تراجعت أسعار الذهب بشكل طفيف خلال تعاملات يوم الجمعة، حيث استطاع الثيران تثبيت أسعار المعادن الثمينة بعد تراجعها بشكل حاد منتصف الأسبوع.
انخفضت العقود الآجلة للذهب لشهر ديسمبر بواقع 7.10 دولار إلى 2,698 دولار، فيما تراجعت العقود الفورية بحوالي 0.55% إلى 2,691 دولار للأوقية.
الذهب من الناحية الأساسية
لم يظهر السوق رد فعل كبير تجاه قرار لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التابعة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 0.25% يوم الخميس. إذ لم يدلِ رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بتصريحات تؤثر على السوق، ولكنه فاجأ المتابعين بقوله "لا" بحزم عندما سئل عما إذا كان سيستقيل إذا طلب منه الرئيس المنتخب ترامب ذلك.
أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أنه لن يغادر منصبه في حال طلب منه الرئيس المنتخب دونالد ترامب ذلك، مبددًا أي تكهنات حول رضوخه لضغوط إدارة ترامب المقبلة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده باول بعد اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، الذي شهد قرارات مهمة حول أسعار الفائدة وأهداف التضخم.
وردًا على سؤال أحد المراسلين بشأن تقارير تفيد بأن بعض مستشاري ترامب اقترحوا عليه الاستقالة، أجاب باول ببساطة: "لا". ولدى استيضاح المراسل ما إذا كان باول يعتقد أنه غير ملزم قانونيًا بالمغادرة، أكد باول مجددًا: "لا". ومن المقرر أن تستمر ولاية باول حتى مايو 2026، رغم الانتقادات المتواصلة التي وجهتها حملة ترامب له خلال العامين الماضيين.
في إطار آخر، صوتت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بالإجماع على خفض سعر الفائدة بواقع 25 نقطة أساس، ليصل إلى نطاق 4.5% - 4.75%. يأتي هذا القرار في سياق مساعي المجلس الفيدرالي لدعم النمو الاقتصادي وتخفيف ضغوط التضخم.
كما أجرى الاحتياطي الفيدرالي تعديلات على بيان سياسته، حيث أشار إلى أن "ظروف سوق العمل تحسنت بشكل عام"، وأكد أن معدل البطالة ارتفع لكنه لا يزال منخفضًا. وأزيلت من البيان عبارة كانت تشير إلى حدوث "مزيد" من التقدم نحو تحقيق هدف التضخم بنسبة 2%، ليكتفي بتوضيح أن التضخم "حقق تقدمًا نحو الهدف، ولكنه لا يزال مرتفعًا إلى حد ما".
بالإضافة إلى ذلك، حذف الاحتياطي الفيدرالي جملة كانت تؤكد أن اللجنة "اكتسبت ثقة أكبر" بتحرك التضخم نحو هدفها. واختتم البيان بالتأكيد على أن المخاطر التي تواجه تحقيق أهداف التوظيف والتضخم "متوازنة تقريبًا"، مشيرًا إلى تمسك البنك المركزي بنهجه الحذر والمتوازن في إدارة السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.
وفي هذا السياق، من المتوقع أن يعزز الرئيس المنتخب من الرسوم الجمركية ويخفض الضرائب ويخفف من اللوائح التنظيمية، وهي عوامل قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم. ويتوقع اقتصاديون في "وول ستريت" الآن تقليص عدد مرات خفض الفائدة الفيدرالية عما كان متوقعاً قبل الانتخابات، وهو الأمر الذي يدعم المعدن الأصفر.
ارتفع سعر الذهب بنحو الثلث هذا العام ليصل إلى مستويات قياسية متتالية، مدعوماً بالمخاطر الجيوسياسية والاقتصادية المتزايدة، وهي عوامل دفعت البنوك المركزية والمستثمرين إلى شرائه. فيما تزايد ارتفاع سعر الذهب في الأشهر الأخيرة مع تحول الفيدرالي إلى سياسة خفض الفائدة واقتراب موعد الانتخابات في الولايات المتحدة.
الذهب من الناحية الفنية
من الناحية الفنية، لا يزال لمضاربي الذهب في عقود ديسمبر ميزة تقنية على المدى القريب، رغم تراجعها. حيث إن الهدف السعري القادم للثيران هو الإغلاق فوق المقاومة القوية عند المستوى القياسي البالغ 2,801.80 دولار. أما الهدف السعري للدببة على المدى القريب فهو دفع أسعار العقود الآجلة إلى ما دون الدعم الفني القوي عند أدنى مستوى في أكتوبر البالغ 2,618.80 دولار.
فيما تظهر أول مقاومة عند أعلى مستوى تم تسجيله الليلة الماضية وهو 2,717.80 دولار، ثم عند 2,735.00 دولار. بينما أول دعم يظهر عند أدنى مستوى الليلة الماضية وهو 2,687.30 دولار، يليه 2,675.00 دولار.