كيف تتفاعل مع قرارالفيدرالي وتوقعات ما بعد القرار

من المقرر أن يعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي قراره بشأن السياسة النقدية في اجتماعه الأول لهذا العام يوم الأربعاء. ولا يُنظر إلى أي إجراء من جانب البنك المركزي على أنه النتيجة الأكثر ترجيحًا، حيث يعتقد المستثمرون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من دورة تشديد السياسة النقدية.

ومع ذلك، فإن تعليق رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يمكن أن يساعد في التأثير على معنويات السوق من خلال تقييم تعديلات السياسة النقدية.

على هذا النحو، سيحدث اضطارب كبير عندما يعلن البنك المركزي الأمريكي عن قراره الأخير بشأن سعر الفائدة في الساعة 2:00 ظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الأربعاء.

ما يمكن توقعه: وقفة تشدد

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير في ختام اجتماع سياسة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، حيث يواصل المسؤولون تقييم علامات مرونة الاقتصاد وتباطؤ التضخم. وهذا من شأنه أن يترك النطاق المستهدف لأموال الاحتياطي الفيدرالي بين 5.25% و5.50%، أي نفس القيمة منذ يوليو.

المصدر: Investing.com

سيعقد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ما سيكون مؤتمرًا صحفيًا بعد نصف ساعة من اختتام اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في الساعة 2:30 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ، وهو المؤتمر الذي ستتم مراقبته عن كثب، حيث يبحث المستثمرون عن أدلة جديدة حول الموعد الذي قد يبدأ فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة.

بعد رفع تكاليف الاقتراض بإجمالي 525 نقطة أساس على مدار عدة زيادات منذ مارس 2022، أصبح العديد من المشاركين في السوق أكثر ثقة في أن حملة تشديد سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهت تقريبًا وأن تخفيضات أسعار الفائدة باتت تلوح الآن في الأفق.

ومع ذلك، لا تزال رهانات المستثمرين متضاربة بشأن الموعد المحتمل لإجراء أول خفض لأسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي.

لفترة من الوقت، كانت الأسواق المالية تراهن على أن البنك المركزي الأمريكي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في مارس. ولكن في الآونة الأخيرة، تم تأجيل هذه الرهانات إلى شهر مايو بعد مجموعة حديثة من البيانات الاقتصادية المتفائلة.

ومنذ صباح الأربعاء، تتوقع الأسواق المالية فرصة بنسبة 55٪ تقريبًا لأن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عند المستويات الحالية في مارس، مقارنة باحتمال 45٪ لخفض أسعار الفائدة بنسبة 0.25٪.

وبالنظر إلى شهر مايو، يعتقد المستثمرون أن هناك احتمالًا بنسبة 85٪ تقريبًا بأن تكون أسعار الفائدة أقل بحلول نهاية ذلك الاجتماع، وفقًا لأداة مراقبة أسعار الفائدة الفيدرالية على Investing.com، حيث انخفضت الاحتمالات من حوالي 100٪ قبل بضعة أسابيع فقط.

المصدر: Investing.com

وفي اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق في أواخر ديسمبر 2023، أقر باول بأن المزيد من رفع أسعار الفائدة غير مرجح وأن وقت خفض أسعار الفائدة يقترب.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت التوقعات الجديدة تخفيضات في أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في عام 2024، على افتراض أن النمو الاقتصادي يتباطأ بشكل كبير خلال العام وأن التضخم يتجه نحو الانخفاض مرة أخرى.

ولكن منذ الاجتماع الأخير للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، لم تدعم البيانات الاقتصادية الأمريكية وتعليقات العديد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الرأي.

في الواقع، ارتفع تضخم أسعار المستهلك بنسبة 3.4% مقارنة بالعام الماضي في ديسمبر، متسارعاً من 3.1% في نوفمبر. وباستثناء المواد الغذائية والطاقة الأكثر تقلباً، ارتفعت أسعار المواد الأساسية بنسبة 3.9%، أي أعلى من 3.8% الذي توقعه معظم الاقتصاديين.

علاوة على ذلك، يستمر الاقتصاد في الصمود بشكل أفضل بكثير من المتوقع في مواجهة ارتفاع أسعار الفائدة، مع ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.3% في الربع الرابع، متجاوزًا تقديرات النمو بنسبة 2.0%.

