المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 30/12/2020
بقلم كارولين جيربر
كان عام 2020 عاماً لا يُنسى. ربما نستطيع أن نقول إن القمم كانت أعلى، والقيعان كانت أدنى بكثير. ففي فبراير، اتجهت أسواق الأسهم نحو مستويات قياسية جديدة، لكنها انهارت في منتصف شهر مارس، عندما تحول فيروس كورونا الذي تم اكتشافه لأول مرة في آسيا في بداية العام، إلى وباء عالمي.
وبينما كان الفيروس ينتشر حول العالم، تفاقمت التداعيات على نطاق واسع، من الأضرار الاقتصادية إلى الخسائر البشرية المأساوية: 81.12 مليون إصابة وأكثر من 1.77 مليون وفاة حتى وقت كتابة هذا التقرير. وأغلقت الأعمال التجارية أبوابها، وتوقف السفر.
لكن السوق الذي هبط بشكل دراماتيكي في مارس، عندما انخفض مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 30٪ في غضون أيام قليلة، وسجل أسرع سوق هابطة في تاريخ أسواق الأسهم الأمريكية، انقلب بعد ذلك إلى اتجاه صعودي وصل بالأسواق إلى أعلى مستوياتها في التاريخ بحلول أغسطس. بالطبع، كان للحكومات في جميع أنحاء العالم دور كبير في هذا التقدم، والذي وجد المساعدة في تدابير التحفيز الاقتصادي وتمديد العمل بمعدلات الفائدة المنخفضة لفترة أطول، بهدف التخفيف من آثار الوباء المدمرة على الاقتصاد.
ومع اقتراب نهاية العام، تم طرح لقاحين من لقاحات فيروس كورونا في وقت قياسي، مما أعطى بصيص أمل. وفي نوفمبر، انتخبت الولايات المتحدة أول نائبة رئيس في تاريخها، كامالا هاريس، رفقة المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن، مما دفع الرئيس دونالد إلى الاحتجاج المستمر على سير العملية الانتخابية.
هنالك أحداث أخرى جديرة بالملاحظة في 2020: سقط النفط بشكل مروع، ثم انتفض! سيدة العملات الرقمية بيتكوين تعود أخيراً إلى الواجهة وتحقق سلسلة من الأسعار القياسية الجديدة، حيث وصلت إلى 28 ألف دولار بتاريخ 27 ديسمبر. تواصلت دراما الطلاق بين بريطانيا المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى أن تم التوصل إلى اتفاقية تجارية يمكن للجانبين التعايش معها، حيث تم توقيع الاتفاقية قبل عيد الميلاد المجيد مباشرة.
وفي نهاية هذا العام الذي يتحدى الأرقام القياسية، ما الذي يمكن أن تتوقعه الأسواق في عام 2021؟
لقد طلبنا من بعض الكتّاب الأكثر متابعة على موقعنا أن يدلوا بدلوهم. وفيما يلي 4 وجهات نظر حول اتجاه الأسواق، تغطي أسواق الأسهم وبيتكوين والدولار.
في الجزء الثاني من هذا المقال، والذي سيتم نشره غداً، سوف نتعمق أكثر في تحليل الاتجاه الذي تتجه إليه السلع والسندات ونقدم وجهات نظر إضافية حول الدولار والبيتكوين.
لانس روبرتس: في ظل الأسواق التي قامت بتسعير الكمال، أصبح المستثمرون عرضة للخطر
مع اقترابنا من عام 2021، يشعر المستثمرون، سواء الأفراد منهم أو المؤسسات، بحماس مفرط بشأن انفجار النمو الاقتصادي مع إعادة فتح الاقتصاد.
وفي حين أننا متفائلون بأن اللقاح سيسمح لبعض القطاعات بالبدء في التعافي بكل تأكيد، فإن الجولات السابقة من التحفيز وإعانات البطالة الموسعة قد أطلقت بالفعل الكثير من الطلب "المكبوت" المتوقع.
ونظراً لضعف نمو عائدات الشركات، والتقييمات المتضخمة بالفعل، فإن السوق حالياً قد قام بـ "تسعير الكمال". وهذا يترك المستثمرين عرضة لمجموعة من خيبات الأمل، التي يُحتمل أن تأتي من جانب النمو الاقتصادي الأضعف من المتوقع، أو ربما طفرة فايروسية تجعل اللقاح غير فعال.
ستكون الأساسيات مطالبة بالارتفاع بشكل حاد بما يكفي لتبرير التقييمات الحالية. وإذا تم ذلك، فسيتعين أن يأتي من نمو اقتصادي سيكون الأقوى خلال العقدين الماضيين، وهو ما سيصاحبه معدلات فائدة أعلى بشكل حاد، وطفرة في التضخم.
