فرصة قد تطيح بعرش الذهب

" الأسواق تميل إلى الذي يعرفها أكثر، ولهذا تبدو مع صانعها"

تشارلز ويلان

الدكتور Muth  في نظريته كفاءة أسواق المال، يوضح أن كفاءة أسواق المال تعني مدى أن يعكس السعر المعلومات السائدة في السوق، وأثر هذه معلومات على الربح من السوق، وهنا نميز أهم وأبسط الفرضيات التي قد تبدو للوهلة الأولى ساذجة لكنها هدمت على رأي ورن بافيت وبنجامين جراهام و مارك دوجلاس أكثر من 80% من فرضيات التحليل الفني ألا وهي، إذا أردنا أن نربح من السوق لا يكفي أن نعرف ماذا يسود بين المتداولين في السوق حيث أن هذه المعرفة قد تعطي ربح عادي إن حالفنا الحظ، وإن أردنا ربح أكثر من عادي وأعلى من المتوسط الطبيعي علينا أن نعرف ما لا يعرفه الأغلبية، ولهذا تميل الأسواق إلى من يعرفها، ولهذا يبدو أن صانع السوق يتحكم بالسوق علماً أنه اقتصادياً من المستحيل أن يتحكم بالسوق مهما بدى ذلك.

متى يكون الاستثمار مربحاً

" ما قد تظنه ربح، ربما يكون فرق قيمة وهذا أكثر من مجرد غباء "

على سيرة الربح لا بد أن ننوه أن الربح الاقتصادي أنواع، ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن أنواع الربح بقدر ما نحن بصدد الحديث عن مستويات الربح المعتمدة من قبل أكاديمية الاقتصاد، ومدراء المحافظ.

المستوى الأول _ حفظ القيمة

 إن المستوى الأول أكاديمياً، اقتصادياُ، وعملياً لا يعد ربحاً وإنما يعد حفظاً للقيمة وهي الحالة التي ترتفع فيها السلعة بمقدار التضخم لا أكثر وهذا لكون العائد الذي تحقق لا يشتري شيئاً مختلفاً عما سبق، على سبيل المثال استثمرت بالذهب مع بداية عام 2022 بسعر 1800$، ثم قمت ببيعه في نهاية عام 2022 بسعر 1950 أي بفارق سعري 150$ ولكن كان التضخم الذي أصاب الدولار أكبر من فارق الربح وهنا الأسعار أساساٌ ارتفعت لذا لا يعد ربحاً بكل أسف.

المستوى الثاني _ ربح عادي

بهذه الحالة الربح يكون أعلى من مستوى التضخم، ولكنه أقل أو مساوي للعائد الذي تعطيه السندات والبنوك.

 على سبيل المثال استثمرت في سلعة معينة بسعر 1000$ مع بداية العام وبعته في نهاية العام بسعر 1250$ أي بفارق سعر 250$ علماً أن التضخم كان 10% ، ومتوسط عائد السندات 15% أي الحاصل الحقيقي لربح هو 150$ وبما أنه مشابه لعائد البنك لذا يعد عائد عادي.

المستوى الثالث _ ربح غير عادي

يسمى أيضاً ربح أعلى من متوسط السوق وهنا على الربح أن يكون أعلى من عائد البنك، ونسبة التضخم.

الذهب قد لا يكون مربحاً للأسباب التالية:

" المال الحقيقي هو الذهب، ولذا الاستثمار بالذهب هي كلمة خاطئة، وإنما لا بد القول التحوط بالذهب"

روبرت كيوساكي

إذا نظرنا لأداء الذهب على مدار السنوات الماضية نلاحظ أنه في كل سنة كان يحقق فارقاً سعرياً نحو الأعلى بلا شك ولكن كانت عدد السنوات التي  تحقق حفظاً للقيمة تشكل ضعف عدد السنوات التي تحقق ربحاً عادياً، وبناء على ذلك وبالرغم من بساطة هذه القاعدة نقول أن الذهب لا يحقق ربحاً عادياً على مدار سنتين متتاليتين، فإذا حقق ربحاً في السنة الأولى لا يحقق في الثانية ولكنه حتماً وبدون أي شك ومن البديهيات أن يحقق حفظ قيمة وهذا لكون من أنصار المال الحقيقي

عام 2023 ارتفع التضخم بشكل رسمي ( أي الأرقام التي تم الإعلان عنها رسمياً ) 3.5% ولكن على أرض الواقع في أراضي العم جورج ( أميركا)، وأراضي البشرة البيضاء ( روسيا )، ارتفع التضخم لنسبة وصلت إلى 5%، وفي أوربا وصلت إلى 6%، وإن سعر الذهب ارتفع فعلياً 14% مع الإغلاقات، و 18% مع أخذ الذيول بعين الاعتبار.

أي أن صافي صعود الذهب 14%، وإذا طرحنا التضخم نرى أنه حقق 9%، بالمقارنة مع نسبة عوائد السندات و البنوك نرى أنه حقق ربحاً غير عادي قدره 6% كون متوسط العوائد كانت 5% ، على هذا إن السنة القادمة هي سنة لحفظ القيمة وليست للربح.

