تعتبر استراتيجية الفارق الزمني لعقود النفط الخام في بورصة نيويورك (NYMEX) بين عقد نوفمبر 2024 (CLX2024) وعقد أغسطس 2025 (CLQ2025) فرصة مميزة للاستفادة من التقلبات المتوقعة في السوق النفطية بناءً على العوامل الأساسية الحالية. في هذا النوع من الاستراتيجيات، يقوم المتداول بالرهان على الفروق السعرية بين عقود ذات تواريخ استحقاق مختلفة، وهو أمر جذاب في ظل التطورات المتباينة المتوقعة للأسعار في الأشهر المقبلة.
1. نظرة عامة على العوامل الأساسية
قيود العرض في نهاية 2024:
تعاني سوق النفط العالمية حاليًا من ضغوط على جانب العرض نتيجة لتخفيضات الإنتاج المستمرة من قبل أوبك+، والتي خفضت الإنتاج بحوالي 3.66 مليون برميل يوميًا. من المتوقع أن تستمر هذه التخفيضات حتى نهاية عام 2024، مما يؤدي إلى نقص في المخزونات وارتفاع في الأسعار. تشير التوقعات إلى أن يصل سعر خام برنت إلى 85-89 دولارًا للبرميل في الربع الرابع من عام 2024.
زيادة الإنتاج خارج أوبك في 2025:
مع دخول عام 2025، من المتوقع أن يحدث تحول في السوق مع زيادة إنتاج الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وغيانا. تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) زيادة في الإنتاج العالمي بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا خلال عام 2025. مع تخفيف قيود أوبك+ تدريجيًا، من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة العرض وانخفاض الأسعار.
2. المنطق وراء الفارق الزمني
فكرة الفارق الزمني بين CLX2024 وCLQ2025 هي استغلال الفروق السعرية المتوقعة الناتجة عن هذه العوامل الأساسية. عن طريق شراء عقد CLX2024 (نوفمبر 2024) و بيع عقد CLQ2025 (أغسطس 2025)، يمكن للمتداول الاستفادة من ارتفاع الأسعار في نهاية 2024 نتيجة قيود العرض، ومن ثم الانخفاض المتوقع في الأسعار بحلول منتصف 2025 مع زيادة الإنتاج العالمي.
التفاصيل كالتالي:
- نوفمبر 2024 (CLX2024): من المتوقع أن تظل الأسعار مرتفعة بسبب استمرار قيود الإنتاج من أوبك+ وارتفاع الطلب الشتوي.
- أغسطس 2025 (CLQ2025): مع زيادة الإنتاج من الدول غير الأعضاء في أوبك، من المتوقع أن يكون هناك ضغط على الأسعار نحو الانخفاض بحلول موعد استحقاق العقد.
3. المخاطر والمكافآت
تتمثل المكافأة المحتملة في هذا الفارق الزمني في توسع الفارق السعري بين عقود نوفمبر 2024 وأغسطس 2025. من المتوقع أن ترتفع الأسعار في 2024 بسبب نقص العرض، بينما يمكن أن تتراجع في 2025 مع زيادة الإنتاج، مما يوفر فرصة للاستفادة من هذا الفارق.
ومع ذلك، يجب على المتداول الحذر من الأحداث الجيوسياسية غير المتوقعة أو أي تغييرات غير متوقعة في الطلب أو العرض قد تؤثر على الفروق السعرية.
4. الخلاصة
توفر استراتيجية الفارق الزمني بين عقود CLX2024 وCLQ2025 فرصة للاستفادة من ديناميكيات السوق الحالية، حيث يستفيد المتداول من ارتفاع الأسعار في نهاية 2024 مع احتمال انخفاضها في 2025. تُظهر التوقعات أن الأسعار ستصل إلى 85-89 دولارًا للبرميل في الربع الأول من 2025، مما يجعل هذه الاستراتيجية جذابة للمستثمرين الراغبين في الاستفادة من التحولات الكبيرة في العرض والطلب.
مصادر: