بإحصائية تعود لبنجامين جراهام، فإن الولايات المتحدة الأميركية أصابها التضخم 64 مرة، وخلالها تفوقت فيها أسعار الأسهم على التضخم 50 مرة ( داو جونز، )، وحافظ فيها الذهب على رأس المال 59 مرة لكن لم تستطيع لا الأصول، و لا حتى الأسهم تحقيق ربح ولو لمرة واحدة فقط في ظل التضخم.
ومع وجود الفيدرالي فإن الفيدرالي استطاع فعلاً كبح جماح التضخم 25 مرة ولكن بعد أن تفشى التضخم في البلاد بالفعل، أما عن عدد المرات التي استطاع فيها الفيدرالي أن يكبح جماح التضخم باكراً فلا يذكر سوى 12 مرة.
على هذا يعلق بافيت عبارته الشهيرة ألا وهي أن المستثمر الذكي هو الذي يقرأ الأرقام ويتبع القواعد ولا يعنيه أن يكون محقاً في آرائه بالفترة الأولى.
الاحصائيات السابقة اقتبستها من كتاب Security analysis بقلم جراهام على الرغم من كون الكتاب يعود لما قبل عام 2014 إلا أنه يأخذني دوما نحو رحلة غريبة من الـتأمل لاكتشاف قاسم مشترك وجدته عند كبار المستثمرين ألا وهو أن الشهر الثالث هو شهر القرار لنهاية السنة وذلك لكونه يحوي أهم الأخبار الصارة عن الفيدرالي بخصوص الفائدة، يحوي أهم المؤشرات السنوية، ويحوي أيضاً الربع الأول الذي يعبر عن الطريق الذي ستسلكه السنة حتى نهايتها.
لذلك نرى أن نسبة كبيرة جداً من المستثمرين وتصل هذه النسبة أحياناً إلى 78%، يتخذون القرار الاستثماري بخصوص أي سنة جديدة عند نهاية الشهر الثالث وذلك بعد أن تتضح الصورة .
وفقاً لآخر التطورات
حالياً جميعنا ينتظر الذهب، وجميع الأنظار أيضاً على نسب التضخم وقرار الفيدرالي وماذا سيحدث حينها للذهب فهو أغلق في نهاية الأسبوع عند 1855 على الرغم من انخفاض تداعيات البطالة، نسبة كبيرة تنتظر أي خبر يتعلق بداو جونز فهو يتداول بمستويات متدنية منذ فترة، العملات الرقمية، الأصول النفطية وغيرها الكثير....
في مقالي هذا لا اعتزم أن أدخل التحليل الفني بتفاصيله، وإنما مجرد عرض لصورة نمطية أراها تتكرر كل سنة على فئة واسعة من السوق تقوده لاتباع نفس النمطية باختلافات جزئية بسيطة .
أهم النصائح لهذا الشهر
في كل سنة تتكرر الخيبة في الشهر الأول و الثاني من حيث النتائج وهذا يعود لجني الأرباح، أو لاختلاف الميزانيات التي يقررها صاحب المحفظة الكبيرة واختلاف التوزيعات النقدية على المحافظ الاستثمارية مما يسبب اضطراب في توزيع السيولة في السوق فيقود السوق لحركة نراها غير مدروسة أو غير متوقعة في بعض الأوقات، ويمكن أن نرى هذا الشيء فنياً عند انحسار العزم في السوق و ارتفاع التشبع بذات الوقت وهذا دليل كبير على أن السيولة في الأسواق غير متجانسة أي غير مركزة ومنه لابد من التحوط وإليك مني أهم النصائح لهذا الشهر:
1. لا تتخذ قرارك الاستثماري بناءً على المؤشرات الفنية وإنما بناءً على التحليل الأساسي
(التحليل الأساسي أنفع ما يكون صالحاً في الشهر الثالث)
2. لا تعتقد أنك بمضاربة بعيدة المدى أن تقوم بالاستثمار فالأمر مختلف تماماً.
3. لا تعتمد على مؤشرات الإشباع مثل RSI في الشهر الثالث.
4.ركز على النمطية التي تتشكل عند المناطق السعرية المهمة.
5.إياك والوثوق بقرار الفيدرالي بخصوص الفائدة فلقد أسلفت لك في مقدمة المقال لماذا .
6. اعتمد في تحليلك على أسلوب الشرط والنتيجة .
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي المستثمر، إنني أرى حيرة المتداول لا تكمن أبداً بعدم معرفته في السوق وإنما أرى الحيرة تأتي من جهله بنفسه في السوق أي لا يعلم ما الذي ينفع معه في السوق هل الاستثمار أم المضاربة أم كلاهما لذلك نصيحتي لك في هذه النقطة هي أن تفهم نفسك قبل أن تفهم السوق ولا تتردد أبداً في طلب استشارة الأخصائي...
المحلل: عمر الصياح
للتواصل أو الاستفسار:
Telegram: @OmarSyyahAssistant
متابعة نتائج التقرير تتم عبر التويتر فقط:
Twitter: @SyyahOmar