} الآجلة تعطي إشارة على أن المسار الأقل مقاومة قد أصبح إلى أعلى.
أنماط صعودية في اثنين من أسواق العقود الآجلة الرئيسية للنفط الخام
تعتبر العقود الآجلة لخام غريب تكساس الوسيط، وخام {{8833|برنت}}، العقود المعيارية التي يتم استخدامها في تسعير هذه السلعة في جميع أنحاء العالم. ويقوم ما يقرب من ثلثي منتجي ومستهلكي النفط في العالم بتسعير الوقود باستخدام عقود برنت المعيارية، والذي يتم تداوله في سوق العقود الآجلة في لندن الذي تديره شركة البورصة الدولية Intercontinental Exchange (ICE). خام برنت هو المعيار القياسي لتسعير النفط في كل من أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.
المصدر: Barchart
يظهر الرسم البياني الشهري أن خام برنت قد انخفض إلى ما دون أدنى مستوى له في أكتوبر، والبالغ 36.68 دولار، عندما تم تداوله على 35.73 دولار في نوفمبر. وبعد ذلك، ارتفع العقد فوق أعلى سعر لشهر أكتوبر والبالغ 43.60 دولار، ليغلق شهر نوفمبر عند 47.88 دولار للبرميل. بذلك، تمكن خام برنت من تشكيل نمط انعكاس رئيسي صعودي على الرسم البياني الشهري.
يوضح الرسم البياني أعلاه أن العقود الآجلة لنفط غرب تكساس الوسيط، وهو العقد الذي تعتمده آلية التسعير في الولايات المتحدة، الدولة المنتجة رقم 1 في العالم لسلعة الطاقة هذه، قد شكلت نفس النمط الصعودي على الرسم البياني الشهري. انخفض سعر هذه العقود بواقع 1.28 دولار تحت أدنى مستوى لشهر أكتوبر، ثم ارتفع بـ 3.64 دولار فوق أعلى سعر للشهر المذكور، والذي كان 41.70 دولار للبرميل، لينهي عقد يناير تداولات شهر نوفمبر عند 45.34 دولار للبرميل.
كما تابع الجميع، تحرك سوق النفط الخام منذ بداية شهر ديسمبر في اتجاه صعودي. وقبل ذلك، وفي اليوم الأخير من الشهر الماضي، اجتمعت منظمة أوبك لمناقشة استمرار تطبيق القيود المفروضة على الإنتاج، والتي تبلغ حالياً 7.7 مليون برميل يومياً. لم تتمكن أوبك من التوصل إلى اتفاق بتاريخ الاجتماع الأصلي (30 نوفمبر)، لكن ذلك لم يمنع سعر النفط من تشكيل أنماط انعكاس صعودية.
السلع اللينة: حركة سعرية إيجابية على الكاكاو والقهوة
سجلت اثنتان من السلع اللينة المتقلبة انعكاسات صعودية على الرسوم البيانية الشهرية مع نهاية شهر نوفمبر.
يُظهر الرسم البياني الشهري لـ {{8894|الكاكاو}} أن السعر قد انخفض، خلال شهر نوفمبر، بمقدار 43 دولار للطن تحت أدنى سعر لشهر أكتوبر، ولكنه عاد وأغلق تداولات نوفمبر عند سعر أعلى بمقدار 481 دولار من أعلى سعر للشهر السابق. فلقد أنهى العقد الآجل الأول في الترتيب في بورصة ICE تداولات الشهر الماضي عند مستوى 3,008 دولار. لقد كان سعر الكاكاو ضعيفاً خلال عطلة عيد الهالوين بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي، مما أدى إلى انخفاض السعر.
وفي نوفمبر، دفعت عملية شراء ضخمة لشركة الحلويات العالمية هيرشيز (NYSE:HSY) الأسعار في سوق العقود الآجلة للكاكاو، إلى أعلى مستوى لها في عام 2020، بل وأعلى سعر لها منذ أغسطس 2016. وتمكنت الشركة المصنّعة للشوكولاتة من تجنب الرسوم الإضافية التي تفرضها السلطات في كل من ساحل العاج وغانا عن طريق شراء حبوب الكاكاو عن طريق بورصة العقود الآجلة.
