تقرير سوق العمل الأمريكي يدعم الدولار و يزيد من شهية المُخاطرة

تم النشر 04/04/2021, 14:43
محدث 09/07/2023, 13:32

وسط أحجام تداول مُنخفضة نسبياً نتيجة عطلة الجمعة العظيم صدر اليوم تقرير سوق العمل الأمريكي عن شهر مارس الذي أظهر إضافة 916 ألف وظيفة خارج القطاع الزراعي في حين كانت تُشير إلى إضافة 650 ألف وظيفة فقط بعد إضافة 379 ألف وظيفة في فبراير تمُ مراجعتهم اليوم ليُصبحوا 468 ألف ليبقى إلى الآن 8.4 مليون فقط خارج سوق العمل منذ بدء أزمة كورونا. 

الإضافات الأكبر خلال شهر مارس كانت قد جاءت في شكل 280 ألف داخل قطاع الترفيه والضيافة يليها قطاع التعليم العام والخاص ب 190 ألف وظيفة ثم قطاع البناء والتعمير ب 110 ألف وظيفة، كما زادت العمالة أيضًا في الخدمات المهنية والتجارية ب 66 ألفًا وقطاع التصنيع ب 53 ألفًا ثم قطاعات النقل والتخزين والشحن ب 48 ألفًا. 

كما أظهر التقرير في نفس الوقت انخفاض مُعدل البطالة ل 6% من 6.2% كان عليها في فبراير ويناير، ليتواصل بذلك التراجع الذي بدأه في إبريل من العام الماضي بعد بلوغه 14.7% نتيجة الحظر الذي تسبب فيه فيروس كورونا، بعدما كان عند أدنى مُعدل له منذ ديسمبر 1969 بتسجيله 3.5% في فبراير من العام الماضي. 

كما جاء مُعدل البطالة المُقنعة الذي يحتسب العاملين لجزء من اليوم الراغبين في العمل ليوم كامل على انخفاض جديد ل 10.7% بعد استقرار عند 11.1% في فبراير ويناير سجل معه أول عدم تغيُر شهري منذ بدء هو الأخر الهبوط من ال 22.8% التي كان بلغها في إبريل الماضي. 

أما عن الضغوط التضخُمية للأجور في الولايات المُتحدة خلال شهر مارس، فقد أظهر تقرير سوق العمل اليوم ارتفاع متوسط أجر ساعة العمل ب 4.2% سنوياً فقط في حين كان المُتوقع ارتفاع ب 4.5% بعد ارتفاع في فبراير ب 5.3% تم مُراجعته اليوم ليُصبح ب 5.2% وهو ما يحد من الضغوط على الفدرالي للقيام بتقليص دعمه الكمي أو رفع سعر الفائدة لتحجيم التضخُم. 

ليتعادل تأثر هذا التقرير على الذهب الذي ظل مُحتفظاً بما حقق من مكاسب قبل صدوره بعدما تبين للأسواق أن خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن الجديدة لتحفيز الاقتصاد والمُقدرة ب 2.25 تريليون دولار سيتم تمويلها من خلال رفع الضرائب على الشركات بالأساس ل 28% من 21% حالياً. 

وهو ما يعني عدم ضرورة القيام بإصدارات غير اعتيادية من إذون الخزانة الأمريكية للاستدانة من أجل تمويل هذه الخطة التي من المُنتظر أن تستمر لثمانية سنوات، ما أدى لتراجُع في العوائد على إذون الخزانة الأمريكية ساعد الذهب على العودة للصعود للتداول مُجدداً بالقرب من 1730 دولار للأونصة. 

بينما استفاد الدولار من هذه الإضافة من الوظائف التي فاقت التوقعات وصعد معها العائد على إذن الخزانة الأمريكية لمدة عشرة أعوام مرة أخرى فوق ال 1.70% ليُحقق مكاسب أمام العملات الرئيسية ويهبط باليورو دون ال 1.1750 مرة أخرى ويعود بالإسترليني للتداول دون ال 1.3820 كما تمكن الدولار من الصعود مرة أخرى فوق ال 110.70 أمام الين الذي يتأثر سلباً بالإقبال على المُخاطرة في أسواق الأسهم الذي عادةً ما يُضعف الين نظراً لكونه عملة تمويل مُنخفضة التكلفة يُفضل بيعها للإقبال على المُخاطرة وشراؤها عن تجنُبها. 