على الرغم من التوقعات واسعة النطاق باحتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة، أثبت الاقتصاد أنه أكثر مرونة بكثير مما كان متوقعا وسط سوق عمل قوي وإنفاق استهلاكي قوي.

التوقعات: باول سيشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي لا ينبغي أن يتسرع في خفض أسعار الفائدة

في حين أنه من المؤكد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيترك أسعار الفائدة دون تغيير، أعتقد أن هناك خطرًا كبيرًا من أن يتحدث باول بلهجة أكثر تشددًا مما كان متوقعًا في مؤتمره الصحفي بعد الاجتماع نظرًا لاستمرار الاقتصاد في النمو بوتيرة قوية.

بالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من تباطؤ التضخم، فإنه لا يتباطأ بالسرعة الكافية للسماح لبنك الاحتياطي الفيدرالي بالإعلان عن إنجاز المهمة والتحول إلى انتهاج سياسة مالية ميسرة.

وعلى هذا النحو، من المرجح أن يعارض باول توقعات السوق بخفض وشيك لسعر الفائدة، وأن يكرر تأكيده على أن صناع السياسة سيظلون معتمدين على البيانات الاقتصادية الواردة لتحديد خطوتهم التالية.

بالإضافة إلى ذلك، سنراقب باول وهو يؤكد أنه لا يرى حدوث تخفيضات إلا عندما يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي واثقًا من أن التضخم يعود بشكل مستدام إلى هدفه البالغ 2٪.

أنا من رأيي أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبقي على الفائدة كما هي على الأقل في النصف الأول من عام 2024، ومن المرجح أن يتم خفض أسعار الفائدة في سبتمبر فقط، نظرًا لأنه من المتوقع أن يظل الاقتصاد مرنًا بشكل أفضل من المتوقع، وأن يظل سوق العمل قويًا، وأن يستغرق التضخم وقتا أطول للعودة إلى هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي بنسبة 2٪ مما كان يأمله كثيرون.

وفي هذه الحالة، يمكن للبنك المركزي الأمريكي أن يبقي أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول مما تتوقعه الأسواق حاليا.

وأي مؤشرات أو تحولات في لهجة بنك الاحتياطي الفيدرالي خلال الاجتماع يمكن أن تؤدي إلى تحركات كبيرة في السوق ومعنويات المستثمرين. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، ننصح المشاركين في السوق بالبقاء يقظين وتوخي الحذر وتنويع محافظهم الاستثمارية للتحوط ضد التقلبات المحتملة في السوق.

تأكد من مراجعة InvestingPro لتظل مطلعًا على اتجاهات السوق وما يعنيه ذلك لتداولك. وكما هو الحال مع أي استثمار، من الضروري إجراء بحث مكثف قبل اتخاذ أي قرارات.

يتيح InvestingPro للمستثمرين اتخاذ قرارات مستنيرة من خلال توفير تحليل شامل للأسهم المقومة بأقل من قيمتها والتي يمكنها تحقيق ارتفاع كبير في السوق.

انضم الآن للحصول على خصم يصل إلى 50% على خطط الاشتراك Pro وPro+ ولا تفوت أبدًا أية سوق صاعدة بسبب عدم معرفة الأسهم التي ستشتريها!

* لا تنسَ هديتك المجانية! استخدم الرمز SAPRO11 عند الخروج للمطالبة بخصم إضافي بنسبة 10% على اشتراك Pro لعام واحد ، والرمزSAPRO2 للحصول على خصم إضافي بنسبة 10% على الاشتراك لمدة عامين.

الإفصاح: في وقت كتابة هذا التقرير، كنت أتعامل مع مؤشر إس آند بي 500 وناسداك 100 عبر صندوق استثمار إس آند بي 500 SPDR، وصندوق استثمار انفسكو (QQQ). وأنا أيضًا ادي مراكز شراء لصندوق استثمار سلكت للتكنولوجيا SPDR.

أقوم بانتظام بإعادة موازنة محفظتي من الأسهم الفردية وصناديق الاستثمار المتداولة بناءً على تقييم المخاطر المستمر لكل من بيئة الاقتصاد الكلي والبيانات المالية للشركات.

الآراء التي تمت مناقشتها في هذه المقالة تمثل فقط رأي المؤلف ولا ينبغي اعتبارها نصيحة استثمارية.