" أفضل مافي الاقتصاد أن قوانينه الأساسية ثابته لا تتغير وهذا يجعل كل شيء ضمن ما نفكر به، ليبقى الخوف هو أن يحدث ما لا نفكر به"
تشارلز ويلان في كتابه Naked Economic
إذا أردت الطبيعي في أسواق المال عليك بما هو طبيعي في الاقتصاد من قوانينه ونظرياته وأفكاره ومحاوره، فهو منطلق كل سوق باختلاف المشاركين فيه، وهذا ما وضحه كل اقتصادي مخضرم أن السوق ليس لعبة فنية بقدر ما هو لعبة قوانين اقتصادية تدرك فيها ماهية القانون الذي سيسيطر في نهاية المطاف، أما إذا أردت البراعة في أسواق المال فضع القانون جانباً وكن على استعداد لكل شيء بكل حرفية ،فإن البراعة في أسواق المال هي مدى قدرتك على التعامل مع الحدث الذي يشذ عن القانون وهذا لا يكون إلا بإدارة صارمة للمخاطر.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
أسعار الفائدة هي جاذبية الكون الاقتصادي
ورن بافيت
1. قررت لجنة السياسة النقدية في بنك اليابان رفع هدف أسعار الفائدة قصيرة الأجل بمقدار 15 نقطة أساس، من نطاق 0% - 0.1% إلى 0.15% - 0.25%.
هذا القرار يأتي في إطار جهود البنك لمواجهة التحديات الاقتصادية وتعزيز الاستقرار المالي في البلاد ،وهذا ما جعل الجاذبية نحو الدولار أقل بكثير مما هي عليه لتصبح عيون المستثمرين على الين الياباني ،حيث يحتل الين الياباني المركز الثالث عالمياً بعد اليورو و الدولار ويشكل مركز استقطاب للمستثمرين ومنه منافس شرس للدولار بحال كانت أسعار الفائدة مغرية.
2. أعلنت الولايات أن التغير في فرص وظائف القطاع الخاص غير الزراعي 122K ، وهو أقل من المتوقع بكثير ، ومنه سلبي للدولار.
3. الدين القومي الأمريكي يتجاوز 35 تريليون دولار لأول مرة في التاريخ، وهذا ما يسبب المزيد من الضغط على الدولار.
4. ترامب يتعهد بمستقبل مشرق للدولار مدعوماً بالبيتكوين بحال ترشح للرئاسة وهذا قد يحمل إيجابية عالية جداَ للدولار والسلع على حد سواء ( أي أن الدولار سيصبح سلعة مقترنة لا وحدة تسعير ).
5. ننتظر في مساء اليوم قرار الفيدرالي حول الفائدة الأميركية و الذي من المتوقع أن يتم تثبيتها مع نيته في خفضها في الربع الأخير من عام 2024 ، وكذلك الربع الأول من عام 2025.
خفض الفائدة سيء وابقائها أسوأ
" الأسعار ترتفع أو تنخفض بناء على ما لا نتوقعه وليس على المتوقع "
ويلان
إن الدور الأساسي من تحديد سعر الفائدة هو للتحكم بالكم النقدي ما بين البنوك التجارية و ما بين المتداولين بتلك الأموال، فعندما يرى البنك أن الحجم النقدي بدأ يرتفع وهذا يواكب ارتفاع التضخم فإن عليه كبح التضخم برفع الفائدة وذلك لرفع تكلفة الاقتراض، وتشجيع المتداولين على الادخار بدلاً من الاقتراض، ومنه يزداد الاقبال على ادخار الدولار وذلك للعائد المرتفع ومنه قوة الدولار وضعف أي سلعة يتم تسعيرها بالدولار وخصوصاً السلع ذات الطبيعة التحوطية مثل الذهب، الفضة و البيتكوين حديثاً ، ودائماً ما يمر الاقتصاد بدورات متنوعة من فرط في التضخم يدفع الفيدرالي على الإصرار على نسب فائدة مرتفعة أو اقتصاد راكد يدفع الفيدرالي إلى التسهيل في السياسة.
بالنظر تاريخياً إلى هذه العلاقة ما بين الذهب والفائدة نستنتج أن العلاقة عكسية بمعدل 2% رفع في سعر الذهب لكل ربع نقطة خفض وهذا طبعيي، ليبقى ما هو غير طبيعي أن يخرج الفيدرالي من منطلق القانون المألوف ( معادلة تايلور) إلى ما هو غير مألوف فتصبح الحركة أعنف من مجرد 2%.
عام 1993 في جامعة ميلون الأميركية نشر جون تايلور معادلته في تحديد نسبة الفائدة الأسمية المثالية التي على أساسها يجب تحديد نسبة الفائدة وهي:
هذه المعادلة يتم فيها حساب التوقعات التي نراها في أي أجندة اقتصادية، وعلى أساسها نبني أن الفيدرالي سيرفع الفائدة أو يقوم بتخفيضها أو تثبيتها وخصوصاً أنها تعكس السعر الحقيقي الواجب للدولار، وإن خروج الفيدرالي عن المتوقع هو ما يجعل الحركة أعنف وذلك لأن كل ما هو غير متوقع في الأسواق له حركة أعنف.
بالنظر إلى أهم المؤشرات الاقتصادية التي تعكس واقع الاقتصاد كنسب التضخم و النمو ونطبقها على معادلة تايلور نرى أن الفائدة الواجبة هي 5.5 وهذا يعني أن الفيدرالي سيميل إلى تثبيت الفائدة للمرة الأخيرة، لكن انحسار النمو و الخوف من أن هذا الإصرار على الفائدة المرتفعة سيجعل الحديث على خفض الفائدة في الاجتماع الذي يلي القرار واضح جداً ومنه ارتفاع أسعار الذهب ( سأقوم بتغطية الحديث على التويتر).
الخلاصة:
الضغط السلبي على الدولار يصل أعلى مراحله منذ 2007 وهذا ما يجعل خفض أسعار الفائدة قبل أوانها يحمل الكثير من العقبات أمام مستقبل الدولار المظلم، والإمساك على الأسعار الحالية يكبح وتيرة الاقتصاد وهذا ما يجعلنا أمام خياريين أحلاهما مر للدولار لذا قد أرى الدولار على المدى القريب ضمن مستويات 98 وحتى 95 وهذا إيجابي لمختلف السلع أما إذا دعم ترامب الدولار بالبيتكوين فهذا يكبح الضغط السلبي عليه لا يرفعه.
التحليل الفني للسعر
بعد أن اختبر الذهب مستوى 2370 ، كما نوهت في المقال السابق أصبحت أرى 2650 قيد المنال ، شرط أن يعيد اختبار 2370 مرة أخرى ويؤكد باول على موضوع خفض الفائدة أما بحال لم يذكر أي نية حول الخفض في خطابه وأعرب أن أسعار الذهب مرتفعة قد ينسف جميع ما تكلمنا عنه.
رأي المستشار المالي
في الختام عزيزي المتداول تذكر أن الفترة التي تسبق الأخبار تعد سيئة إن لم تعد الأسوأ اطلاقاً في اتخاذ القرار الاستثماري لذا من الحكمة انتظار الأخبار ثم تقرر لا العكس.
المستشار عمر جاسم آل صياح
الكثير ينتظرك في التويتر الخاص بي.. ، تابعني الآن
X: @omarsyyah