تراجعت أسعار الذهب بقوة خلال الأسبوع الماضي لتسجل أدنى مستوى لها منذ منتصف مارس الماضي عند 1895 دولار للأوقية بعد تصريحات محافظ الفيدرالي الأمريكي جيروم باول التي أشار فيها إلى أن الفيدرالي قد يرفع الفائدة أكثر من مرتين هذا العام على عكس توقعات الأسواق التي كانت تسعر رفع الفائدة مرتين كحد أقصى بحلول نهاية هذا العام.
ويلاحظ في الوقت الحالي أن الحركة التصحيحية الهابطة للذهب دامت لمدة شهرين وسط اتجاه رؤوس الأموال لسوق الأسهم والسندات خاصة بعد ارتفاع العائد على السندات الآجلة لعشرة أعوام.
ولكن ماذا سيحدث للذهب إذا توقف الفيدرالي الأمريكي عن رفع الفائدة واستقرت معدلات التضخم الأساسية عند مستويات أعلى من هدف الفيدرالي؟
عدم استقرار أسعار الذهب أسفل المستوى 1900$ بعد التراجع القوي الذي سجله الأسبوع الماضي دليل على ضعف الضغوط البيعية، خاصة بعد ارتداد الذهب هذا الأسبوع من مستوى الدعم 1910$ واستقرار وقت كتابة هذا التقرير عند المستوى 1928$ مما يشير إلى أن المشتريين قد استعادوا زمام الأمور.
من ناحية أخرى يستفيد الذهب من معدلات التضخم المرتفعة حيث يتجه المستهلكين إلى شراء الذهب للحفاظ على قيمة مدخراتهم ولهذا في حال أعلن الفيدرالي عن التوقف لرفع الفائدة بنهاية هذا العام ولم تشهد معدلات التضخم المزيد من التباطؤ قرب الهدف 2% فلن يستمر التراجع القوي في أسعار الذهب.
هبوط الذهب سيكون مرهون باستقرار معدلات الفائدة عند مستويات مرتفعة واستمرار تباطؤ معدلات التضخم واستقرار الأسعار أسفل المستوى 1900$.
من الناحية الفنية، يلاحظ ارتداد الذهب من مستوى تصحيح فيبوناتشي 61.8% قرب المستوى 1900$ على الاطار الزمني الشهري ولهذا الاستقرار أعلى هذا المستوى سيدعم النظرة الشرائية على المدى الطويل.