الاستثمار عبارة عن قواعد لا أكثر
منذ 1800 عام قبل الميلاد وفي بلدة تدعى بابل، شهدت على مدار التاريخ خمسة قرون متتالية من الازدهار وذلك لاحتوائها على مجموعة من أفضل التجار الذين مارسوا التجارة وفقاً لقواعد جعلتهم ضن النخبة ممن حولهم، فدفعهم هذا الثراء والاتزان بالتجارة إلى أن يدونوها ضمن ألواح. ووجد أحد هذه الألواح في العصر الحديث بالقرب من البصرة في العراق نحتت عليه عبارة مفادها أن الاستثمار هو حصيلة من القواعد، والثراء هو الالتزام بهذه القواعد لا أكثر. القصة مقتبسة من كتاب أغنى رجل في بابل.
في ظل هذه التقلبات والكثير من الفرص التي تصول وتجول حول ذهن المستثمر، أرى شخصياً في بعض المرات أن المستثمر إن لم يكن يتبع نمط ونموذج ثابت في الاستثمار قد يرمي باستثماره إلى الهاوية، وعلى هذا الأساس أدون لك أهم نصيحتين قد تحتاجهما وخصوصاً في هذه الفترة في ظل صعود سوق وهمي وفي ظل هبوط ألاسواق بشكل غير منطقي.
أولاً: لا تحتفل باكراً
عندما تقوم بالاستثمار بسلعة معينة، أو أصل معين وتفترض أنت في نموذجك الخاص أن هذا الأصل استثمار سنوي سينتهي بعد خمس سنوات من الآن، وصعد بعد عدة أشهر من استثمارك به وفرحت هنا أعلم أنك أمام أحد الخطأين:
إما أنك قد استثمرت في أصل قريب المدى أو أنك قد احتفلت باكراً وللأسف كلاهما خيار سيئ، فإذا كنت قد تعتزم الاستثمار بعيد المدى لا بد منك أن تتذكر الاحتفال الباكر قد يسبب غرورا يحجب الرؤية المنطقية للسعر.
ثانياً: وزع أصولك من حيث الزمن لا من حيث التنوع فقط
الجميع بلا شك سمع عن أهمية توزيع الأصول وأنا هنا لست لأعيد هذه العبارة الرنانة فنحن جميعاً متفقون على أن توزع استثماراتك في أصول متنوعة، لكن ما لم نتفق عليه هو الضخ المالي في هذه الأصول.
وإن الاستثمار الواحد في أصل واحد لمدة زمنية واحدة دفعة واحدة يعد من أكبر الأخطاء القاتلة لاستثمارك وإن نفذ الاستثمار منها قد تضيع على نفسك فرصة تعزيز بحال هبط السعر. على سبيل المثال إذا أردت استثمار 1000$ في البيتكوين لمدة سنة فعليك توزيع 1000$ على دخول مدته ستة أشهر.
مالياً هناك قاعدة تربط ما بين نوع الأصل الذي تريد الاستثمار به، المدة الزمنية (حقيقة هناك الكثير من القواعد لكن سأكتفي بذكر واحدة)
نص القاعدة
رأس المال المهيأ للاستثمار يوزع بتساو على نصف المدة الزمنية المخطط لها وبحال كان توزيعا لا يقل عن 10 مرات دخول فهو استثمار من حيث التوزيع ممتاز.
مثال أردت استثمار 1000$ في الذهب لمدة سنتين أي لا بد من أن توزع 1000$ على مناطق دخول التي تمتد على مدار سنة بحيث كل شهر يتم ضخ جزء من المبلغ متساويا مع الجزء السابق (100012= 84) ونلاحظ هنا أن التوزيع أكثر من ممتاز، حيث تم توزيع المبلغ على 12 عملية دخول.
ذو صلة بما سبق
ما دفعني لأن أكتب هذا المقال عزيزي القارئ، هو التشيع الرهيب الذي أحدثه البيتكوين في الآونة الأخيرة. وربما فعلياً قد بدأت السوق الصاعدة وبدأ الجميع يحتفل وربما العكس. لذلك، حتى أنصف الفكرة على حق، نبحث عما تخبرنا به إدارة المخاطر فعندما تشوبك شائبة شك في التحليل الفني واتجه إلى إدارة المخاطر فهي قواعد واضحة وجلية.
علماً أنني أسلفت في مقال بداية الأسبوع إن البيتكوين سيصعد، لكن مجرد صعود تصحيحي لا أكثر، حيث العوامل الفنية لا تشير إلى بداية سوق صاعدة، بالإضافة على أنه فنياً سيولة السوق ما زالت أقل من التريليون، حيث إن السيولة باعتبارها المحرك الأساسي للسوق يمكن النظر أنه بديهياً على السيولة أن تتجاوز 1.6 تريليون حتى يعود سعر البيتكوين لما كان عليه سابقًا.
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي المستثمر، تذكر دائماً أن السوق هي ليست سوى لمن يتسلح بالمعرفة ومعرفتك في ظل هذه الأسواق العنيفة هي العلوم الاستقرائية لا التي تقوم على التكهن بالسعر.
يتبع.....
المحلل: عمر الصياح
Omar Syyah:@SyyahOmar