"الذهب هو التأمين الأخير "
ريتش دادبورتن
في أوائل السبعينيات، شهد الذهب ارتفاعًا متتالياً دفعة واحدة بنسبة 72% تقريبًا من مستوى 35 دولارًا إلى أكثر من 60 دولارًا للأونصة في غضون أيام، وذلك بعد أن تم فك ارتباط الدولار بالذهب، مما دفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة.
عام 1980، تخطى الذهب سقف 850 دولارًا للمرة الأولى، مسجلاً قفزة بنسبة تزيد عن 70% من قيمته السابقة في فترة لا تزيد عن ثلاث أشهر، بفعل أزمة الطاقة وارتفاع التضخم، لتكون تلك الفترة واحدة من أكثر الفترات اضطرابًا التي شهدتها أسواق المعادن الثمينة.
عام 2008، حيث صعد الذهب بنسبة تصل إلى 90% من حوالي 800 دولار إلى ما يزيد عن 1500 دولار للأونصة، مستفيدًا من الاضطراب في الأسواق المالية والبحث عن ملاذ آمن.
وفي ذروة جائحة COVID-19 في عام 2020، بلغ سعر الذهب ذروته محققًا ارتفاعًا بنسبة تفوق 35% من مستوياته السابقة، مسجلاً أكثر من 2070 دولارًا للأونصة، حيث بحث المستثمرين عن الأمان وسط عدم اليقين الإقتصادي العالمي.
للوهلة الأولى أنت تعتقد أن تاريخ الذهب حافل بأرباح كبيرة، لكن ما لا تعرفه عن بقية القصة أن الذهب عكس قيمته الحقيقة لا أكثر وذلك لأنه رفض أن يبقى أسير ورقة لا قيمة حقيقية لها لتكون المحصلة في النهاية هي ليس ربحاً وإنما تأمين دفع العالم بأسره ثمناً باهظاً فأزمة السبعينات أودت بحياة أكثر من 30 مليون شخص جراء الفقر الذي أصابهم ، وانتحار أكثر من مليون شخص في الولايات من الإفلاس ، وتكررت أرقام مشابهة في كل من الثمانينات وأزمة الرهن العقاري والجائحة .... لهذا نقول لك دوماً أن الذهب هو التأمين الأخير ولكن ليس الربح وإنما القيمة الحقيقية.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
• تسيطر علائم الغموض على السوق من التخوف الناتج من الصراع الإنتخابي والذي يبدو على أنه سباق إعلامي لا أكثر دفع أسواق الأسهم الأميركية و المؤشرات إلى تداولات عرضية مائلة للهبوط.
• الركود الذي يتوقعه الإعلام هو قائم حقيقة إذا أصر الفيدرالي على رأيه في السياسة النقدية المتبعة ، وهذا نراه من خلال انحسار النمو الاقتصادي نحو 1.99 وبقاء نسب التضخم مرتفعة عند 2.4
• خفض الفائدة أصبح أمراً حتمياً على الفيدرالي أو أن النتيجة ستكون كارثية في أمل خفض الفائدة.
• الصراع الروسي الأوكراني يتوسع حتى يشمل التهديد النووي وهذا ما قد يقودنا نحو حقبة تسعير جديدة.
الخلاصة:
توقع الإعلام الركود صحيح ، والأسوأ من هذا هو ليس الركود بقدر ما أن يقع ما يسمى stagflation وهو ركود يصاحبه تضخم ، تنخفض فيه القوى الشرائية لمختلف العملات بشكل ملحوظ وتتراجع فيه أسعار المؤشرات الأميركية نحو نسبة لا تقل عن 30%
التحليل الفني للسعر
" السوق بيئة احتمالية، وهذه حقيقة أخبرتنا بها الرياضيات وليس رأي، ولهذا يمكن أن نحصر كل حدث برقم لكن هذا لا يمنع من أن يقع أي حدث في السوق "
مارك دوجلاس
1. مؤشر داو بفترة صعود اختناقي ( صعود طويل دون تصحيح ) وهذا يجعله على ترقب تصحيح عنيف وهذا إيجابي جداً للذهب.
2. الدراسات الفنية تشير إلى أن كل 1% خفض في الفائدة تشير إلى ارتفاع الذهب نحو 0.47% ومنه ارتفاع الذهب نحو 2600 قيد التحقيق بحال خفض الفائدة 0.5 نقطة.
3. بالنظر إلى التحليل الاحصائي نتوقع أن آخر محطة سعرية هي 2600 كأقصى حد.
4. بعد انتهاء الموجة الخامسة من أمواج إليوت عند 2600 نتوقع تصحيح للسعر نحو 2270.
الخلاصة:
عوامل صعود الذهب واضحة لا شك فيها، ولكن نظراً لانحسار الفوليوم في الفترة الأخيرة نرى عودة للتقلب العرضي ما بين 2460 – 2490 قبل بلوغ مستوى 2600 ثم سنرى تصحيح يليه تداولات نحو مستويات أرى من الصعب التصريح عنها في المقال في الوقت الراهن.
رأي المستشار المالي
في الختام عزيزي القارئ إن الذهب هو ملاذك الأول والأخير إذا كنت رجل أعمال أو مستثمر أو متداول لكن تذكر أن التعامل معه لا يعني الربح ولكن حفظ القيمة وشتان ما بين كلاهما ، كما أنه لا بد أن تعلم أن سعر الشراء لا بد أن يكون مدروساً وإلا تكون قد أفسدت معادلة القيمة وحينها لا نفع لها.
المستشار المالي عمر جاسم آل صياح
الكثير ينتظرك في التويتر الخاص بي.. ، تابعني الآن
X: @omarsyyah