" في معظم حالات الضجيج هناك حاجة لأن تبقى هادئاً لكي تميز الحقيقية وخصوصاً في وسط الصخب الإعلامي "
آلن ديب
في صباح 22 من شهر نوفمبر عام 1963، كانت الولايات المتحدة تعيش لحظة من الأمل تحت قيادة الرئيس جون كينيدي، ذي الكاريزما الساحرة، الذي كان يحمل في جعبته وعودًا كبيرة بالتغيير والتقدم، لم يكن يعلم أن تلك الوعود ستتوقف فجأة برصاصة الاغتيال التي أودت بحياته، اغتيال كينيدي أطاحَ بمؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 2.9% في اليوم التالي، ليمثل ذلك إحدى أسوأ اللحظات في تاريخ أمريكا الحديث، حيث اهتزت الأسواق والقلوب على فراق شخصية دفعت بالاقتصاد الأميركي دون حروب ودم، لتنشر الصحف على فراقه أن سنوات من الجهد الذي قدمه كيندي ضاعت بموته، ومع هذا بغضون أيام عادت الأسعار لما كانت عليه بعد نقل السلطة إلى ليندون جونسون، الاغتيال ليس جديداً على عهد الرؤساء فقد تعرض كيندي، باراك أوباما، رونالد ريغان وإبراهيم لينكولن لعدة محالات اغتيال لتكون في كل مرة ضجة جميلة للصحف وقصة بطولية للحكومة يروح ضحيتها من صدق الإعلام.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
• تعرض المرشح دولاند ترامب لمحاولة اغتيال أثناء خطابه التشجيعي على الترشيح في بنسلفانيا، إلا أته نجى، هذه الحادثة أثارت ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث استنكرت العديد من الشخصيات السياسية هذا الهجوم ودعت إلى التهدئة في الخطاب السياسي الذي أصبح أكثر توتراً في الفترة الأخيرة.
• قد ساد اعتقاد كبير أن الأسواق ستتأثر بشكل كبير في ظل تعرض ترامب لمحاولة اغتيال فاشلة إلا أن هذا ليس بصحيح وهذا لكونه مرشح وليس برئيس فعلي وإن كان رئيس فعلي فإن الأمر ليس بهذا السوء كما يسوق لك الإعلام.
• ما زالت التوترات في الشرق الأوسط على حالها محصورة بين دول مقاومة وهذا يساهم في بقاء أسعار النفط مرتفعة، ويساهم في تعزيز الذهب كونه مصدر آمن.
المؤشرات الاقتصادية وأهم الأخبار
تتأثر تداولات الدولار الأمريكي والذهب هذا الأسبوع بعدة أحداث اقتصادية رئيسية:
شهادة جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي: سيلقي جيروم باول شهادته أمام الكونجرس يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث من المتوقع أن يتناول الأوضاع الاقتصادية وخطط السياسة النقدية المستقبلية، بما في ذلك توقيت تخفيض أسعار الفائدة المحتمل.
بيانات التضخم: سيصدر مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) يوم الخميس، والذي سيوفر نظرة جديدة على التضخم.
إضافة إلى ذلك، ستصدر بيانات مؤشر أسعار المنتجين (PPI) يوم الجمعة، وهذه البيانات ستساعد في تشكيل توقعات السوق بشأن سياسات الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية.
بعد النظر إلى أهم الأرقام الاقتصادية
بالنظر إلى المؤشرات الاقتصادي المرفقة في الصورة نلاحظ أن:
1. مؤشر التضخم CPI يقترب من 2.5، وهذا يجعله قريب من الهدف الذي وضعه الفيدرالي لخفض الفائدة عنده ( 2).
2. مؤشر البطالة يرتفع للمرة الرابعة على التوالي ليصل إلى قمة جديدة في هذا العام، نحو 4.1 وهذا سلبي على الاقتصاد ككل.
3. مؤشر النمو الاقتصادي ينخفض إلى أدنى نقطه له في هذا العام ليصل إلى 2.02% وهذا سيء جداً على المتوسط مما يجعلنا على براثن ركود متوقع إذا أصر الفيدرالي على هدفه في خفض التضخم إلى 2%.
4. العائد من السندات ينخفض نحو 3% وهذا يشير إلى تراجع الثقة بالاقتصاد الأميركي على المدى البعيد.
الخلاصة:
إن استمرار ارتفاع البطالة وتراجع النمو الاقتصادي في ظل إصرار الفيدرالي على خفض التضخم سيجعل عاقبة خفض التضخم أسوأ بكثير من أن يقبل الفيدرالي بالتضخم وهذا ما يجعلنا نقول أن الولايات مقدمة على مستقبل شديد الظلمة للدولار، أما على المدى المتوسط قد نتوقع أن الفيدرالي سيصر على رأيه بالفائدة المرتفعة حتى مطلع الشهر التاسع، وهذا ما يقود الذهب إلى مستويات قياسية قبل بدء خفض الفائدة، ليكون خفض الفائدة هو الحجة الثانية للصعود.
التحليل الفني للسعر
"لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الاحصائيات"
الطيب صالح
1. تركز الفوليوم الشرائي (عمليات الشراء الكبرى) للذهب عند 2330 – 2340 من قبل العديد من صناع السوق، وعلى الرغم من التوقع الفني للتصحيح.
2. هناك عدة نماذج استمرارية للذهب تظهر بتوافق مع موجة إليوت الخامسة، ومنه نتوقع استهداف مستويات سعرية قياسية جديدة.
3. انخفض الانحراف المعياري مع ارتفاع المتوسط الاحصائي للسعر يشير إلى بداية حقبة جديدة من أسعار الذهب أعلى 2300.
الخلاصة:
نتوقع بعد النظر الاحصائي، أن السعر سيستهدف مستويات لا تقل عن 2515، شرط أن يختبر 2370 – 2400 اختبار وداع والتي تشكل محطة شراء أراها الأخيرة بهذه الأسعار.
شرط تحقق التحليل الفني إذا:
اختبار منطقة الوداع ( 2370 – 2400 )، ثم الإغلاق أعلاها أربع مرات
مع صدور بيانات التضخم بانخفاض
بحال عدم تحقق الشرط
عدم تحقق كلا الشرطين السابقين أو أحدهما يشير إلى أن الذهب سيعود لمنطقة التداول الرمادية 2330 – 2400.
على المدى البعيد
إذا أردت أن أكون منطقي لا إعلامي فأقل ما يمكن قوله حيال الذهب أنه مخيف خلال الفترة القادمة ويحمل الكثير من القمم خلال السنوات القادمة.
رأي المستشار المالي
في النهاية عزيزي القارئ، إن السعي وراء ثروة تحققها من الذهب هو من أسوأ القرارات الاستثمارية التي قد تفكر بها يوماً ما، فهو للحفاظ على الثروة، وإني مع ذلك أرى أن الوقت قد فات أو أقرب إلى أن ينتهي، لتبقى نصيحتي لك هي التركيز على السلع التحوطية الأخرى كالفضة فمازال الدخول إليها باكراً، أما كمتداول فوركس تبقى نصيحتي لك هي التأني والتركيز لأنه هناك الكثير من أجلك شرط أن تتقن اختيار سعر الدخول.
المستشار المالي عمر جاسم آل صياح
للبقاء على اطلاع دائم بأهم التحليلات والتوقعات، تابعوني على تويتر حيث أشارك معكم رؤى يومية ونقاشات مثيرة.
X: @omarsyyah