واصلت أسعار الذهب صعودها القوي اليوم، حيث تجاوز سعر الأونصة حاجز 3,000 دولار، مسجلًا 3,008.08 دولار، مع وصوله خلال الجلسة إلى 3,012.05 دولار. يأتي هذا الارتفاع وسط مزيج من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي عززت الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن.العوامل المؤثرة على أسعار الذهب:
1. الاقتصاد الأمريكي والسياسات النقدية
يترقب المستثمرون قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه المرتقب في 19 مارس. من المتوقع أن يحافظ البنك المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير، لكن أي إشارة إلى احتمال خفض الفائدة في المستقبل قد تؤدي إلى ضعف الدولار، مما يدفع بأسعار الذهب إلى مستويات أعلى. البيانات الاقتصادية الأخيرة، بما في ذلك انخفاض ثقة المستهلك وفقًا لاستطلاع جامعة ميشيغان إلى 57.9 نقطة، تضيف مزيدًا من الضغوط على الدولار.
2. التوترات الجيوسياسية والمخاطر العالمية
استمرت التوترات في الشرق الأوسط، حيث زادت حدة الضربات الجوية الإسرائيلية في غزة، مما عزز حالة عدم اليقين الجيوسياسي. بالإضافة إلى ذلك، فإن تصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة بسبب العقوبات التجارية الجديدة يؤجج الطلب على الذهب كملاذ آمن.
3. البنوك المركزية وزيادة الطلب على الذهب
تشير التقارير إلى أن البنوك المركزية في كل من الصين وبولندا وتركيا قد واصلت تعزيز احتياطياتها من الذهب في الأشهر الأخيرة. هذا الطلب المستمر يوفر دعمًا قويًا للأسعار، حيث ينظر إلى الذهب كأصل استراتيجي للتحوط ضد التضخم والتقلبات النقدية
هل يستمر الاتجاه الصعودي؟
لا يزال المسار الفني للذهب يشير إلى الزخم الصعودي، حيث حافظ المعدن الثمين على نمط القمم والقيعان المرتفعة. حاليًا، تقع منطقة الدعم الرئيسية بين 2,929 و2,956 دولارًا، والتي كانت سابقًا منطقة مقاومة. كما يمثل خط الاتجاه الصاعد منذ يناير عاملاً حاسمًا، حيث إن كسر مستوى 2,880 دولار قد يؤدي إلى انعكاس الميل الصعودي، مما يمهد الطريق لتصحيح أعمق.
على الجانب العلوي، يُعد مستوى 3,014 دولار حاجزًا نفسيًا رئيسيًا، ومن المتوقع أن يواجه الذهب مقاومة عند هذا المستوى بسبب عمليات جني الأرباح. ومع ذلك، في حال تمكن السعر من تحقيق اختراق حاسم فوق هذا الحاجز، فإن الأهداف التالية قد تكون 3,032 دولار يليه 3,043 دولار .
التوقعات المستقبلية:
-
إيجابية: إذا أشار الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض الفائدة قريبًا أو تراجعت البيانات الاقتصادية الأمريكية، فقد يستمر الذهب في تحقيق مكاسب جديدة.
-
سلبية: في حال تعزز الدولار الأمريكي أو انخفض الطلب على الذهب من البنوك المركزية، فقد نشهد تصحيحًا في الأسعار باتجاه مستويات الدعم المذكورة.
مع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، يظل الذهب في وضع قوي للحفاظ على مكاسبه. ومع ذلك، سيظل تركيز المستثمرين منصبًا على البيانات الاقتصادية الأمريكية واجتماعات البنوك المركزية في الأيام القادمة، والتي ستلعب دورًا رئيسيًا في تحديد الاتجاه القادم لأسعار الذهب.