تكتسب المعرفة الحقيقية بمشقه، لذا يجب أن يبدأ العلم بخرافات وبنقد هذه الخرافات.
هناك العديد من الأسباب التي تجعل المتداول يتخذ قرارات مختلفة، أحيانًا تزوّد الصحف الأجنبية ووسائل الإعلام الجمهور بمعلومات خاطئة، ونتيجة لهذه المعلومات يمكن أن يتخذوا قرارات خاطئة. سأقوم بشرح هذه الحالة في نهاية هذا المقال.
من القرارات العقلانية إلى علم نفس سوق الصرف الأجنبي، ما هو سوق الصرف الأجنبي؟ هل هو جزء من العقلانية البشرية؟
من الخارج، تبدو الأسواق المالية "جافة وتقنية واقتصادية"، لكن من الداخل، تعتمد آلياتهم على النواحي النفسية. يجب أن نتذكر دائمًا أن الأسواق المالية تتأثر بالعوامل البشرية، حيث أوضح جيمس غرانت مراقب الأسعار "أن الأسواق عادةً موضوعية مثل الأشخاص الذين يشاهدون الشوط التاسع من المباراة السابعة من السلسلة العالمية، حيث يتعادل الفريقان"
يظهر التناقض بين المظهر الخارجي وعمليات اتخاذ القرار داخل الأسواق المالية، مثل سوق الصرف الأجنبي، من خلال الاختلافات الكبيرة بين وجهات النظر الاقتصادية والنفسية التقليدية. ولاحظ الخبير الاقتصادي ريتشارد ثالر "أن هناك عددًا قليلًا جدًا من البشر الذين يملأون عالما لنماذج الاقتصادية".
افترض أن الأفراد هم "عقلانيون تمامًا" ويتخذون قراراتهم بشكل مثاليا. ومع ذلك، لاحظ علماءلنفس كيف يفشلون في أن يكونوا عقلانيين من وجهة نظر اقتصادية عند اتخاذ القرارات في الأسواق.
المشاركون في السوق، سواء كانوا عقلانيين أم لا، يجب عليهم أن يكونوا على دراية بأن سوق الصرف الأجنبي فعّال ومعقد، ويجب أن يتم النظر في الجوانب النفسية والاجتماعية لعمليات السوق. نماذج الأسواق المالية التقليدية قدمت رؤى قيمة حول كيفية عمل الأسواق، ولكن هناك العديد من الجوانب الواقعية لسلوك السوق المالية التي لا يمكن تفسيرها ببساطة.
طبيعة سوق الفوركس ذاتها تكون نفسية. صانعي السوق يمتلكون معرفة عميقة في علم السلوك البشري.
سلوك السوق يتأثر بمشاركي السوق أنفسهم. المشاركون في السوق، سواء كانوا عقلانيين أم لا،يمكن أن يكونوا عرضة للتأثيرات النفسية. بعضهم اعترفوا بعدم قدرتهم على تحقيق العقلانية، وأشاروا إلى أن معالجة المعلومات محدودة وأنه لا يوجد وقت كافي لتحليل المعلومات.
الفيلسوف مايكل بولاني يشير إلى أن الصدق يتطلب صلة فعلية بين النظرية والواقع، ووصف دقةالسوق المالي يمثل تحديًا صعبًا ومهمًا إذا كنا نرغب في فهمه بشكل كامل.
للأسف، هناك أدلة تجريبية تشير إلى أن قرارات الناس تتأثر نفسيًا بطرق منهجية، وليس بشكل عشوائي فقط. يمكن أن تؤدي العوامل النفسية إلى سوء التقدير، وهذا ما يسمى بـ "آثار التأطير" والتي تؤثر بشكل حاسم على المخاطرة للمستثمرين والمضاربين، حيث يمثل هذا التفاوت عن العقلانية الاقتصادية النموذجية. بالتالي، يجب أن يتخذ القرارات المالية بعناية وبناءً على فهم دقيق للعوامل النفسية والسلوكية.