سيجد الاحتياطي الفيدرالي نفسه مضطراً لرفع أسعار الفائدة، وتشديد السياسة النقدية، وبالتالي سيتوقف الاقتصاد، الذي أصبحت ديونه تبلغ 75 تريليون دولار.
هذا هو اللغز القادم الذي ستواجه الأسواق. فبينما يتأمل بنك الاحتياطي الفيدرالي أن تؤدي التدخلات النقدية المتكررة إلى نمو اقتصادي أكثر قوة، فإن الواقع هو أن هذه التدخلات هي بمثابة الدبوس الذي سيفجر "فقاعة الديون".
من المحتمل أن تكون توقعاتنا لعام 2021 هي نفسها: معدلات أبطأ للنمو الاقتصادي، وأسعار فائدة منخفضة، وسوق لا يزال يعتمد على السياسات النقدية التسهيلية من طرف الاحتياطي الفيدرالي.
جاني زيدنس: أداء الأسهم في 2021 سيكون مختلفاً، لكن كيف؟
كان عام 2020 عاماً لن ينساه أحد. لم نتعرض فقط لوباء يحدث مرة واحدة في القرن، ولكن مؤشر (إس إن بي 500) ارتفع بنسبة 15٪ منذ بداية العام حتى الآن، على الرغم من المذبحة الاقتصادية!
مؤشر ستاندرد آند بورز 500 – رسم بياني أسبوعي
على الرغم من أن هذا يبدو غريباً، إلا أن عام 2020 قد كان عاماً جيداً للأسهم. لكن إذا كان هناك شيء واحد نعرفه عن سوق الأسهم، فهو أن العام المقبل سيكون مختلفاً.
يمكننا أن نجد نقطة انطلاق جيدة للتنبؤ بالعام المقبل، بالبدء بحذف ما حدث هذا العام من قائمة الاحتمالات. ونظراً لأن عام 2020 كان "سنة جيدة" بالنسبة للأسهم، فقد شطبنا ذلك من القائمة. وهذا يترك لنا "سنة رائعة" أو "سنة ليست جيدة" أو "سنة سيئة" أو "سنة سيئة للغاية".
أنا محتار بين "سنة رائعة" و "سنة غير جيدة".
في فصل الربيع، سيتوقف فايروس كورونا عن كونه مصدر قلق، ومن المرجح أن يقوم المستهلكون بعمل فورة في الإنفاق بعد أن تم حبسهم في منازلهم خلال الأشهر الـ 12 الماضية. ولكن من ناحية أخرى، فإن معدل البطالة العنيد البالغ 6.7٪ سوف يُثقل كاهل الاقتصاد ويمكن أن يدفعنا بسهولة إلى ركود تقليدي للغاية.
لماذا يجب أن نجبر على اختيار واحد بينما يمكننا الحصول على كليهما؟
توقعاتي لعام 2021 هي: بداية قوية للعام بينما نتغلب على وباء كورونا، ثم في النصف الثاني من العام سندرك أن الكثير من الناس ما زالوا عاطلين عن العمل وأن هذا ليس جيداً للاقتصاد. وبعد تحقيق مكاسب ممتازة بحلول منتصف العام، ستتعثر الأسهم في النصف الثاني، وستنهي العام إما ثابتة أو على انخفاض طفيف.
مايكل ليبوويتز: الأساسيات ستلحق بأسعار الأسهم
من المرجح أن يكون عام 2021 هو العام الذي ستلحق فيه الأساسيات والواقع الاقتصادي العام بأسعار الأسهم. فعلى الرغم من التراجع التاريخي في النشاط الاقتصادي، فإن أسواق الأسهم، بمساعدة التحفيز المالي والنقدي الهائل، أنهت العام بشكل لائق. ونتيجة لذلك، اقتربت التقييمات من ذروتها السابقة التي حققتها في أواخر التسعينيات، وفي عام 1929.
أننا نتوقع نمواً اقتصادياً ضعيفاً، يتطلب جرعات ثابتة من التحفيز المالي خلال العام المقبل. وفي حين أن التحفيز المالي قد يبقي السوق واقفا على قدميه، فإن الأرباح ستكافح للعودة إلى مستويات ما قبل الوباء. وبالنظر إلى مكانة التقييمات، سيصبح من الصعب بشكل متزايد أن تستمر الأسواق في الصعود. تكمن مخاطر عام 2021 في أن المستثمرين قد يشككون في التقييمات. وإذا فعلوا ذلك، فإن عملية إعادة تسعير للتقييمات، ستدفعها نحو المتوسطات التاريخية، وهو ما يعني انخفاضاً بنسبة بين 30 و 60٪ في أسعار الأسهم.
