بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
الذهب لم يستجيب لمحفزاته السابقة:
كما تعودنا بأن الحزم التحفيزية والانفاقات الحكومية من أهم المحفزات التي تساعد الذهب على الصعود وبعد تصريح جو بايدن الأخير بشأن الحزمة التحفيزية المقترحة بقيمة 1.9 ترليون دولار ومع ذلك لم يستجيب الذهب بالارتفاع واكتفى باستمراره في اتجاهه العرضي متخذ من 1829 منطقة دعم و1862.84 منطقة مقاومة كما هو ظاهر بالشارت التالي:
أسباب عدم استجابة الذهب للمحفزات بايدن:
قد يرجح بأن السبب وراء عدم استجابة الذهب وهو أن خطط بايدن التحفيزية قد لا تزال تواجه مقاومة في مجلس الشيوخ على الرغم من الأغلبية الطفيفة التي يمتلكها حزبه الديمقراطي وربما هذه التخوفات تقف عائق أمام مسيرة الذهب الصعودية المتوقعة.
بالإضافة إلى أن إجراءات التحفيز لا تزال جزءاً من الميزانية وبدون أغلبية تبلغ 67 من أصل 100 مقعد في مجلس الشيوخ، فإنها تدخل في عملية تسمى المصالحة Reconciliation، بالتالي لا يمكن تجاوزها إلا بحد أدنى 60 صوتاً (المجلس مقسوم حالياً بواقع 50 مقعداً للجمهوريين و50 مقعداً للديمقراطيين، مع حصول نائب الرئيس المنتخب كامالا هاريس (NYSE:LHX) على تصويت إضافي لكسر التعادل).
عملية المصالحة Reconciliation هذه هي التي أدت إلى تخمين الأسواق بأن حزم التحفيز الكبيرة التي يقترحها بايدن لن تمر بسهولة مع مجلس الشيوخ، خاصة مع عودة زعيم الأقلية الجمهوريين "ميتش ماكونيل" ليصبح زعيم أقلية في السلطة العليا بالكونجرس، ويحافظ على بقاء الأمور صعبة على الديمقراطيين كما كان الأمر عندما كان زعيم أغلبية في فترة ولاية ترامب.
آمال الذهب على أبواب الكونجرس والفيدرالي:
لذلك ستكون الآمال محملة على عاتق تشاك شومر السيناتور الديمقراطي في مجلس الشيوخ في مدى قدرته على إقناع البعض من الجمهوريين لتمرير حزم تحفيز بايدن فلن تتضح الرؤية إلا بعد تنصيب جو بايدن يوم الأربعاء القادم 20 يناير.
ليس فقط بل أن تصريحات جيروم باول رئيس الفيدرالي الأمريكي يدعم المزيد من صعف الدولار وقوة الذهب حيث أستطاع أن ينفي التكهنات بأن البنك سوف يقوم بتقليص مشترياته من الأصول قريباً. كما ذكر بأن رفع الفائدة لن يتم بشكل قريب
ولكن التساؤلات المطروحة متى سيتم رفع الفائدة خاصة بأن كان هناك تصريحات متضاربة لجيروم باول حيث صرح: بأن "هنالك الكثير من الأسباب للتفاؤل بشأن الاقتصاد الأمريكي" وإننا "قد نعود إلى الذروة الاقتصادية القديمة في وقت قريب إلى حد ما". وهذا تسبب إلى تخوفات بشأن بأن رفع الفائدة سيكون في الوقت القريب ولن يطول المستويات الحالية لمعدلات الفائدة
المؤشرات الأمريكية حافز أخر للذهب:
- عودة ارتفاع طلبات إعانات البطالة الأمريكية بشكل يفوق التوقعات حيث صدرت الأسبوع الماضي بـ 965 ألف طلب لإعانات البطالة وهو يفوق التوقعات التي كانت تتوقع 795ألف طلب بينما كانت المؤشرات السابقة عند 784ألف طلب مما يشير بأن ما زال البطالة في ارتفاع
- كذلك تراجع مبيعات التجزئة الأمريكية وأقل من التوقعات حيث الفعلي كان -0.7% بينما المتوقع كان -0.2% والقراءة السابقة -1.4% مما يشير بتباطؤ الاستهلاك بقوة
- معدل البطالة وفقا لوزارة العمل الأمريكية قدرت بـ 6.7%
- التغيير في الوظائف الأمريكي صدرت بأن هناك 140 ألف ممن فقدوا وظائفهم في سوق العمل الأمريكي
لذلك أتوقع أن هذه المؤشرات دلالة على أن الاقتصاد الأمريكي في أمس الاحتياج لحزم تحفيزية تعززه نموه بالفترة المقبلة ولدعم الأسر والشركات الصغيرة لأن حتى الآن المؤشرات الاقتصادية مثل التضخم والتوظيف بعيدون عن معدلاتهم الطبيعية
أين تتوجه السيولة بديلا عن الذهب:
صعود المؤشرات الأمريكية وصعود البيتكوين كانت دلالة بعودة المستثمر بالتوجه للأصول عالية المخاطر بعد حالة الاطمئنان والأمال بالتعافي بعد ظهور لقاحات فيروس كورونا بل ظهور واعتماد أكثر من لقاح والبدء الفعلي بالتطعيمات للقاحات فيروس كورونا قد ربما جعل المستثمر يتجرأ ويلجآ للأصول عالية المخاطر وعدم توجهه لأصول الملاذات الأمنه رغم من زيادة الإصابات والوفيات إلا أن المستثمرين لديه الأمال بانحناء الإصابات نحو الأسفل
لذلك من المتوقع بأن الذهب سيحتاج المزيد من الوقت في ظل الأمال بالتعافي رغم من التحفيزات المالية لأن الأصول عالية المخاطر هي ذات عوائد وأرباح أعلى
الذهب فنيا:
بأن أننا في اتجاه عرضي للذهب فلابد الانتظار أما اختراق المقاومة 1862.84 وسيكون التوجه إيجابي للذهب وعودة صعوده لمستويات 1920 دولار أما في حالة كسر الدعم 1829 فسيكون التوجه سلبي للذهب وربنا العودة لمستويات 1802 ثم 1787 كدعم رئيسية وهامة
إذا أرى أننا ننتظر ما بعد تنصيب بادين حتى تضح الأمور بشكل أفضل
تابعوا التقرير المصور والذي يحمل المزيد من التحليلات والتفاصيل
دمتم بود مع تحيات
د. محمد الغباري
الرئيس التنفيذي للأكاديمية الاقتصادية