في حين كانت استفادة العقود المُستقبلية لمؤشرات الأسهم الأمريكية من هذا التقرير هي الأكبر، بعدما أظهر تسارُع تعافي أداء سوق العمل لكن مع ضغوط تضخُمية للأجور أقل تسمح باستمرار دعم الفدرالي، ليُسجل مؤشر ستاندارد أند بورز 500 المُستقبلي مُستوى قياسي جديد إلى الآن عند 4048، كما تواصل صعود مؤشر ناسداك 100 المُستقبلي ليبلُغ 13407 فور صدور هذا التقرير. 

فمع هذه البيانات عن الأجور وعن أداء سوق العمل يُستبعد أي تدخُل قريب من جانب الفدرالي سواء إن كان لتدعيم سوق العمل أو لعرقلة صعود التضخُم الذي يراه الفدرالي بالفعل غير مُقلق، كما جاء على لسان جيروم باول خلال شهادتيه أمام لجنة البنوك التابعة لمجلس الشيوخ ولجنة الشؤون المالية التابعة للكونجرس. 

ليبقى الاحتفاظ بالوضع القائم حالياً هو الأقرب للفدرالي المُحتفظ إلى الآن بسعر الفائدة ما بين الصفر وال 0.25% كما هو منذ مارس من العام الماضي بجانب عمل سياسات الدعم الكمي التي بلغ معدل شرائها الشهري 120 مليار دولار دون مزيد من الخطوات التحفيزية للحد من صعود العوائد داخل أسواق المال الثانوية ودون أيضاً خطوات تضييقية لرفع تكلفة الاقتراض وعرقلة التضخُم، فمن الواضح أنه من المُستحسن لدى الفدرالي حالياً اتخاذ موقف حيادي خلال الفترة القادمة يترُك معه "ارتفاع التضخُم في مواجهة ارتفاع العوائد" دون تدخُل لدعم أي جانب. 

لكن استمرار السياسات التحفيزية بهذا الكم وتتابُع خطط التحفيز من جانب إدارة بايدن مع تواصل تعافي أداء الاقتصاد من المُنتظر يُسهم في تزايُد الضغوط التضخُمية على الفدرالي بالأخير في ظل استمرار تزايُد المعروض من الدولار وهو ما قد تحدُث معه مبالغات في المُضاربة وانتفاخات سعرية داخل أسواق الأصول وأسواق الأسهم والمواد الأولية والطاقة أيضاً. 

بينما يتواجد خام غرب تكساس حالياً بالقرب من 61.25 دولار للبرميل، بعدما تمكن من معاودة الصعود بعد انتهاء اجتماعات مجموعة الأوبك + إلى اتفاق للتخفيف التدريجي من تخفيضات الإنتاج المعمول بها حالياً من خلال زيادة الإنتاج بمقدار 350 ألف برميل يوميًا في مايو و35 ألف برميل يوميًا في يونيو و400 ألف برميل يوميًا في يوليو القادم بإذن الله. 

رغم تصريح وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بعد الاجتماع بأن "تعافي السوق مازال بعيد عن الاكتمال" وتوقع أوبك الذي استبق هذا الاجتماع بانخفاض الطلب العالمي على النفط لهذا العام بمقدار 300 ألف برميل يوميًا عما كان يتوقع مُسبقاً نتيجة لتأثير الإغلاقات الجارية حالياً لاحتواء الفيروس على الأداء الاقتصادي العالمي وعلى طلبه على الطاقة بطبيعة الحال. 

لاسيما داخل منطقة اليورو التي تزايدت فيها أعداد الإصابات بشكل ملحوظ مُؤخراً دفع عدة دول لفرض إغلاق جُزئي من المُنتظر أن يتسبب في تراجُع مُعدلات النمو داخل منطقة اليورو حيثُ يُنتظر على سبيل المثال أن يفقد الاقتصاد الفرنسي ما يقرُب من 9 مليار يورو بسبب الإغلاق الجاري والمُحدد له حتى نهاية هذا الشهر مبدئياً. 

بينما بلغت نسبة المُلقحين إلى الآن داخل منطقة اليورو بشكل عام 12% في حين بلغت هذه النسبة في الولايات المُتحدة 30% وفي المملكة المُتحدة 50% وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على أداء اليورو أمام الدولار وأمام الجنيه الإسترليني. 

للاطلاع على المزيد يُمكنك مُشاهدة الفيديو مع رسوم بيانية توضيحية لحركة الأسعار 

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.