توقعات بارتفاعات استثنائية لأسعار النفط خلال أشهر الشتاء، بينما تختبر باقي السلع في الأسواق، مثل القهوة والذرة والقمح والنحاس وغيرهم، أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات. كما وصل سعر الخام الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ 2014، وهذا أثار المخاوف من انفجار التضخم بسبب ارتفاع أسعار الطاقة (الغاز الطبيعي والبنزين والفحم) في أوروبا وآسيا وأمريكا، مما يهدد مسار الانتعاش الاقتصادي العالمي من الوباء.
» لماذا ترتفع أسعار النفط حاليًا؟
يأتي ارتفاع أسعار النفط بدعم من اضطرابات سلاسل الإمداد وارتفاع الطلب وقلة المعروض. وترسل هذه الأسعار العالية إشارة قوية حول الحاجة إلى زيادة الإنتاج وخفض الاستهلاك، مع تخطي تعافي الطلب، العرض بعد الركود الناجم عن فيروس كورونا في العام الماضي.
ويعتبر التصعيد السريع في الأسعار من سمات العام الأول من دورة الانتعاش، عندما يرتد الاستهلاك مرة أخرى وينمو فوق الاتجاه، بينما يستمر المنتجون في حجب الإنتاج، متأثرين بأحداث الركود الأخير.
» إلى أي مدى سيرتفع النفط؟
- تداولت العقود الآجلة لخام برنت خلال بداية أكتوبر بأكثر من 82 دولار للبرميل، ارتفاعًا من 38 دولار في نهاية الشهر نفسه من العام الماضي. وهي واحدة من أسرع الزيادات في أسعار النفط التي رأينها منذ ثلاثة عقود. وحتى خام غرب تكساس الأمريكي وصل لأعلى مستوياته في 7 سنوات.
وارتفعت أسعار الطاقة بقوة خلال 2021، إذ قفز النفط الخام تقريبًا بأكثر من 50٪ منذ بداية العام، مما يُزيد من ضغوط التضخم.
وقد تقفز أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل قبل نهاية العام، لكنها لن تكون مستدامة. ويتوقع بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC) أن تدفع أزمة الطاقة العالمية أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014، بل وقد يفجر أزمة اقتصادية عالمية.
» ماذا فعلت أوبك + في اجتماعها الأخير؟
تتعرض أوبك + مع حلفائها، بما في ذلك روسيا، لضغوط من كبار المستهلكين، مثل الولايات المتحدة والهند، لزيادة الإنتاج وإمدادات النفط بعد ارتفاع أسعار النفط بنسبة 50٪ هذا العام. ولكن تجاهلت المنظمة هذه النداءات، واختارت الالتزام بزيادة الإنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميا فقط في نوفمبر، وعدم زيادة الإنتاج بمقدار 800 ألف برميل كما كان ينتظر السوق.
وبالطبع، الارتفاع الحاد في أسعار النفط أمر يبعث السرور على مصدري النفط في جميع أنحاء العالم، لأنه سيعزز الإيرادات الحكومية وسينعش الاقتصادات التي تعتمد على تصدير النفط.
وستكون سياسة أوبك هي المحرك الرئيسي لأسعار النفط الفترة المقبلة، وفقًا لرؤية العملاقة فيتول (Vitol). إذ يريد أعضاء أوبك+ جني أكبر قدر من الأرباح قبل عودة المنافسة للأسواق، سواء من النفط الإيراني أو تعافي النفط الصخري الأمريكي.
» ما رد فعل الولايات المتحدة على ارتفاع أسعار النفط وقرار أوبك؟
تدرس الولايات المتحدة تحرير جزء من احتياطيات النفط الطارئة لديها وضخها في السوق لترويض ارتفاع أسعار الوقود. فإذا زاد المعروض، ستنخفض الأسعار قليلًا مع عودة بعض التوازن ولو بشكل متواضع.
وصرحت وزيرة الطاقة الأمريكية احتمال اللجوء إلى احتياطي البترول الاستراتيجي للحكومة، معلنة أن "جميع الأدوات مطروحة على الطاولة" بينما تواجه إدارة بايدن ارتفاعًا شديدًا في أسعار البنزين والغاز الطبيعي.