" السبب الأكثر شيوعا ً لأخطاء البشر هو أنهم يبالغون في الخوف من الأخطار الحاضرة ويقللون الاهتمام بالأخطار البعيدة "
الكاردينال ريتز، كتاب فن السطوة
" الأخبار قد صُممت لتجعل تركيز الفئة الأكبر من الشعب محصوراً حول مخاطر أقل أهمية من الخطر المحدق في المستقبل"
تشارلز ويلان، كتاب الاقتصاد عارياً
ما إن أمعنت القراءة الصحيحة حول نخبة الكتب التي تكلمت عن التداول، لوجدت قاسم مشترك بين نخبة صُناع المجال وهو ذاته القاسم المشترك بين محترفي التداول ألا وهو التركيز على اللحظة الأبعد بدلاً من الحالية، فمارك دوجلاس في كتابه التداول في المنطقة كان يجزم أن النجاح بالتداول ليس دخول الصفقة وإنما الخروج منها، وليس النجاح يكون بصفقتك الحالية وإنما صفقتك المستقبلية وكيف تهيئ الصفقة تلك لصفقة المستقبل...
( " كل صفقة في سوق المال تدخلها دون أن تكون تلك الصفقة تخطيط وتمهيد لصفقة في المستقبل فهي صفقة فاشلة بكل المعايير")
آخر التطورات
تنتظر الأسواق، وباختلافها خبر الفيدرالي في مساء اليوم، وخصوصاً أن الخبر قد يأتي على مسامع الأسواق بظل وجود قلق حول نظام عمل المصارف التي لها صلة بالدولار بشكل مباشر ( تعرض سلسلة من البنوك للإفلاس)، وهذا قد يجعلنا أمام الكثير من القواعد التي لا بد من أخذها بعين الاعتبار وخصوصاً أن الفائدة ستصدر بعد صدور مستويات التضخم، وستصدر مستويات البطالة بعد صدور نسبة الفائدة بيوم.
الفائدة ودورها الأساسي
حتى نفهم لماذا بنيت القواعد التي سيتم ذكرها آنفاً، لابد من ذكر الدور الذي تقوم به الفائدة التي يحددها المركزي.
إن الدور الأساسي من تحديد سعر الفائدة هو للتحكم بالكم النقدي ( حجم الأموال السائلة) ما بين البنوك التجارية وما بين المتداولين بتلك الأموال، فعندما يرى البنك أن الحجم النقدي بدأ يرتفع وهذا يواكب ارتفاع التضخم فإن عليه كبح ذلك التضخم برفع سعر الفائدة وذلك لرفع تكلفة الاقتراض، وتشجيع المتداولين على الادخار بدلاً من الاقتراض، فعند رفع نسبة الفائدة وهذا نظراً لارتفاع التضخم، يزداد الاقبال على ادخار الدولار وذلك للعائد المرتفع ومنه قوة الدولار وضعف أي سلعة يتم تسعيرها بالدولار وخصوصاً السلع ذو الطبيعة التحوطية مثل الذهب، الفضة والبيتكوين حديثاً
إلا أنه في مطلع عام 1993 وفي جامعة ميلون الأميركية نشر جون تايلور للمرة الأولى معادلته في تحديد نسبة الفائدة الأسمية المثالية التي على أساسها يجب تحديد نسبة الفائدة وهي عبار عن
هذه المعادلة يتم فيها بشكل أو بآخر حساب التوقعات التي نراها في أي أجندة اقتصادية، وعلى أساسها نبني أن الفيدرالي سيرفع الفائدة أو يقوم بتخفيضها وخصوصاً أن جون تم اختياره من قبل دونالد ترامب ليكون له منصباً في الفيدرالي، وهذا لأنها تعكس السعر الحقيقي الواجب للدولار ( طبعاً ننوه هنا أن لهذه المعادلة اثبات رياضي طويل جداً ولم يتم تحديدها بهذا الشكل اعتباطياً).
