كانت اليابان فترة طويلة من الزمن الاقتصاد الثاني كوكبيا ذلك قبيل نهضة الصين الحالية بل وكانت المرشح بقوة أيضا لإزاحة الولايات المتحدة الأمريكية من قبل مقالات وتحليلات اقتصادية عدة.
لم يحدث ذلك بالطبع بل وأجبرت أن يتباطئ اقتصادها طوعيا طيل عشرية التسعينيات "وما أدراك ما التسعينيات" حتى صارت فائدتها السلبية على سنادتها والمستوى الثابت للتضخم مسار تعجب أي مدقق ولكن لله في خلقه شئون وعندما يرضخ الاقتصادي للسياسي تكون الأعاجيب.
ولسنا هنا للحديث عن السياسة فلنضعها على جانب ولنرى كيف كان تصرف اليابان الاقتصادي وتأثيرة على الين فلا هي يسرت أو اتبعت إجراءات تيسيرية عندما اتخذ العالم ذلك مع جائحة كورونا 2020/2021 ولا هي شددت إجراءات اقتصادية لمواجهة تضخم نتج من تلك الإجراءات التيسرية فيما بعد انتهاء الجائحة. ورغم أن الإغلاقات ومشاكل سلاسل الإمداد الناتجة عن إغلاقات كورونا قد أصابت اقتصادها المعتمد على التصدير إا انها استفادت من وفرات انخفاضات النفط والغاز الذي كان متزامنا مع أزمات إغلاقات كورونا وسلاسل الإمداد. وشكل ذلك تعادلا ما.
كان وما زال الين الياباني ثالث أهم عملة عالميا بعد الدولار واليورو وكان ملاذا آمنا دوما للمستثمرين حتى أن بعضهم ربط بينه وبين الذهب في استراتيجية مضاربة حققت نجاحا عظيما ذات يوم فقد كان غالبا ارتفاعهم سويا وهبوطهم سويا إلا من حالات نادرة شاذة ولكن اليابان اندمجت مع الشذوذ بشكل مبالغ السنوات الماضية ولم يعد الين مع ارتفاعات الفائدة في كل البنوك المركزية كوكبيا ملاذا آمنا مع إصرار المركزي على ثبات الفائدة مفضلا التدخل عند حالات ضرورية جدا لدعم العملة "مضاربيا" كتاجر ضاربا حرية السوق وآليات العرض والطلب عرض الحائط .
تدخل أثار حفيظة الولايات المتحدة الامريكية التي تحذر دوما من تدخل الدول في الأسواق في أطر بعيدة عن الشفافية والإفصاح وقواعد الرأسمالية الليبرالية الجديدة درج تسميتها حرب عملات ولكن للحق نستطيع أن نقول إن تدخلات المركزي الياباني طيلة هذه الأربع سنين لا تزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة ولكن هذا لم يمنع المخضرمة جانيت يلين "وزيرة الخزانة الامريكية" من إبداء امتعاضها وإعلان الفيتو الاقتصادي أمام ما يفعله المركزي الياباني واليابان دوما كما سبق أن وضحنا يتبع فيها الاقتصادي السياسي فكان قرار المركزي الياباني مؤخرا برفع الفائدة اسمرارا للمخطط الاقتصادي "الشاذ" ويعيد الين ملاذا آمنا عند ذروة الذهب ملاذا قد يقتسم مع الذهب زخمه او جزء من زخمه الفتره القادمة ويزيد الغموض حول حرب عملات اقامتها اليابان منذ الكورونا قد تعيدها اقتصادا ثانيا للعالم او ربما "اولا" فهل تعتقد كما يعتقد كاتب هذا المقال ان العلاقة الطردية بين الين والدهب قد انتهت ام انك تختلف مع ذلك وهذه سنوات القادمة سنوات الين وليس الذهب؟