( إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا )
اطلع معظمنا يوم أمس على خبرين قاما بتوضيح الصورة الكاملة لكيفية تعامل نظامين مختلفين مع جائحة كورونا، والمثير للسخرية ان الخبرين للاقتصاد الاول والثاني على العالم.
-
الصين تحتجز أكثر من مليون شخص في مدينة يوتشو إثر اكتشاف ثلاث إصابات بفيروس كورونا.
-
أكثر من مليون اصابة يومية بفيروس كورونا في الولايات المتحدة.
ولعلك عزيزي القارئ تعي تماما أن جو بايدن وفوتشي وهذه الادارة ترفض بكل حزم أي نوع من أنواع القيود والإغلاق لتجنب تفشي فيروس كورونا ومتحوره الجديد شديد العدوى اوميكرون، كذلك يوافقهم الرأي اراب الاعمال الرائدين أمثال بيل جيتس وجيف بيزوس وإيلون ماسك ومارك زوكربيرج، والنتيجة النهائية لهذه السياسة إصابة ما يزيد عن 56 مليون أمريكي بالمرض، ووفاة ما يقرب من المليون شخص نتيجة لذلك.
نذكر جميعا كيف كانت اهوال فيروس كورونا في الهند وكيف ان الصور الاتية منها أصابت العالم بالذعر، هل تعلم عزيزي القارئ وفيات كورونا بالهند ذات المليار واربعمائة مليون نسمة وهي الدولة الفقيرة، أقل من نصف وفيات فيروس كورونا في الولايات المتحدة أقوى دولة وأغنى دولة على سطح الأرض.
هنا نرى نموذجين واضحين تماما يختلفان كل الاختلاف في التعامل مع فيروس كورونا، الصين والتي لا تهتم كثيراً للانتاج واهم ما يشغلها صحة مواطنيها، والولايات المتحدة التي عندها اتم استعداد للتضحية بمليون قتيل جراء الاصابة بفيروس كورونا فقط لكي تستمر عجلة الإنتاج بالدوران.
نتيجة لذلك رأينا تضخم مرعب ومتسارع ومخيف في ثروات هؤلاء الرافضين للاغلاق، تنامت ثرواتهم على اشلاء ضحايا فيروس فتاك.
هنا قد يسألني البعض وما دخل الأخلاق؟ وهل الاقتصاد به اخلاق؟
عزيزي القارئ ان كل الاخلاق واسمها هي أن نحافظ على روح الناس لا أن أضحي بها.
هذا الذي يحدث على مرأى ومسمع منا جميعا لا يوضح لنا احدى حقيقتين او كلتاهما معاً:
الحقيقية الأولى: أنه قد يكون الاقتصاد الأمريكي مهترئ، بل ومهترئ جدا مما يدفع الادارة الامريكية الى دهس مواطنيها تحت وطأة فيروس ينتشر كالنار في الهشيم وذلك في سبيل ان لا يتوقف الإنتاج، والذي يبدو انه اذا توقف قد نرى تأثير الدومينو على اقتصاد الولايات المتحدة والتي طبعت ما يقارب ال 12 تريليون دولار منذ بدء الجائحة لتفادي إفلاس محتمل، وتدفع ضريبة ذلك تضخم متنامي ومتسارع.
الحقيقة الثانية: أنه قد يكون الاقتصاد ليس بهذا السوء ولكن جشع النخبة الحاكمة سياسيًا واقتصاديًا يدفعهم لمزيد من تضخم الثروات. وأنا لا استبعد الاحتمالين، فالجشع ليس بعيدا عن الأمريكان.
ما يحدث على مدار عامين من سلوك الإدارة الامريكية وسلوك الادارة الصينية يوضح لنا أن السفينة الأمريكية قد جنحت، وعلى وشك الغرق، والتشبث بها ما هو الا اما يأس، او اقتناعا بإدارة فاشلة تسببت عن عمد في جنوح تلك السفينة.
وأن الصين والتي نعتبرها أكثر شمولية أظهرت اخلاق الفرسان في حماية شعبها مهما كلفها ذلك من تضحيات اقتصادية.
عزيزي القارئ، اقفز من السفينة الامريكية الان، هي بدأت بالغرق، فلا تتشبث بها كي لا تغرق معها، وأمامك فرصة عظيمة قد لا تتكرر كل قرن من الزمان الا مرة او اثنتين الا وهي المراهنة على ذلك الغرق.
امامك اسهم ومؤشرات امريكية بالجملة تتداول فوق السحاب بلا اي اسس اقتصادية وبمضاعفات ربحية غير منطقية، اسهم تتداول فوق قيمها العادلة بخمسون ومائة ومائتي والف ضعف.
استثمر في غرق السفينة وكن دبا. دباً صبورًا قويًا