المقالة تسلط الضوء على تأثير مصطلح "ترامب تريد" الذي ظهر لأول مرة خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث أدى إلى تعزيز شهية المخاطرة وازدهار الأسواق المالية كلما اقترب دونالد ترامب من البيت الأبيض. يعبر هذا المصطلح عن العلاقة الوثيقة بين أداء الأسواق المالية ووجود ترامب في المشهد السياسي الأمريكي، حيث ارتفعت الأسواق إلى مستويات قياسية بعد فوز الجمهوريين وحققت العملات الرقمية مثل البتكوين أداءً قياسيًا.
تأثير الانتخابات الأمريكية على الأسواق المالية: تمثل الانتخابات الرئاسية والتجديد النصفي لمقاعد الكونغرس لحظة مهمة تؤثر على توجهات الأسواق الأمريكية. عادةً ما يؤدي فوز الجمهوريين إلى زيادة الثقة في الأسواق المالية، حيث تعزز هذه النتائج من احتمالية خفض الضرائب وتقليل القيود التنظيمية، مما يزيد من إقبال المستثمرين على الأصول المالية.
الدولار والذهب: من ناحية أخرى، ساهم ارتفاع الدولار، الذي وصل إلى أعلى مستوياته خلال ثلاث سنوات، في الضغط على أسعار الذهب. ويرجع ذلك إلى التوقعات بإنهاء الحروب الجيوسياسية كما وعد ترامب، مما قد يدفع بالذهب إلى تصحيحات كبيرة في الأسعار. ففي ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية مثل الحرب الأوكرانية وحرب غزة، شكل الذهب ملاذًا آمنًا، وارتفع سعره إلى 2700 دولار للأوقية. ومع فوز الجمهوريين وسيطرتهم على الكونغرس، يزداد الحديث حول إنهاء الحروب مما قد يؤدي إلى تخفيف الضغط على الذهب ويعزز اتجاه التصحيح الهبوطي.
تأثير ارتفاع الدولار والفائدة الأمريكية على الاقتصاديات الناشئة: أدى الارتفاع الحاد في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي إلى ضغوط مالية كبيرة على الاقتصاديات الناشئة التي راهنت على الذهب كاحتياطي نقدي، حيث تم شراء الذهب بأسعار مرتفعة عندما كان الدولار ضعيفًا، واضطرت هذه الدول إلى فك ودائع الذهب بأسعار منخفضة بعد ارتفاع الدولار، مما كبّدها خسائر إضافية وصلت إلى 26%. ولتغطية هذه الخسائر، قامت بعض الدول بخفض قيمة عملاتها وشراء الدولار من السوق المحلي لسداد المديونيات المستحقة.
التوقعات المستقبلية: من المتوقع أن يبقى تأثير "ترامب تريد" حاضرًا في الأسواق المالية، خصوصًا مع عودة ترامب للمشهد السياسي وتصاعد الآمال في قدرة الجمهوريين على خفض علاوات المخاطر المرتبطة بالحروب والنزاعات الدولية. في الوقت ذاته، تظل التحديات كبيرة أمام ترامب لتنفيذ هذه الوعود، لكن الثقة لا تزال قائمة في قدرته على النجاح، خصوصًا بعد تجاربه السابقة مع كوريا الشمالية وأفغانستان.
في الختام، يعكس "ترامب تريد" العلاقة المعقدة بين أسعار الذهب والأحداث السياسية العالمية، حيث يظهر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات الحروب، بينما يميل للتراجع في ظل استقرار الديمقراطية الأمريكية وارتفاع الدولار.