"يكثر الكذب قبل الانتخابات وأثناء الحرب"
أوتو بسمارك
إن المشكلة الأكبر في السوق هو أنه ناتج علم سلوكي يقوم على آراء غير قابلة للقياس ، مقارنة بأي علم آخر يقوم على الحقائق مثل الطب، الجيولوجيا والرياضيات وهذه هي الحقيقة التي تجعل علم الاقتصاد في بعض المرات يتضارب بمتنه عن حقيقة السوق فمثلاً قامت بعض الدراسات على أن المستهلك عقلاني في حين آراء أخرى بررت عدم عقلانية المستهلك وكذلك الأمر تكرر عندما اختلفت مدارس الاقتصاد حول أثر النظام وتدخل الحكومة في السوق فمنهم من ناصر الاشتراكية ودعا إلى عدم تدخل الدولة ومنهم العكس ، هذا الأمر نراه في السوق عندما يتجادل كبار المحللين على توقع الاتجاه فلكل وجه نظر ، أحدهما يرى نموذجاً صاعداً و الآخر يبرره على أنه كاذب لتبقى المعضلة الأكبر في تاريخ البشرية حول الاقتصاد هي الحقيقة المطلقة التي لا جدال فيها هذه المعضلة تماماً هي التي جعلت الكذب يكثر في أكثر الأوقات الاقتصادية حرجاً.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
" الخبر يروي الكثير من الحكايا ، إعلم أي الحكايا يريد أن يخبرك بها صانع السوق حتى تكذبها"
توم وليامز
1. ارتفاع وتيرة الصراع في الشرق الأوسط ، بعد سلسلة الانفجارات في لبنان الشقيق أدت إلى ارتفاع المخاوف حول توسع وتيرة الحرب من حرب قومية إلى إقليمية.
2. اقتراب فترة الانتخابات في الولايات المتحدة أدت إلى زيادة الغموض حول مستقبل السوق الأميركي في السنوات القادمة وهذا نراه جلياً بميل المستثمرين إلى السيولة الأخيرة.
المؤشرات الاقتصادية تحكي الكثير
استقرار التضخم عند 2.4 ، مع بدء تحسن الناتج المحلي ( النمو الاقتصادي ) ، في ظل خفض الفائدة الأميركية يبعدنا عن مخاوف الركود المتوقع وهذا إيجابي لمختلف الأسواق في حين عدم سيطرة الفيدرالي هو الذي يثير القلق من مخاوف عودة الركود.
السعر الحقيقي للذهب أمام خطاب جيروم باول
في حديث جيروم السابق أكد أن خفض الفائدة مستمر حتى نهاية عام 2025 إلى أن يحقق مراده في سوق العمل ، وبالنسبة لمعادلة تايلور فإن التوقع أن تكون الفائدة التي يستهدفها الفيدرالي هي 3.5.
وفقاً لدراسة إحصائية نشرتها مؤخراً على حسابي على التويتر فإن العلاقة بين الذهب والفائدة عكسية وبمقدار 0.47% أي لكل 1% خفض في الفائدة يرتفع الذهب نحو 0.47% وعليه نقول أن خفض الفائدة 30% نحو 3.5 يؤول إلى ارتفاع الذهب 14% إذا لم يوجد أي خبر ضاغط على سعر الذهب ولنفرض أن هناك عشوائية قدرها 50% فإن الذهب ما زال يحمل صعود قدره 7% على الأقل.
لمزيد من الدراسات الممتعة حول السوق تابعني على التويتر @omarsyyah
الخلاصة:
يحمل الربع الأخير من السنة المزيد من الإيجابية للذهب ، الفضة ومختلف السلع ، شرط ألا يبالغ الإعلام في تأثيره على السوق وهذا تلاحظه من الأخبار التي ستعرض لك ، علماً أني سأنوه على هذا الأمر سواء من خلال مقالاتي على investing أم حسابي على التويتر.
التحليل الفني للسعر
" السوق بيئة احتمالية، ولا يهم أن تعرف إلى أين سيذهب السوق بقدر ما يهم أن تعرف كيف ستتصرف "
مارك دوجلاس
1. ارتفاع الانحراف المعياري للذهب يدل على ارتفاع التقلبات المتوقعة وارتفاع احتمال الانزلاق السعري للحظات في أي وقت.
2. احصائياً ووفقاً لطريقة التوزع العشوائي فإن الذهب يحمل المزيد من الصعود نحو 2698 ، مع احتمال قدره 70% بتمركز الأسعار ما بين 2580 - 2500.
3. تركزت عمليات الفوليوم الكبرى عند 2519 ، وهذا ما يجعلنا نقول أن حركات التصحيح الخاصة بموجات إليوت A , B , C قد تستهدف 2515 كأقل تقدير.
4. آخر عملية شراء من قبل مؤسسة مالية للذهب كانت عند 2585 وهذا ما يجعلنا نقول أن صانع السوق مازال يرى أن سعر الذهب مقبولاً رغم ارتفاعه الغير منطقي.
الخلاصة:
أتوقع أن يستمر صعود الذهب نحو 2650 ، ثم تشكل موجة تصحيحية نحو 2530.
على المدى البعيد
تحمل سنة 2025 المزيد من صعود الذهب نحو 2700 – 2850 وهذا ما وضحته ل في أحد مقالاتي السابقة.
رأي المستشار المالي
في النهاية عزيزي المستثمر عليك أن تتقين على الرغم من بريق الذهب إلا أن هذا البريق لحمايتك من التضخم لا الربح و الفارق كبير جداً ، لذلك فكر في سلع أخرى سيتحتم عليها الصعود كما صعد الذهب ، وتذكر أن الأساس في التعامل مع الأسواق هو الحقيقة الرياضية لا الرأي فالأولى قد تظهر لك إن ربحت فعلاً بينما الثانية ترشدك نحو حقيقة السوق.
المستشار عمر جاسم آل صياح
الكثير ينتظرك في التويتر الخاص بي.. ، تابعني الآن
X: @omarsyyah