أثر هذا التحليل على المستثمر

بهذه الحالة على المستثمر أن يعلم أن السنة القادمة هي سنة البحث عن الفرص بعيداً عن الذهب كون الذهب أصبح ذو نطاق حفظ للقيمة بأسوأ الأمور وإن انخفضت القوة الشرائية للدولار نحو 10% إلى 20% في وقت الكوارث فإن الذهب سيصعد هذه الأرقام لكن تذكر أن هذا ليس ربحا ً وإنما حفظ قيمة وحتى تدرك حقيقة ذلك فكر أنه بحال صعد الذهب بهذه الأرقام وأنخفض القوة الشرائية للدولار بمقدار 20% أليس من المنطقي أن يرتفع سعر جميع مع حولك لذات القدر ...

أثر هذا التحليل على المتداول

قد يظن المتداول في ساحات الفوركس أن الكلام لا يعنيه، وأن هذا الكلام يخص من يستثمرون بالشكل التقليدي للسوق، ولكن انطلاقاً من إيماننا بأن السوق يميل لمن يعرف عنه أكثر فإننا نخبرك أن هذا الكلام يخصك أكثر من المستثمر التقليدي وهذا لأن حصر مستوى الربح الذي تعطيك إياه السلعة التي ستتداولها ستحصر لك مدى المرونة السعرية للحركة، وهو مصطلح إذا أردت تبسيطه قدر المستطاع يسعني القول أنه  يشير إلى منطقية الهدف ووقف الخسارة بناء على أداء السلعة الماضي ودورتها الزمنية الحالية.

على سبيل المثال وبالمرابطة بما سبق، نحن نعلم أن الذهب بهذه السنة سيحقق حفظ للقيمة فقط وعليه نركز على مستويات التضخم التي تخبرني أنه بأسوأ الأمور هناك تضخم قدره 5% لذا يمكن حصر نطاق الذهب ما بين متوسط السعر الطبيعي له بإضافة وطرح 5%، وإن السعر الطبيعي للذهب هو 2000$ لذا نطاق الذهب لهذه السنة هو ( 1900 – 2100)، وعلى هذا أصبحت تعلم أين قاعك وأين هدفك، مع التنويه أن الذهب لا يحرق أكثر من 50% من نطاقه في ذات اليوم أي لن يحقق أكثر من 70% في ذات اليوم لهذه السنة.

الفضة هي أول هذه الفرص

في ظل انحصار النطاق للذهب، وانحسار الفرص أمام الذهب لا بد لنا أن نفكر بالفرص الأخرى والفضة هي أول هذه الفرص.

أولاً المنطق الاقتصادي يخبرنا بذلك

1.  إن القاعد تقول أن الفضة تلحق الذهب، وبما أن الذهب شكل قمة جديدة لا بد للفضة أن تشكل قمة جديدة، ولكن الفضة تتأخر عن الذهب بمعدل ست أشهر لا على مدار ست أشهر إلى سنة كأقصة حد لا بد للفضة أن تشكل قمة جديدة.

2. إن الفضة بسعرها الحالي تقرب من قاع تاريخي لم تقربه منذ عام 2006.

3. إن الفضة أقل من سعرها الطبيعي بمعدل 30%.

ثانياً التحليل الفني للسعر يخبرنا بعوامل صعود

" السوق بيئة احتمالية، وهذه حقيقة أخبرتنا بها الرياضيات وليس رأي "

مارك دوجلاس

بالنظر إلى المخطط الفني :

1. ارتفاع نسب الفوليوم بشكل أكثر من معدلة الطبيعي على مدار السنة الماضية.

2. وجود تدفق سيولة عالي عند مستوى 21، 20.3. تشكل نماذج استمراري واضحة

3. تشكل نماذج استمراري واضحة.

الخلاصة:

نتوقع أن الفضة ستطيح بعرش الذهب لهذه السنة وستحقق صعوداً نحو قمتها الماضية كأقل تقدير إلى 60$، ثم تحقق قمة جديدة نحو 100$.

رأي المستشار

في النهاية عزيزي المستثمر لا تنحصر الفرص عند الفضة، وإنما هناك الكثير ولكني وعلى رأي مدير صندوق BlackRock  أرى أن هذه السنة هي سنة الفضة و البيتكوين وفئة قليلة جداً من العملات الرقمية مثل LTC , Matic , SOL , MTS، ولكن شرط أن تحسن التوزيع و السعر الذي ستقرر الشراء عنده.

في الختام عزيزي القارئ تذكر أن التداول ساحة ستنافس فيها نخبة من عمالقة الأموال الذين يحيطون نفسهم بأذكى العقول التي انتجها الكون لذا عليك أن تعلم أن هؤلاء من ينافسوك باستخدام أعتى العلوم  لذا أجعل زادك هو العلم.

المستشار المالي عمر جاسم آل صياح

تابع أهم المستجدات و التوصيات عبر الحساب الرسمي لنا على التويتر

X: @omarsyyah