مقدمة:
ذكرنا في مقالنا السابق بعض الأسباب التي تدفعنا للتأكيد أننا في فقاعة وعاجلا أم آجلا ستنفجر وخصوصا مع أرقام التضخم التي شهدناها في كل من أوروبا وأميركا وأستراليا وأيضا في العالم أجمع.
وكلما عاند السوق أكثر كلما كان الهبوط أقوى، رأينا قمم تاريخية في هذا الأسبوع للكثير من الأسهم والمؤشرات وعملات بقيت تصعد حتى ظننا أنها لن تتوقف أبدا وعملات ماتت حتى ظننا أنها لن تصحوا أبدا، ولكن الأشياء تتغير، من العدم تتغير، بأسباب أو بدون أسباب لا بد من التغيير وفي نفس الأسبوع ما كان متمردا من الأسهم والعملات والسلع رأيناه يتهاوى وما كان مذلولا رأيناه متكبرا جبارا.
إنه سوق العجائب، سوق يلعب فيه كبار وينبغي لك معرفة نفسك حق المعرفة أثناء اللعب معهم.
فالأسباب مهما كانت بسيطة يتحرك السوق أحيانا حركات جدا كبيرة وأحيانا مهما قويت الأسباب نرى التحركات هادئة وطبيعية، ذلك يا عزيزي تأثير الفراشة والذي يعتمد على مبدأ أن رفرفة جناح فراشة في الصين قد تؤدي إلى إعصار في أميركا.
البتكوين:
وصلت أسعار البتكوين قمتها الأسبوع الماضي عند مستويات 58000 مدفوعة بالجشع والتفاؤل والتسويق لأسعار خيالية جديدة، فبدأ البعض يتحدث عن 65000 وآخرون عن 80000 وآخرون عن مئة وآخرون بأرقام فلكية أعلى، وقد تصل يوما ما لهذه الأسعار لكن إلى أي مستوى قد تنعكس ومتى تصل لهذه المستويات، فلم يبقى أحد إلا واتجه إلى البتكوين خاصة والعملات الرقمية عامة، فاشتروا واشتروا وتمسك البعض حالما بأرقام أكبر وتهاوت أسعارها في يوم، وهبطت 14000 دولار من القمة بمعدل 24.3 % في أقل من ثلاثة أيام! . أي استثمار يهبط 24.3 في ثلاثة أيام، هذا ما نبهنا عنه العديد من المرات في طريقة تداول البتكوين والعملات الرقمية، والحذر منهم.
البتكوين فنيا:
يوضح الشكل أعلاه كسر الترند الصاعد باللون الأخضر على الإطار الزمني اليومي، مما يعطي المزيد من السلبية للبتكوين ويواجه السعر الحالي عند 44600 دعما هاما وكسره والثبات أدناه لا يستدعي التعجب في أن الهدف التالي سيكون بين 41100 و40000 دعم الترند الصاعد الأقوى ومنطقة دعم هامة كانت مقاومة قوية فيما مضى، والمخيف أن كسر هذه المناطق والثبات أدناها قد يؤدي إلى التهاوي بشكل أقوى لمستويات 30000 , ولا تتعجب من أن نذكر أي من هذه الأرقام فالسوق مجنون ويجب توقع كل شيء منه.
الذهب و الأسهم:
ما أن تعرض بعض المستثمرون للضربة الأولى من العملات الرقمية، إلّا واتبعتها ضربة أخرى في السلع والأسهم بشكل عام والذهب بشكل خاص.
نحن في حالة من السوق أن كل شيء يسقط مع بعضه، فلا تقل ذلك ملاذ آمن وذلك حماية من التضخم وذلك استثمار، فالمعادلة تغيرت، إذا سقطت الأسهم سقط الذهب معها ولكن عملات الملاذ الآمن والدولار كانوا الرابح الأكبر، في نفس الأسبوع رأينا قمماً وقيعاناً وفي نفس الأسبوع رأينا رابحين بقوة وخاسرون بقوة، الحركة التي حدثت في 3 أيام فقط كانت بقوة 3 أشهر في الحركة.
الذهب فنيا:
الرسم أعلاه يوضح الكسر الواضح للترند الصاعد على الإطار الزمني الأسبوعي الذي نبهنا عنه سابقا، وبهذا فإننا نقترب من دعم القناة الهابطة عند مستويات 1710-1685 وهذه المستويات هي نقطة الشراء المناسبة للأسبوع القادم.
وإذا نظرنا إلى الرسم أعلاه على الإطار الزمني اليومي نجد أيضا مناطق التجميع ومناطق الدعومات السابقة أيضا المتواجدة بين 1710-1685. وعليه بإمكاننا القول إن هذه المناطق مناطق شراء الفترة القادمة مع الانتباه أن الأسواق في حالة جنون وأن أقوى الدعومات قد تكسر وبسهولة.
أمات على الإطار الزمني للأربع ساعات فنرى أن السلبية القوية عليه ما زالت قائمة وأن الزخم الهابط ما زال سيد الموقف، مع ملاحظة أن إذا تقاطع مؤشر القوة السلبية من الأسفل إلى الأعلى عند مستوى 30 فقط تكون فرصة شراء مضاربية لاستهداف مناطق المقاومة عند 1766 وهذا الرقم قد يكون رقم بيع جيد أيضا على المستوى المضاربي.
المؤشرات و الأسهم:
لم ينج أحد من السوق ببساطة، فمكاسب 15 يوم في أغلب المؤشرات فقدتها في يومين وكسرت مناطق مهمة واستقرت في القاع.
هبط مؤشر الداو جونز 1250 نقطة في يومين ومن الرسم البياني أعلاه نجد أن هناك المزيد وأنه غالبا سيتعرض لضغوطات بيعية مع أول تصحيح بين 31100-31300 , ومع التنويه أن إقرار حزمة التحفيز وتمريرها بواقع 1.9 مليار دولار قبل اغلاق الأسواق (قد) تؤدي إلى ارتفاعه قليلا في الأسبوع القادم ومع التنويه أن مؤشر مدير المشتريات الصناعي في الصين سجل تراجعا اليوم بما قد يضغط أيضا على المؤشرات والأسهم.
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيلغرام للمزيد من التحليلات اليومية وآخر الفرص الاستثمارية.
وتابع البث المباشر يوميا على اليوتيوب (ابحث عن قناة محمود إدلبي) واشترك وفعل جرس التنبيه
حساب سويسكوت بنك تويتر @Swissquote_ar
وقناة محمود ادلبي تلغرام:
ملاحظة:
هذا المحتوى مجرد آراء وتحليلات المؤلف واجتهاد شخصي وليست توصيات مباشرة، فإن أصبنا ادعوا لنا. وإن أخطئنا فاعذرونا. القرار النهائي يعود للمستثمر والمضارب في تحديده الاتجاه.