هل انتهى موسم ثيران العملات الرقمية؟

 كل مرة ينهار فيها السوق ، هي فرصة عظيمة جداً بحال كنت مدرك لحقيقة السو"

بنجامين جراهام

منذ بداية 2024 وأغلب مستثمرين العملات الرقمية كانوا على موعد مع BR كبير للعملات في بداية 2025 ، وكان الحماس في أوجه خصوصا لما عرفنا أنو ترامب من أكبر داعمين للعملات الرقمية هذا ما بينته خطاباته الانتخابية على الأقل.

لكن ما أن استلم ترامب السلطة تراجعت الأسواق ، وبينت أداء أضعف فيما لو كان بايدن الذي ضد العملات موجود ، ومع فرض ترامب للرسوم الجمركية تراجعت أغلب الأسواق بشكل عنيف وخسرت أغلب العملات الرقمية ما يصل إلى 70% من قيمتها ليبقى السؤال الأكثر جدلاً بين المستثمرين هو: هل انتهى موسم العملات الرقمية ولم يعد هناك Bull Run؟

بحال كان مصدر أخبارك عن السوق سيء، رح تشوف تصرفات ترامب على أنها عدوانية للسوق و بشكل كبير جداً، خصوصي لما ساوى عملة رقمية خاصة فيه سحبت أغلب السيولة من السوق ، وخصوصي أكثر لما فرض رسوم جمركية أدت لحرب تجارية قد تقود هذه الحرب لأزمة تصنع حرب عالمية ثالثة.

في الحقيقة إن ما يقوم به ترامب من فرض رسوم جمركية هو خطوة أقل ما يقال عنها أنها بمنتهى العبقرية، لماذا!؟  لأنها تسرع الأحداث للوصول للنهاية الجيدة التي يطمح لها أي مستثمر ؟!

إذا نظرنا إلى تاريخ الاقتصاد الأميركي لوجدنا أن أميركا عانت من مشاكل اقتصادية نقدية متراكمة تراكمت عبر الزمن أكثر في كل مرة لجأت فيها الولايات لحلول بسيطة تؤجل الحل الجذري للمشكلة مثل أن تطبع المال أو أن ترفع سقف الديون.

لكن في عصر ترامب هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها العم ترامب لعدم الطباعة واتخاذ حل حقيقي من خلال تشكيل عائد للدولة من الاستثمار، أو من خلال فرض ضرائب، ولكن ما يجعل أثر هذا الحل قاسي وقاسي جداً على الأسواق هو التحول المفاجئ من سوق حر إلى سوق تحت رقابة حكومية ، يمكن أن نشبهه بعملية جراحية قاسية على المريض الذي كان يصر على المسكنات وهذا ما دفع السوق بقوة نحو ما يسمى مرحلة التطهير والذي يحتاجها السوق بشدة لكي يصعد.

ما هي مرحلة التطهي؟

بالسوق إذا كان الكل يعتقد أن هناك صعود كبير هذا الصعود الكبير لن يأتي ، لأن فرط التوقع في السوق تعني أن الكل يريد البيع بحال صعد سوق وبالتالي لا وجود لدافع لكي يصعد السوق ومنها انهيار كبير يطهر السوق من المتداولين الصغار وهذا ما حدث تماماً ، ودائماً ما كان يحدث على مدار التاريخ الاقتصادي.

هل تذكر عندما قال الجميع أن #الذهب سيحقق قمة جديدة ويكسر حاجز 2000$؟

حينها، انهار الذهب من 2000$ إلى 1790$، لدرجة جعلت الجميع يعتقد أن الصعود أصبح مستحيلاً.

وبقي أغلب المحللين فترة طويلة غير واثقين من أي صعود.

هل تذكر عندما بالغ الجميع بتوقعاتهم حول عملة Sol؟

فجأة انهارت إلى 10$… وبعدها صعدت إلى 300$ دفعة واحدة!

هذه أمثلة من الزمن القريب،

وإن أردت أمثلة من الماضي البعيد، اسأل الخبراء عن فقاعة الإنترنت…

عندما كان الجميع يتوقع صعودًا هائلًا لأسهم شركات الاتصالات،

لكنها انهارت بشدة، ثم صعدت لاحقًا بقوة… لكن وسط شك وخوف كبير.

الخلاصة هي أن:

السوق لا يصعد أبدًا عندما يُفرط القطيع في التفاؤل،

لأن هذا التفاؤل يعني أن القطيع سيبيع فورًا عند أول صعود…

وهذا ما يُخيف "حيتان التداول" وصنّاع السوق،

لذلك يلجؤون إلى البيع تحت غطاء "الأمل المفرط"،

ويُساهمون في صناعة الهلع… ليتخلصوا من المتداولين العاطفيين.

بصيغة أوضح:

السوق يحتاج إلى انهيار عنيف بين الحين والآخر،

لكي يبقى فيه فقط المتداول "عالي الجودة"،

ولا يصعد إلا عندما يُجمع الأغلبية على أن الصعود مشكوك.

هذا تماماً ما فعله ترامب في الأسواق قاطبة وفي سوق العملات الرقمية خصوصاً ، حافظ على وجود مستثمرين ذوي الجودة العالية ، وبالتالي هذا ما يطمح له أي مستثمر.

لذلك يمكن القول أن موسم العملات الرقمية لم يبدأ أساساً حتى نقول أنه انتهى ، وإذا دققنا احصائيا وزمنياً في المواسم السابقة للأسواق الصاعدة يمكن أن نلاحظ:

1. بدأ في المرحلة التي خرج فيها ما لا يقل عن 50% من المتداولين.

2. بدأ بعد تصحيحات وصلت في بعض المرات في البيتكوين ذاته إلى 50%

3. أن كل BR سابق بدأ في نهاية السنة التي تلي التنصيف (Halving) ، وبالتالي كون التنصيف حدث في 2024 فمن المتوقع بشكل كبير أن يكون في نهاية 25 مع بدء هبوط الذهب.

في الخلاصة عزيزي وصديقي المستثمر كل مرحلة انهيار في السوق هي فرصة كبيرة جداً لصناعة ثروة لأنه إذا دققت في ثروة أعظم المستثمرين لوجدت أنها تشكلت في السنوات التي تلي الكوارث الاقتصادية لأنهم ببساطة كانوا يشترون في الأزمات بغض النظر عن أي شيء آخر مثل ورن بافيت الذي استخدم كل ما لديه من كاش للشراء في ظل الانهيار في سوق الأسهم.

المستشار عمر جاسم آل صياح

لمتابعة أهم الأخبار والمستجدات

تابعني على التويتر:

X: @omarsyyah