لاشك أن التضخم لايزال مرتفع مع التصميم على السيطرة عليه من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهذا هو تصريح جيروم باول في الكثير من المؤتمرات السابقة التي أعلن فيها بشكل رسمي أن سياسة تخفيض معدل الفائدة هو أمر ليس في الحسبان، ما لم يتم تراجع معدلات التضخم بشكل كبير، حيث أن هذا الأمر يجعل الاستمرار في التشديد النقدي هو أمر لابد منه.
الارتفاع في معدلات التضخم
بالرغم من أن خطوة الفيدرالي تكون محفوفة بالمخاوف الحقيقية من الاحتمالات بالركود بوقت لاحق، إلا أنها تحظى بالتأييد الأمريكي العام وهذا ماصرح به الاقتصادي محمد العريان أن مشكلة التضخم الحالي على مستوى العالم أنه من النوع السيء، حيث أنه يؤثر بشكل قوي بدخل الأشخاص الحقيقي مع الزيادة في عدم المساواة.
نجد أن مع الاستمرار في معدلات التضخم عند مستويات كبيرة، وأن التراجع في نسبته تعتبر بسيطة وليس هي النسبة التي يريدها مجلس الاحتياطي الفيدرالي، فإنه بذلك قد يستمر في السياسات الخاصة بالتشديد النقدي وذلك للحد من معدلات التضخم.
التزايد في معدلات البطالة مع النمو المتراجع
الكثير يتوقعون أن نسبة البطالة قد تزيد عن ما هو متوقع من قبل الفيدرالي وخاصة مع التوقعات بالهبوط للنمو وربما تدفع للركود القوي ببدايات العام القادم، حيث تشير الدراسات لاحتمال بلوغ البطالة نسب تصل عند 4.3 بالمئة لو استمر الرفع للفائدة.
ونجد كذلك أن النمو للاقتصاد الأمريكي سوف يتراجع بشكل قوي، حيث يتوقع مسؤولون أن يتسبب الرفع للفائدة بهبوط معدلات النمو لنسب كبيرة وأنها قد تتسبب بحالة من الركود التام بالاقتصاد.
الإصرار على 2% والأداة النقدية
نجد أن مايثير الدهشة هو الاقتصار للخطوات الأمريكية حتى الوقت الحالي على الأداة النقدية، وذلك بالرغم مما تشير له دراسات أن تعريفات تفرضها الإدارة الأمريكية على سلع أجنبية والتي من أبرزها الصين قد تساهم بزيادة التضخم الحالي.
ولعل الشاهد على ذلك ايضاً هو إصرار الفيدرالي على هدف الـ 2 بالمائة كنسبة تضخم يجب الوصول إليها في أسرع وقت، وهو أمر من الصعب جداً تحقيقه خصوصاً في الوقت الراهن، حيث نجد أن العوامل الخارجية مثل حرب أوكرانيا وأزمات سلاسل التوريد والاختلالات بهياكل التوزيع للطاقة الأوروبية مع الارتفاع في سعر الأغذية وكذلك المواد الخام على مستوى العالم، فإن تحقيق هذا الهدف لن يأتي بحال في المستقبل القريب.
ولعل الكثير يتخوفون من أن البنك الفيدرالي قد يرفع معدلات الفائدة لمستويات كبيرة جداً، وهو الأمر الذي سوف يؤثر في حدوث شلل بأكبر اقتصاد في العالم والتأثير السلبي كذلك على الاقتصاد العالمي.