عاود الدولار الأمريكي اليوم الصعود أمام كافة العملات الرئيسية نتيجة لارتفاع العوائد على إذون الخزانة الأمريكية في أسواق المال الثانوية ليتواجد حالياً العائد على إذن الخزانة الأمريكي لمدة 10 أعوام الذي عادةً ما يجتذب أعيُن المُتعاملين في الأسواق بالقرب من 1.61%.
بعدما كان مُستقر بالقرب من 1.58% في بداية الأسبوع دون أن يُظهر تُأثُر ببيانات التضخم التي صدرت يوم الجمعة الماضي وأظهرت ارتفاع مُؤشر الأسعار للإنفاق الشخصي على الاستهلاك المؤشر المُفضل للفدرالي لاحتساب التضخم ارتفاع سنوي بلغ عن شهر إبريل 3.6% ليكون الأعلى فيما يقرُب من 13 عاما في حين كان المُتوقع ارتفاعه ب 2.2% فقط بعد ارتفاع ب 2.3% في مارس تم مُراجعته اليوم ليكون ب 2.4%، كما أُظهر بيان المؤشر باستثناء أسعار المواد الغذائية والطاقة ارتفاع سنوي ب 3.1% في حين كان المُنتظر ارتفاع ب 2.9% بعد ارتفاع ب 1.8% في مارس تم مُراجعته اليوم ليُصبح ب 1.9%.
البيان الذي لم يُصاحبه كما ذكرنا ارتفاع في العوائد حينها ساعد الذهب كتحوط طبيعي ضد التضخُم على الارتفاع وبلوغ 1916.44 دولار للأونصة التي لم يشهدها منذ الثامن من يناير الماضي قبل أن يتراجع هو الأخر أمام الدولار تقدُم الدولار المدعوم بصعود العوائد على إذون الخزانة الأمريكية ليهبط مرة أخرى الذهب دون الـ 1900 دولار الأونصة.
بينما تظل الأسواق كما يظل الفدرالي بين الضغوط التضخُمية واحتياج سوق العمل للدعم الذي ظهر جلياً بالأمس مع صدور بيانات مؤشر الـ ISM عن القطاع الصناعي الذي جاء على ارتفاع لـ 61.2 في حين كان المُنتظر بقائه عند 60.7 التي تراجع إليها في إبريل من 64.7 كان قد بلغها في مارس حيثُ أعلى مُستوى يصل إليه منذ 1983.
إلا أن بيان العمالة الخاص بالمؤشر كان قد هبط ل 50.9 في حين كان المُتوقع ارتفاعه ل 61.5 من 55.1 في إبريل في الوقت الذي تراجع فيه مؤشر الأسعار المدفوعة داخل القطاع ل 88 فقط من 89.6 كان قد بلغها في إبريل ليكون أعلى مُستوى له على الإطلاق، جديرُ بالذكر أن قراءة هذا المؤشر فوق ال 50 تُشير إلى توسع القطاع ودون الـ 50 تُشير إلى انكماشه.
ما يُظهر المُعضلة التي يواجهها الفدرالي حالياً من حاجة أكبر لدعم سوق العمل في وقت تتزايد فيه مُعدلات التضخُم وهو ما ظهر أيضاً بالأمس مع حديث مُحافظة الفدرالي ليل بيرنارد الذي أيدت من خلاله مرة أخرى احتياج الاقتصاد لدعم الفدرالي مُدة أطول، بينما جاء عن عضو لجنة السوق راندل كارلس أنه لا داعي لأن يستخدم الفدرالي أدواته لحل مشاكل نقص المعروض داخل سلاسل الإمدادات، فالمعيار هنا هل تسبب طول أمد هذا الضعف في الإمدادات في ارتفاع التضخُم أم لا، كما ذكر أن على الفدرالي التدخُل حال ارتفعت التوقعات بارتفاع التضخُم لاحتوائها.
ليأتي حديثهما كما سبق وجاء عن كليهما الأسبوع الماضي لإيصال نفس الأفكار، فالأولى كانت قد صرحت باحتياج الاقتصاد للدعم مدة أطول للوصول للمُستهدف داخل سوق العمل والثاني عبر عن انفتاحه للحديث عن خفض الدعم الكمي وتوقعه بقُرب بحث الفدرالي تقليل الدعم الكمي مع استمرار تعافي الأداء الاقتصادي وعودته للتشغيل بشكل كامل.
ذلك ويُنتظر اليوم بإذن الله أيضاً حديث من كل من تشارلز إيفانز مُحافظ الاحتياطي الفيدرالي عن ولاية شيكاجو ورافيل بوسيك محافظ الاحتياطي الفدرالي عن ولاية أتلانتا كما سيصدُر عن الفدرالي تقرير ال Biege Book المُعتاد صدوره قبل اجتماع أعضاء لجنة السوق بأسبوعين ليُوضح تقدير الفدرالي للأداء الاقتصادي بشكل عام داخل الولايات المُتحدة.
بينما لاتزال تنتظر الأسواق هذا الأسبوع المزيد عن أداء سوق العمل في الولايات المُتحدة حيثُ سيصدُر غداً بإذن الله بيان التغيُر في عدد الوظائف داخل القطاع الخاص الأمريكي عن شهر مايو والمُتوقع أن يُظهر إضافة 650 ألف وظيفة بعد إضافة 742 ألف وظيفة فقط في إبريل في حين كان المُتوقع حينها إضافة 800 ألف وظيفة.
كما يُنتظر غداً أيضاً صدور بيان إعانات البطالة عن الأسبوع المُنتهي في 28 مايو على تراجُع جديد ل 395 ألف بعد انخفاض في الأسبوع المُنتهي في 21 مايو ل 406 ألف حيثُ أدنى مُستوى له منذ الأسبوع المُنتهي في 13 مارس 2020 في حين كان المُتوقع حينها انخفاض ل 425 ألف فقط بعد تراجُع في الأسبوع الذي يسبقه ل 444 ألف.
بينما يترقب المُتعاملين في الأسواق قبل نهاية الأسبوع صدور تقرير سوق العمل الأمريكي عن شهر مايو والمُتوقع أن يُظهر إضافة 664 ألف وظيفة خارج القطاع الزراعي بعد إضافة 266 ألف وظيفة فقط في إبريل في حين كانت تُشير التوقعات حينها لإضافة 978 ألف وظيفة بعد إضافة 916 ألف وظيفة في مارس تم مراجعتهم ليُصبحوا 770 ألف فقط، ما أظهر للأسواق استمرارا احتياج سوق العمل لدعم الفدرالي حيثُ لايزال هناك أكثر من 8 مليون وظيفة مفقودة منذ فبراير من العام الماضي بسبب الفيروس.
للاطلاع على المزيد يُمكنك مُشاهدة الفيديو مع رسوم بيانية توضيحية لحركة الأسعار.