زحفت عائدات السندات إلى الأعلى، بما في ذلك عائد سندات الـ 10 سنوات التي تصدرها الخزينة الأمريكية، لكنها بقيت عند مستويات منخفضة للغاية من الناحية التاريخية. إن احتمال أن يكون الدولار أقوى بسبب الضعف الاقتصادي، لن يزعج أسواق الأسهم فحسب، بل من المحتمل أن يتسبب في انخفاض عوائد السندات بشكل حاد.
هناك القليل من المنافسة العالمية في أسواق سندات الخزينة، حيث إن العوائد في معظم الدول المتقدمة (SE:2330) الأخرى سلبية.
وفي الختام، فإننا نعتقد أن الذهب سيستمر في الاتجاه الصعودي حيث لا يوجد أمام بنك الاحتياطي الفيدرالي خيار سوى إبقاء العائدات الحقيقية سلبية. لقد كان الارتباط السلبي بين الذهب والعوائد الحقيقية قوياً جداً، وقريباً من معامل ارتباط يبلغ 100٪.
الدكتور أرنوت تير شوره: تصحيح مؤشر (إس آند بي) ومفاجأة الدولار
سأركز توقعاتي على ثلاث فئات من الأصول: سوق الأسهم الأمريكية، ممثلاً بمؤشر (إس آند بي 500)، وعملة بيتكوين، والدولار الأمريكي.
يشهد سوق الأسهم حالياً ما أسميه "الارتفاع المعروض للبيع". بشكل مثالي، يُتوقع أن ينتهي هذا الارتفاع في ربيع عام 2021 في منطقة الـ 4,000 إلى 4,200 نقطة في مؤشر (إس إن بي)، ثم يواجه تصحيحًا كبير. أعتقد أن حجم التصحيح سيكون في نطاق الـ 15 - 20٪ خلال فصل الصيف.
من هناك، يفترض أن يكون السوق قادراً على تحقيق ارتفاع آخر يستمر إلى عام 2022. من غير المؤكد ما إذا كان هذا الارتفاع يمكن أن يكون أفضل من ارتفاعات ربيع 2021 الصاروخية. تستند هذه التوقعات إلى عدد مبادئ موجات إليوت الكبيرة، والعلاقة التي استمرت 10 سنوات بين أسعار النفط وداو جونز، وتحليلات غان، وأمور أخرى. وبالتالي، فإنك إذا حددت توقيت دخولك وخروجك بشكل جيد لدرجة معقولة، فإن 2021 ستوفر لك فرصاً ممتازة على جانبي السوق: الشراء، والبيع.
كما يُتوقع أن تستمر بيتكون في أدائها الجيد، حتى بعد أن ارتفعت بنسبة 400٪ هذا العام. وبعد مكاسب عملاقة كهذه في عام واحد فقط، قد يبدو أن توصية البيع أكثر احتمالاً، لكن المكاسب المئوية المكونة من ثلاث خانات هي القاعدة وليست الاستثناء في أسواق العملات المشفرة. واستناداً إلى عدد من مبادئ موجات إليوت والتحليلات الأخرى، فإنه إذا كان بإمكان هذه العملة المحافظة على التداول فوق حاجز الـ 14 ألف دولار على أساس الإغلاق الشهري، فيمكن أن تصل إلى منتصف أو أعالي مناطق الـ 20 ألف، قبل أن تشهد تصحيحاً أكبر حجماً (تذكر ما حصل في 2019).
بيتكوين - رسم بياني شهري
وختاماً، فقد تكون المفاجأة هي العملة الأمريكية القوية. فلا يبدو أنها على رادار العديد من المتداولين والمستثمرين، وبالتالي فهي صفقة شراء ممتازة. وإذا تمكن مؤشر الدولار من المحافظة على منطقة الـ 88 نقطة في أوائل العام المقبل (يناير - مارس) على أساس إغلاق شهري، حتى تكتمل الموجة 5 (الخضراء)، فنتوقع أن يكون الدولار قادراً على الارتفاع مرة أخرى إلى منطقة 98 - 100 نقطة، خلال عام 2021، ومن المحتمل أن يصل إلى أعلى بكثير من ذلك في السنوات التالية (الأسهم الزرقاء) ولكن، سأترك هذه قصة لوقت آخر. في المقابل، إذا لم يصمد الدولار عند حاجز الـ 88 نقطة، فلا أتوقع أن يمنعه شيء من السقوط إلى 78 نقطة.
مؤشر الدولار - رسم بياني شهري
السلع في 2021: بعد صعود الذهب والنحاس في العام الحالي، توقعات بالمزيد من المكاسب