هل يمكن تكرار ما حدث في 1929 من انهيار وول ستريت؟
الأسواق المالية دائماً معرضة للتقلبات والأزمات، ولكن السؤال هو ما إذا كانت الظروف الحالية تشبه ما حدث في عام 1929 وتؤدي إلى انهيار مماثل. لفهم ذلك، يجب أن ننظر إلى العوامل الاقتصادية والمالية التي أدت إلى انهيار 1929 ونقارنها بالوضع الحالي.
العوامل التي أدت إلى انهيار 1929
1. الفقاعة المالية:
o في العشرينيات، ارتفعت أسعار الأسهم بشكل كبير وغير واقعي، مما أدى إلى فقاعة اقتصادية.
2. القروض المفرطة:
o تم منح قروض كبيرة للمستثمرين بشروط ميسرة، مما زاد من حجم الأموال المستثمرة في البورصة.
3. التفاوت بين العرض والطلب:
o عندما زادت عروض الأسهم للبيع بشكل كبير، لم يكن هناك طلب كافٍ لامتصاص العرض، مما أدى إلى انهيار الأسعار.
4. الفوضى وعدم الثقة:
o الفوضى التي عمت السوق والخوف من الانهيار أدت إلى زيادة البيع الجماعي وخسائر كبيرة.
الوضع الحالي
لنرى إذا كانت هناك أوجه تشابه بين الوضع الحالي وما حدث في 1929:
1. التضخم والفقاعات المالية:
o توجد مخاوف من أن بعض الأسواق مثل سوق العقارات أو التكنولوجيا قد تكون في حالة فقاعة. ولكن هناك آليات رقابية وإجراءات تنظيمية أكثر تطوراً حالياً.
2. القروض والديون:
o القروض والديون لا تزال تشكل تحدياً، خاصة مع ارتفاع معدلات الفائدة، ولكن البنوك اليوم أكثر حذراً بعد الدروس المستفادة من الأزمة المالية العالمية في 2008.
3. التفاوت بين العرض والطلب:
o الأسواق اليوم أكثر تنوعاً وتعددية، مما يقلل من خطر التفاوت الكبير بين العرض والطلب في الأصول الفردية.
4. التنظيم المالي:
o هناك إجراءات تنظيمية ومالية أفضل بكثير اليوم لمراقبة الأسواق وتقليل الفوضى، مثل وجود البنوك المركزية التي تتدخل لدعم الاقتصاد.
الخلاصة
على الرغم من أن هناك أوجه تشابه بين الوضع الحالي وما حدث في 1929، فإن البيئة المالية اليوم أكثر تنظيماً وتحكماً. ومع ذلك، لا يمكن تجاهل المخاطر، ويجب أن يكون المستثمرون حذرين ومتنبهين للتغيرات الاقتصادية والمالية.
التعلم من التاريخ مهم، ولكن من الضروري أيضاً مراعاة الظروف الحالية وآليات الحماية والتنظيم التي تم تطويرها على مدى العقود الماضية. يمكن أن يحدث انهيار في أي وقت، لكن العوامل التي تؤدي إلى ذلك معقدة ومتعددة، ويتطلب الأمر مراقبة دائمة وإدارة ذكية للمخاطر.
باسل عبيدات / متداول بالأسواق المالية العالمية