هل يعتبر صعود الذهب على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا قصير الأمد؟ تساؤلات كبيرة تدور في ذهن المستمرين في المعدن الاستراتيجي ما لم تستمر مصلحة المستثمرين طويلة الأجل مع تدفقات صناديق الاستثمار في البورصة على خلفية الحرب والتداعيات الاقتصادية التي قد توفر أرضا صلبة لصعود أسعار السبائك على المدى القصير والمتوسط ولكن هل الوضع بكامله قد ينهار مع نهاية الحرب؟
إحصاءات كبيرة توضح زيادة الحيازات في صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب بمقدار 600 طن هذا العام، على خلفية المخاوف الجيوسياسية قد يؤدي عادةً إلى تحول هيكلي في أسعار الذهب لفترة قد لا تكون قصيرة من وجهه نظري .
وكما قلنا في البداية ما زال الذهب تحت رحمة عناوين الأخبار. في حين أن هناك مجالًا لمزيد من مكاسب الأسعار، فمن المرجح أن تكون حركة السعر متقلبة بعد بيانات التوظيف الأمريكية الجيدة في الاعداد بدون فعالية قوية للأجور الصفرية في الوقت الحالي في حين أن المستثمرين تحولوا إلى السبائك كمخزن للقيمة والتحوط من التضخم، فإن ارتفاع أسعار الفائدة يمثل رياحًا معاكسة حقيقية للمعدن الذي لا يحمل فائدة أكبر من قيمة الدولار وهو ما نشاهده الآن في ارتفاع لسعر الدولار وسعر الذهب جنبا إلى جنب إلى حين استقرار الأوضاع بشأن الحرب واستقرار أكبر للدولار قد يكون على حساب الذهب ولكن متى؟
ارتفع الذهب بنسبة 6٪ تقريبًا هذا العام، بعد انخفاض بنسبة 3.6٪ في عام 2021 مع إحصاءات بسيطة قد تكون غائبه على غالبية المتابعين للذهب على مرور الأعوام بعد الصدامات المسلحة حول العالم نجد من حرب جزر فوكلاند في عام 1982 إلى هجمات 11 سبتمبر، تميل الزيادة في أسعار الذهب الناتجة عن الأزمات التي تشمل العمل العسكري أو الضربات الإرهابية إلى أن تكون مؤقتة، وفقًا بنك سيتي جروب (NYSE:C) ، فقد قفزت أصول الملاذ التقليدي بنسبة 3.4٪ في فبراير عندما شنت روسيا هجومًا واسع النطاق على جارتها، لكن الأسعار توطدت منذ ذلك الحين مستقرة بدون انفجارات ضخمة وكبيرة إلى اللحظة الحالية 1960 دولار للأوقية، حتى مع تسارع أسعار وقفزات السلع الأخرى مثل النفط والقمح والألمنيوم.
وهنا السؤال هل تميل الارتفاعات التي تقودها العوامل الجيوسياسية إلى أن تكون عابرة؟
قد يكون الرد على السؤال غير نابع مع خبرة كبيرة في تتبع أحداث الصراعات المسلحة ولكن قد يكون بالنظر إلى الشارت لأسعار الذهب في المتوسط نجد أن تميل أسعار الذهب إلى الاستقرار في أعقاب حادث خطر مباشرة وتتخلى عن هذه المكاسب في غضون شهر أو أكثر كما حدث في الجائحة عام 2020 ونبني توقعاتنا إلى عودة الذهب إلى الاستفادة من العوائد الحقيقية له مقابل رفع أسعار الفائدة الامريكية الشهر الحالي يوم 16 مارس .
الأسعار على المدى الطويل في صعود ليس بسبب الصراع الروسي الأوكراني ولكن بسبب تداعيات التضخم وارتفاع أسعار السلع المصاحب لها عالميا كيف ؟
فإن الأحداث الجيوسياسية التي تظهر في صدمات الاقتصاد الكلي - مثل الحظر النفطي في السبعينيات، وأزمة الديون السيادية في أمريكا اللاتينية في أوائل الثمانينيات، والأزمة المالية العالمية في أواخر العقد الأول فليس الخطر الأكبر من الصراع الحالي لروسيا وأوكرانيا غير تفاقم تضخم السلع الأساسية، واختناقات سلسلة التوريد، وإبطاء النمو العالمي - لا سيما في أوروبا - فمن المرجح أن تكون أسعار الذهب أكثر دعمًا بعائد مخاطر أعلى ورد فعل أكثر تشاؤمًا من تحركات البنوك المركزية للتداوي آثار الحروب.