أما عقود {{8832|القهوة}} الآجلة، فلقد تراجعت إلى أدنى مستوى جديد بشكل هامشي خلال شهر نوفمبر، عندما تداولت بـ 0.80 سنتاً فقط تحت أدنى مستوى لشهر أكتوبر، قبل أن تغلق تداولات شهر نوفمبر مرتفعة بـ 6.85 سنت فوق أعلى سعر لشهر أكتوبر. وكانت العقود الآجلة للقهوة قد سجلت أدنى مستوياتها منذ أبريل 2019.
الدولار يعكس اتجاهه نحو الهبوط، وهذا عامل حاسم للسلع
الدولار الأمريكي هو العملة الاحتياطية للعالم، وأداة التسعير المعيارية لمعظم السلع. يميل ارتفاع الدولار إلى التأثير على أسعار المواد الخام بشكل سلبي، وعلى العكس من ذلك، فإن انخفاض الدولار غالباً ما يكون سبباً لارتفاع أسعار السلع. مع ختام تداولات شهر نوفمبر، كان {{8827|مؤشر الدولار}} قد شكّل نمط انعكاس هبوطي على الرسم البياني الشهري.
يُظهر الرسم البياني الشهري أنه بعد التحرك إلى أعلى بشكل طفيف عندما وصل لقمة في أكتوبر، أغلق مؤشر العملة الأمريكية تداولات شهر نوفمبر تحت أدنى مستوى لشهر أكتوبر. لقد سجل الدولار أدنى مستوياته منذ مارس 2020، وقد يدفع هذا الانعكاس الرئيسي الهبوطي الذي تشكّل الشهر الماضي، نحو اختبار مستوى الدعم التالي، الذي لم يظهر على شاشات الأسعار في قرابة الـ 3 سنوات، وهو قاع فبراير 2018، عند 88.15.
في نهاية الأسبوع الماضي، وبعد ظهور أنماط الانعكاس الشهرية، كانت أسعار التسوية لهذه السلع عند المستويات التالية:
● الذهب: 1,840 دولار للأونصة، حيث ارتفع السعر ولكنه لم يستمر
● الفضة: 24.253 دولار للأونصة، حيث ارتفع السعر ولكنه لم يستمر
● البلاتين: 1,072.80 دولار للأونصة، بعد أن تمكن المعدن الثمين من المحافظة على مكاسبه
● عقود نفط غرب تكساس الوسيط المتداولة في بورصة نايمكس بنيويورك: 46.26 دولار للبرميل بعد أن تمكن النفط الأمريكي الخام من السير بحسب إشارة الانعكاس الشهرية
● عقود نفط برنت المتداولة في بورصة ICE في لندن: 49.25 دولار للبرميل بعد أن تمكن النفط المعياري العالمي من السير بحسب إشارة الانعكاس الشهرية
● الكاكاو: 2,654 دولار حيث لم يتمكن الكاكاو من الاستمرار
● القهوة: 1.1755 دولار حيث لم تتمكن القهوة من الاستمرار
● مؤشر الدولار: 90.694 حيث تمكن مؤشر الدولار من السير في اتجاه النمط الانعكاسي
سيحدد الوقت ما إذا كانت الأنماط الفنية ستتسبب في استمرار لعمليات الشراء أو البيع (كل حسب دلالته). ومن المرجح أن يبقى التقلب في فئة العقود الآجلة لأصول السلع هو القاعدة وليس الاستثناء، حتى خلال عام 2021 وما بعده، وذلك نظراً للتأثير الطويل المدى المتوقع لفايروس كورونا على الاقتصاد العالمي.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد يكون انخفاض سعر صرف الدولار هو العامل الأكثر تأثيراً على أسعار السلع.