في عام 2024، لا تزال أسعار الذهب تستقطب انتباه المستثمرين حول العالم، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، ومع تنامي الضغوط التضخمية والسياسات النقدية غير المستقرة، بات الذهب واحدًا من أهم الأصول التي يلجأ إليها المستثمرون للحفاظ على قيمة أموالهم في هذه الأوقات.
شهدت أسعار الذهب في الأشهر الأخيرة ارتفاعات ملحوظة بسبب تغييرات السياسة النقدية، حيث لعبت قرارات أسعار الفائدة دورًا محوريًا في التأثير على الطلب على الذهب كملاذ آمن، ورغم تحديات السوق ، استمر الطلب على الذهب بالارتفاع كأداة تحوط ضد التضخم، وهو ما قمنا بتوقعه بجانب العديد من الخبراء والمستثمرين على Investing.com.
إضافة إلى ذلك، ساهم النمو الاقتصادي المستمر والخجول في العديد من الأسواق الناشئة والنامية في تعزيز الطلب على الذهب، ومع استمرار تلك الدول في سعيها لتحسين معدلات الإنتاجية والهرب من مواجهة شبح الركود.. يمكن أن نشهد ارتفاعًا تدريجيًا في أسعار الذهب في العام المقبل، مدفوعًا بمزيد من الاستقرار الاقتصادي في هذه الأسواق.
وعلى الرغم من التوقعات الإيجابية، يبقى هناك عدد من العوامل التي قد تؤثر على سعر الذهب في المستقبل القريب، أبرزها التقلبات في سياسات الفيدرالي الأمريكي وتأثيرها على أسعار الفائدة، فعلى الرغم من بعض التقدم الذي تم إحرازه في خفض التضخم، لا يزال هناك حالة من عدم اليقين حول كيفية تفاعل الأسواق المالية مع مزيد من التعديلات القادمة في السياسة النقدية.
كما أن التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك النزاعات في مناطق مختلفة من العالم، لا تزال تؤثر بشكل عميق ومباشر على أسعار الذهب، وفي حالة تصاعد هذه التوترات، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن، مما سيدفع الأسعار إلى الارتفاع، وعلى العكس، قد يتسبب انخفاض التوترات الجيوسياسية في تراجع الطلب.
تحليل الذهب على الصعيد الفني
يقع مؤشر ستوكاستِك (Stochastic Oscillator) على الإطار الزمني الشهري والأسبوعي واليومي في منطقة ذروة الشراء مع قيم أعلى من 96 مما يؤكد بأن أسعار الذهب لهذا الشهر في ذروتها، وقد يشير ذلك إلى تصحيح محتمل في المستقبل القريب حيث قد يتباطأ الزخم وتتحول الأسعار لحركة عرضية على الأطر اليومية فما دون.
ونظراً لأن سعر الذهب الآن فوق 2700 دولار للأونصة يعتبر في منطقة حذرة، فإن المزيد من الحركة الصعودية قد تمكنه من اختبار مستويات المقاومة النفسية 2800 دولاراً و3000 دولاراً للأونصة، وهذا يعتمد على اختراقه لنقطة 2773 دولاراً كنقطة مقاومة شديدة الأهمية.
أما في السيناريوهات الهبوطية فإذا شهدنا اختراقاً لنقطة الدعم الأولى 2642 فإننا سنلاحق 2533 ونراقب 2475 بحذر وستكون التطلعات حينها في حال كسر الأخيرة نحو نقطة الدعم 2383 والتي قد تأتي متأخرة بعض الشيء لكنها ستكون بمثابة العماد الرئيسي لينطلق الذهب منه نحو مستويات أعلى.
تظل التوقعات لأسعار الذهب حتى نهاية عام 2024 تعتمد بشكل كبير على السياسة النقدية الأمريكية والتطورات الاقتصادية العالمية، إذا استمرت السياسات على حالها وظهرت إشارات على تباطؤ سوق العمل، فمن المتوقع أن تشهد أسعار الذهب ارتفاعًا بموجة أخرى حتى الربع الأول من العام القادم. يقوم المستثمرون بمراقبة تطورات أسعار الفائدة والأخبار الاقتصادية الهامة والتوترات الجيوسياسية عن كثب، لأن هذه العوامل ستلعب دوراً محورياً في تحديد اتجاه أسعار الذهب في المستقبل القريب، ويظل الذهب خيارًا استثماريًا آمنًا وجذابًا للمستثمرين الذين يبحثون عن الحماية من التضخم والتقلبات الاقتصادية، ومع ظهور مؤشرات على تباطؤ الاقتصاد العالمي واستمرار التوترات الجيوسياسية، يبقى الذهب أصلًا لا غنى عنه في محفظة المستثمرين.
يمكنكم دائماً متابعة آرائي وتحليلاتي ودراساتي للسوق عبر Investing.com و أيضاً من خلال حسابي على منصة X " تويتر " _Hozayifa@ .