لم يكن الثيران ذو حظ وفير، خلال الأسبوع الماضي مع ارتفاع عائد السندات الأمريكية والأوربية، بدعم من البنوك المركزية لأجل احتواء التضخم.
مع مرور عقارب الساعة تتجه البنوك المركزية لاحتواء التضخم وخصوصا بعد البيانات الأخيرة التي أشارت أن التضخم وصل الى مستويات مخيفة – كما هو موضح بالرسم البياني أدناه- حيث أشار البعض أن الخوف الحقيقي من ردة فعل البنوك المركزية وسرعتها أكثر من كورونا و أخواتها.
و في هذه المناسبة، لنلقي نظرة على التضخم للولايات المتحدة، حسب ما أصدرته مكتب الإحصاء الفيدرالي أن التضخم وصل إلى أعلى مستوياته من 1982. ولكن الفرق أن الأسواق تأمل ألا تتكرر أخطاء الماضي ويكون لها القدرة على القيام بالخطوة الصحيحة.
وعلى إثر ذلك بدأ المتداولون بالاتجاه أكثر للأدوات الأكثر أمان إن صح القول، ومن ناحية أخرى إذا رفع الفيدرالي الفائدة فأن المستثمرين سيتجهون إلى أصول أكثر أمانًا، وفي حالات أخرى الى إيداع أموالهم في البنوك!
لنوضح الأمور أكثر للنظر الى التحليل الفني لمؤشر الصناعي الأمريكي الداو جونز.
منذ بداية عام 2022 لم يبد الداو جونز أي جهد لتفوق الثيران على الدببة، ولكن تراجع منذ بداية العام حتى الآن بنسبة 7.40% تقريبا ووصل الى مستوى 34,224, وهو أقل سعر له منذ الثاني من ديسمبر 2021.
كان المؤشر الصناعي يتحرك في اتجاه صاعد منذ 30 أكتوبر 2020, حتى تم كسره في سبتمبر 2021, حتى كتابة هذا المقال.
منذ بداية العام الحالي وتحديدا في الخامس من الشهر الحالي، التزم المؤشر الثلاثيني الحركة السلبية. على مدار ثلاثة أسابيع متتالية تراجع المؤشر من مستوى 36,447 الى مستوى 34,225.
على إطار الأسبوعي يمكن ملاحظة شمعة الشهاب التي بدورها تعكس الاتجاه الصاعد، بالإضافة الى مؤشر MACD، الذي أظهر سلبية سباقة في أداء المؤشر، ربما هذه كانت أحد العوامل الفنية التي ساهمت في تراجع الداو جونز.
في حال استمرت هذه الحركة السلبية فمن المتوقع أن نرى الداو جونز عند مستويات منخفضة أكثر، يجدر الإشارة الى أن مستوى 33,960 يمثل تحديا، فهذه تعتبر إشارة سلبية لمؤشر الصناعي.
و من جهة أخرى، يمثل مستوى 34,610 المقاومة التالية التي تتقابل مع مستوى فيبوناتشي 0.786 , و لكن اختراقها لن يكون ذو أهمية حتى يصل الى المقاومة الأهم و هي 35,490 التي تتقابل مع مستوى فيبوناتشي 0.5 و أيضا المتوسط المتحرك 100 فالنتيجة اذا فعلا تم اختراق هذا المستوى فمن المتوقع أن تكون خطوة إيجابية لداو جونز , ما لم تثبت الأسواق عكس ذلك.