هدوء ما قبل الانهيار

"الذهب ليس أداة لتحقيق ثروة، بل هو الحماية. انهياره يعني انهيار الثقة بالنظام نفسه"
بيتر شيف

الذهب لم يخلق لتحقيق الثروة، وإنما هو خلق كتعبير للثروة، وعلى الرغم من بساطة وبديهية هذه العبارة إلا أن فئة لا بأس بها تلتبس عليها الأمور ، هذا بحد ذاته جعل فئات كبيرة من النظم الاقتصادية يعتمد الذهب واجهة الثقة الأكبر نحو النمو المستدام ، وإن أتينا للحقيقة فإن الأمر مختلف، ولهذا إن انهيار الذهب لا يعني مجرد انهيار السعر لسلعة ما ، وإنما انهيار للثقة.

آخر الأخبار وأثرها على السعر
" في نهاية كل عام تبدأ الأغلبية من المستثمرين بالتراجع عن أي قرار استثماري أملاً بقرارات سياسية جديدة أو بمجرد رغبة بقضاء عطلة نهاية العام بهدوء "

1. يمتاز عادة نهاية العام بالخمول لميل أغلب المستثمرين لتأجيل قراراتهم لبعد عطل نهاية الأسبوع وهذا ما يجعل الأسواق أكثر هدوءً.
2. ترقب ترامب لكي يعود للبيت الأبيض بما يحمل من وعود نحو تحسين الاقتصاد جعل الاغلب على اعتقاد بأنه سيملك العصى السحرية لحل مشاكل الدين الأميركي ، الركود المتوقع ، الحروب المتوقعة ، في الحقيقة لا أعلم ما سبب هذا الاعتقاد لكن ما أعلمه قطعاً أننا نعيش حالة من الوهم بأنه يستطيع الحل وذلك لأنه منذ ثمانية أعوام وخلال فترة ولايته كان محاطاً بذات المشاكل تقريباً ولم يستطيع تجاوزها ، مع ذلك الأسواق قد تخضع لرغبة القطيع ولكن تكلفة ذلك ستكون مرعبة.
3. قرار خفض الفائدة على بعد أيام من الآن ، وهذا ما سيحرك الأسواق.
4. سوق العملات الرقمية يجذب نسبة لا تقل عن 30% من المستثمرين في الأسواق الكلاسيكية.

الخلاصة:
هذا الهدوء يجب أن يوحي لك بشكل أو بآخر أن أي قرار بناء على الظروف لا يعد منطقيا ً ، وإني وعلى الرغم من ميل الأغلب إلى الاعتقاد أن ترامب يملك الحل ، لكن ماضيه برأي أقوى من حجتي وتحليلي، لهذا سيكون السوق تحت رحمة ما سيصدره ترامب من قرارات مع وصوله للبيت الأبيض في بداية العام القادم.
سننشر كل قرار وأثره على الأسواق

التحليل الاقتصادي
" أفضل مافي الاقتصاد أن قوانينه الأساسية ثابته لا تتغير وهذا يجعل كل شيء ضمن ما نفكر به، ليبقى الخوف هو أن يحدث ما لا نفكر به"
تشارلز ويلان في كتابه Naked Economic




بالنظر للمؤشرات الاقتصادية نلاحظ أن التضخم يرتفع بمعدل 0.1 نحو 2.4 بعد استقراره عدة أسابيع عند 2.3 ، مع تحسن ملحوظ للنمو الاقتصادي وهذا ما يجعل قرار الفائدة متوقع بالخفض ، وكل ما هو متوقع في الاقتصاد لا يحدث أثراً على السوق ليبقى التخوف من حديث جيروم باول والذي لا يمكن توقعه وبهذا ستكون الأسواق على المدى القريب تحت رحمة الخطاب ، وعلى المدى البعيد تحت نتيجة خفض الفائدة و هو الارتفاع.

التحليل الفني للسعر
"لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الاحصائيات"
الطبيب صالح

1. عادت الصين لتثبيت مراكز شراء للذهب عند 2500 – 2600 وهذا ما ركز كتلة فوليوم كبيرة بين هذه المستويات.
2. عدم استقرار الذهب أعلى 2600 بإغلاق أسبوعي ، تعني تحول الموجة الأخيرة من أمواج إليوت التصحيحية من تداول عرضي إلى تدول هابط تصحيحي.
3. تشكل شمعة مطرقة أسبوعية تشير إلى الهبوط بحال اخترق السعر مستوى 2600.
4. اختبار 2500 ، تعطي السعر عزماً لكي يشكل خمس أمواج صاعدة جديدة باستهداف لا يقل عن 3250 – 3500.



الخلاصة:
إن اخترق السعر مستوى 2600 وأغلق أسفله مع وجود قرارات من خطاب جيروم بأول تؤيد انخفاض سعر الذهب سيستمر الهبوط نحو 2500 ، وبذلك يتشكل عزم سعري وفرصة شراء من العمر باستهداف مستويات قياسية.
ابقى معنا سننشر القرارات على التويتر الخاص بنا
@omarsyyah


رأي المستشار المالي
عزيزي المستثمر فكرة الاستثمار في الذهب هي جيدة لا شك بذلك ولكن ليست الأمثل خصوصاً أن فرط اللجوء إلى الذهب بحجة أنه النظام المثالي للتحوط تجعل صانع السوق يميل لخفض السعر تحت أي حجة وبرهان إعلامي من أجل أن يحافظ على الفرصة لنفسه ، وهذا ما سيحدث خلال الأيام القادمة غالباً لذلك نصيحتي لك أن تعامل الذهب على أنه عملة قياس تدخر بها أموالك لا أن تأمل منه الربح فإن هذا الصعود الكبير المتوقع له على المدى البعيد هو نظرا ً لانخفاض قيمة الدولار ، وإذا أردت الربح ركز على سلع أخرى.

المستشار عمر جاسم آل صياح
الكثير ينتظرك في التويتر الخاص بي.. ، تابعني الآن
X: @omarsyyah