"الأوقات الصعبة تخفي ورائها فرصة غير متوقعة لكن حكر لمن يمتلك بصيرة "
نابليون هيل
منذ عدة عقود وخصوصاً في آواخر الثمانينات وأول التسعينيات درجت فكرة الاستثمار بشركات الأنترنت ، وحقق فئة كبيرة الثراء منها لدرجة أن 9 من أصل 10 مستثمرين كانو يطالون ثروة من استثمارهم في شركات الانترنت ، إلى حين أن ذاع الخبر لدى العامة ، فتوقع الجميع استمرار الصعود فتدفقت السيولة من كل حدب وصوب ، فحدثت الكارثة الكبرى وانهارت أسهم جميع الشركات ، سميت الظاهرة فيما بعد بفقاعة الانترنت ، ومنذ ذلك الحين صاغ ورن بافيت عبارته الشهيرة " ما أن يتوقع الجميع الصعود ، فلن يصعد السوق ، وإن صعد سيصعد متأخراً " ولكن هذا لا يعني ضياع الفرصة ، وإنما تشكل الفرصة خصوصاً أن هناك أسهم نجت من هذه الفقاعة.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
• ما حدث من حرائق في ولاية كاليفورنيا أدى إلى تراجع البيتكوين ، ومختلف العملات المشفرة وخصوصاً البديلة وهذا لوجود ما لا يقل عن ثلاثين شركة ذات صلة مباشرة إما في العملات أو كونها شركة لعملة رقمية مثل شركة Solana التي طرحت عملة Sol.
• مازالت حتى هذه اللحظة الآمال في السوق مرتفعة حول قدوم دولاند ترامب وما يحمله من وعود لقطاع العملات الرقمية إلى البيت الأبيض والذي سيكون في يوم 20 من شهر 1 ، وهذا ما جعل العملات على الرغم من أثر الحريق متماسكة بسيولة تتدفق إليها.
الخلاصة:
ما حدث من حرائق أثر على 20 شركة تصنف كأقل تقدير ضمن أهم 100 شركة في قطاع العملات الرقمية ، ولكن كون هذا التراجع حتى لحظة كتابة المقال لا يخيف لكونه قد حدث سابقاً قبل فترة موسم العملات البديلة التي اعتدنا أن تبدأ في نهاية شهر واحد من كل عام كان يلي التنصيف واعتدنا أيضاً أن يكون هناك تراجع بمعدل 20% قبل بداية الموسم ، وأضف على ذلك أن الضرر على الشركات لم يكن مادي وإن ما أثر نفسي من المتداولين، لكن ما يخيف حقيقةً هو وصول ترامب إلى البيت الأبيض ويمر شهر على وصوله دون وجود أي تصريح أو أي قرار لا صلة له بالعملات.
أهم التحليلات والاحصائيات
"لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الاحصائيات"
الطبيب صالح
1. بتحليل سابق لي نوهت أن البيتكوين سيكون بمرحلة تداول عرضي ما بين 90 – 95 لفترة طويلة ثم يصعد بعدها باستهداف 125 ، وهذا التداول العرضي سيعطي متنفس للعملات البديلة و على رأسها الإيثيريوم.
2. استحواذ USDT فنياً ، احصائياً ، وضمن مفهوم السيولة في التحليل ضمن مناطق اختبار ثم انعكاس ، ومن المتوقع أن يهبط إلى 2% ، بمجرد خرق مستوى 4% و الإغلاق أسفله ، وهذا ما يحمل ارتفاع مختلف العملات البديلة ( أهم عشر عملات خصوصاً ) ، بما لا يقل عن 100% ، كون الاستحواذ انخفض إلى النصف.
3. احصائياً يبدأ الإيثيروم في الصعود في الشهر الثاني ، الثالث من كل عام من أعوام الدورة الزمنية التي تعرف ب Bull run ، وهذا يطابقه فنياً بتشكل عدة نماذج إيجابية على السعر لكن تستغرق وقت حتى تستطيع الحصول على عزم.
4. تدفق سيولة عالي جداً لوحظ من خلال مراقبة حركة المحافظ على عدة مواقع تبين أن الشراء في الوقت الحالي مرتفع جداً ، وهذا ما ينعكس فنياً بإيجابية كبيرة على شارت سيولة العملات البديلة.
الخلاصة:
هناك قاعدة بسيطة في المجال الاستثماري تقول ما أن يتوقع الجميع الصعود فلن يحدث هذا الصعود ، وإن حدث لأهمية القطاع سيحدث متأخرا ً ولن يدوم طويلاً .
بالمرابطة ما بين أهم النقاط التحليلية والتي ذكر بعض منها في الأعلى أقول أنه مع استلام ترامب للسلطة في تاريخ 20 من هذا الشهر، سنرى صعود كبير للإيثيريوم أولاً ثم البيتكوين ثانياً ، ثم العملات البديلة وأتوقع بحال ساءت الأمور جداً أن يكون الصعود بمنتصف شهر 2
أثر هذا الأمر على العملات البديلة
ستتأخر العملات البديلة في الصعود في هذا Bull run لكون الجميع يتوقع الصعود ولكن السوق أصبح مليء بمن هو مستحدث ( يستثمر لأول مرة ) ، وهذا وفقاً لعدة أبحاث أشارت إلى ارتفاع عدد المحافظ الرقمية التي أنشأت في هذه الفترة بمعدل 60% عن Bull run السابق.
تأخير الصعود حقيقة لا يخيف فأنا أراه فرصة لا جدال فيها ، بأنها جيدة للتجميع ، لكن ما يخيف حقيقة هو أن الصعود المتوقع والذي سيكون بدايته وسطياً في منتصف الشهر الثاني من عام 2025 ، فإنه لن يستمر أكثر من 60 يوماً وسيكون الهبوط مباغت وهذا ما سيحرم عدد كبير من المستحدثين من جني الأرباح.
رأي المستشار المالي
في النهاية عزيزي المستثمر ، تحليلنا البسيط وضح لنا أن الصعود لن يستمر طويلاً ليبقى لك دوريين هنا ، الأول أن تختار عملاتك بعناية كون الصعود لن يطال جميع العملات ، والثاني هو أن تخرج باكراً من السوق وإن كان هناك مجال للمزيد من الصعود خصوصا ً أني أتوقع أن الصعود لن يستمر طويلاً وفي الختام تذكر أنه كمستثمر ليس عليك التوقع بقدر ما عليك أن تتجهز دوماً لجميع الظروف.
المستشار عمر جاسم آل صياح
الكثير ينتظرك في التويتر الخاص بي.. ، تابعني الآن
X: @omarsyyah