وهنا نميز نوعين إما الرفع بناء على المتوقع ( بناء على المعادلة)، وحينها ندرك أن البنك الفيدرالي أعترف بوجود تضخم وعلى هذا نعود إلى أبسط قواعد الاقتصاد السلوكي أن التضخم سيظهر على الأسعار عاجلاً أم آجلا ً، لكن حالما ارتجل البنك وقرر تحديد سعر مغاير تماماً للقاعدة فإنه يرى بعين التحيز كما يقول روبرت جرين ( مؤلف كتاب الاقتصاد عاريا ) ومن هذا التحيز أنه يريد للدولار النصر رغم عدم استحقاقه النصرة وعليه دون الدخول إلى كيف بنيت هذه القواعد ( لمن يريد مرجعيتها فهي موجودة):
القواعد إذا:
· العلاقة بين الذهب والتضخم طردية بحال لم يكن هناك خبر صادر عن الفيدرالي في اليوم الذي يلي خبر صدور التضخم
· العلاقة بين الذهب والتضخم عكسية بحال كان الذهب ينتظر خبر الفائدة
· بحال تم رفع الفائدة أكثر من المتوقع حينها تكون السياسة انكماشية صرفة ومنها انخفاض سعر الذهب نتيجة لقوة الدولار
· بحال تم رفع سعر الفائدة بناء على المتوقع فهذا اعتراف من الفيدرالي على وجود نسب التضخم ومنه ارتفاع سعر الذهب
· بحال تم الرفع أقل من المتوقع حينها تكون العلاقة بين الذهب والفائدة عكسية
· بحال تم تثبيت سعر الفائدة فالأمر يترك لنسب التضخم (إذا كانت مرتفعة فإن السعر سيرتفع)
· القواعد جميعها تنطبق على البيتكوين كما تنطبق على الذهب تماماً إلا أن الأثر يختلف من حيث نسبة تحرك السعر لا أكثر ( أثر الدولار وتغير قواعده على الذهب هي 89% وينعكس التغير ما بين تحرك قدره من 2% إلى 8.9% كأقصى حد بينما العملات الرقمية والبيتكوين خصوصاً 3% كأقصى حد
بأبسط أشكال التفسير
من كتاب تم تأليفه سابقا ً
أثر الفائدة على الذهب ضمن المدى القريب
ذكرنا في مقال سابق لنا بعنوان الذهب يعكس الواقع المرير للولايات عدة سيناريوهات للذهب وخصوصاً أن هذه السيناريوهات تطابق الأساس الذي بني عليه الاقتصاد، أنصحك بقراءته بشدة حتى تتضح الصورة، ولا تحديث لي على هذا المقال سوى فكرة بسيطة هي أن الأثر سيكون أقل من المتوقع من حيث تحرك السعر وذلك لان السوق فعلياً ينتظر نسب البطالة وليس الفائدة وهذا لأن نسبة الوعي في السوق أصبحت تعلم أن الفيدرالي أصبح على تحيز بقراراته وخصوصاً بعد أستلام بايدن الحكم.
أثر الفائدة على الذهب ضمن المدى البعيد
على المدى البعيد، تتضح الصورة بشكل جلي جداً، أن الأوضاع ليست على ما يرام وقد تكون هذه السنة الأخيرة التي نرى بها الذهب يعسر أقل من 2000$ لذلك لطالما كنت أقول في بداية السنة هي سنة مثالية للاستثمار:
السعر المثالي للاستثمار هو: 1800$ وما دون، طبعاً قد يزور السعر المنطقة خلال الشهرين القادمين
أثر الفائدة على العملات الرقمية ضمن المدى المتوسط والبعيد
نوهنا في آخر مقال لنا ( بعنوان البيتكوين يبدأ رحلة النصف مليون ) أن البيتكوين على المدى القريب لا بد له من اختبار مستوى 28 قبل أي خطوة وقبل أي سيناريو لتتكون السيناريوهات التي نتوقها وبعد صدور خبر الفائدة هي ذاتها التي أخبرنا إياها في المقال دون أي تغير لذلك ننصحك بقراءته وبشدة.
أهم التوصيات
في كل مرة أرى فيها حكومات الأسواق ( الفيدرالي) تتحيز لصالح عملتها، وبالمقابل الأسواق تتحيز للسلع نتيجة لتضخم تحفه المخاطر فإني أرى ركود تضخمي يلوح بالأفق وعليه لا يمكن أن ننجو منه سوى إذا فكرنا بالمدى البعيد لا القريب...
ضمن الذهب
استثمار بمستويات سعرية أقل من 1950$ باستهداف سنتين وما فوق
ضمن العملات الرقمية
العملات التي أنصح بها:
BTC , LTC , ETH , SOL
خلاصة القول ورأي المحلل الفني
في الختام عزيزي المستثمر تذكر دائماً أن الأسواق لا تحوي على مخاطر وإنما الجهل هو ما يحوي على مخاطر وتذكر أن الخسارة بالأسواق هي عدم قبول أن الأسواق تحوي مستويات فكرية تحتاج دراسة عميقة.....
المحلل: عمر الصياح
لا تتردد في طرح أي سؤال، أو التواصل معنا إن تطلب الأمر، فنحن نخصص الكثير من الوقت لكي نسمع منك.
للمزيد....
Telegram: @OmarSyyahAssistant
Twitter: @SyyahOmar