انخفضت أسعار الذهب في تداولها في الأسواق المالية العالمية، حيث تم تداول المعدن الثمين اليوم الخميس الموافق الـ 28 من شهر أبريل 2022 عند 1871 دولار، ليخسر المعدن الثمين على مدى الشهر حوالي 2.5%. هذا وقد لامس المعدن الثمين الأعلى له عند 1998 دولار قبل أن ينخفض متأثّراً بظروف أساسيّة ساهمت في الضغط على المعدن الأصفر، كان أهمها توقعات رفع الاحتياطي الفيدرالي الفائدة.
ومن المتوقّع أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الفائدة بـ 50 نقطة أساس الشهر المقبل مايو، كما تتوقّع الأسواق رفعاً آخر بأسعار الفائدة شهر يوليو المقبل بمقدار 75 نقطة أساس، وهذه التوقعات لأسعار الفائدة هي بناءً على حركة العقود الآجلة المرتبطة بالأموال الفيدرالية التي تصدرها مجموعة CME.
ورغم أن قسم الدراسات في مجموعة Equiti لا يعتقد بأن الفيدرالي سيرفع الفائدة 75 نقطة أساس شهر يوليو، بل قد يكتفي بـ50 نقطة أساس، إلا إذا طرأت مستجدات أخرى تستدعي هذا الرفع الهائل في الفائدة. لكن بكل الأحوال، يبدو بأن الأسواق تسعّر رفع الفائدة بذلك المقدار الضخم، مما ضغط على أسعار الذهب.
لكن، هل فعلاً انخفض سعر الذهب؟
بالنظر إلى سعر الذهب بالدولار، سنجد بأن أسعار الذهب انخفضت بالفعل، لكن لننظر إلى حركة أسعار الذهب شهر أبريل أمام بعض العملات الأخرى غير الدولار:
· سعر الذهب باليورو ارتفع بنسبة تزيد عن 2.5%
· سعر الذهب بالجنيه الإسترليني ارتفع بنسبة تفوق 2.1%
· ارتفع المعدن الثمين بقياس سعره بالفرنك السويسري بنسبة أكبر من 2.5%
· الذهب بالدولار الأسترالي ارتفع بنسبة 2.2%، وبالدولار النيوزلندي صعد 3.7%
· سعر الذهب باليوان الصيني ارتفع أكثر من 1.5%
· سعر الذهب بالين الياباني ارتفع بأكثر من 4.8% ليصل أعلى سعر قياسي فوق 254259 ين للأونصة خلال الشهر.
بالتالي، نجد بأن أسعار الذهب انخفضت أمام الدولار الأمريكي، إلا أنّها ارتفعت بقياس عملات رئيسية أخرى، مما يستدعي النظر في حقيقة انخفاض أسعار الذهب عالمياً!
ومن العملات التي انخفض سعر الذهب بقياسها، الروبي الهندي، حيث انخفض سعر الذهب بالروبيه الهندي 1.8% تقريباً، كما انخفض بالليرة التركية بنسبة 1.5%.
لذلك، لا نستطيع الجزم بأن أسعار الذهب انخفضت، بل يجب أن نقول بأن أسعار الذهب العالمية المقايسة بالدولار الأمريكي انخفضت!
وبحسب آخر تقديرات مجلس الذهب العالمي، ارتفع الطلب العالمي على الذهب خلال الربع الأوّل من هذه السنة بحوالي 34%، ليصل أعلى مستوى له منذ عام 2018 ليبلغ 1234 طن، والطلب العالمي على الذهب كان خلال الربع الأوّل من هذه السنة فوق متوسط الـ5 سنوات بنسبة 19%. وبحسب المجلس، شهد الطلب ارتفاعاً لعديد من العوامل منها التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة في المعدن النفيس.
مستقبل الذهب أمام الدولار
ما زالت التوقعات المستقبليّة للذهب برّاقه، فالذهب حتى لو تراجع، فقد يبقى أحد الأدوات التي يتم استخدامها للتحوّط ضد التضخّم والمخاطر الاقتصادية والسياسيّة. لكن حالياً، قد يواجه الذهب ضغوطاً كبيرة وسط تسعير رفع فائدة كبير في الفيدرالي الأمريكي هذه السنة، بالتالي لا يجب استبعاد مزيد من الضغط الهابط على المعدن الثمين على المدى القصير.