عاجل: صدور بيانات إعانات البطالة الأمريكية مخالفة للتوقعات.. والأسواق دون وجهة
تعتبر أسواق الأسهم الإماراتية من أبرز الأسواق الناشئة في المنطقة، حيث تتميز بسيولة مرتفعة وتنوع قطاعي ملحوظ بين البنوك، العقارات، الطاقة والخدمات اللوجستية.
تحليل أداء المؤشرات الرئيسية مثل مؤشر سوق دبي العام (DFMGI) ومؤشر فوتسي سوق أبوظبي العام (FTFADGI) يوفر رؤية شاملة للاتجاهات السوقية، القوة القطاعية، والسيولة المتاحة للمستثمرين.
من خلال مراجعة البيانات اليومية، الشهرية، والنصف سنوية، يمكن تقييم التفوق النسبي لكل سوق وربطه بالاستراتيجيات الاستثمارية المستقبلية، مع التركيز على الأداء الأساسي، الفني، والمالي لكل مؤشر.
مؤشر فوتسي سوق أبوظبي العام (FTFADGI)
يشير مؤشر فوتسي سوق أبوظبي العام إلى أداء السوق المالي لأبوظبي، ويغطي الشركات الكبرى والقطاعات الحيوية مثل الطاقة، البنوك، والتأمين.
المؤشر عند 9,979.97 نقطة، منخفضًا بمقدار 7.84 نقطة (-0.08%) ، في نطاق يومي بين 9,973.09 و9,999.60 نقطة، فيما سجل مدى 52 أسبوع بين 8,989.10 و10,382.44 نقطة.
تظهر بيانات الأداء الشهري والربع سنوي استقرارًا نسبيًا مع انخفاض طفيف على مدى ثلاثة أشهر (-0.83%)، بينما يسجل نموًا معتدلاً خلال ستة أشهر (+4.12%) والسنة (+7.54%).
حجم التداول المرتفع عند 216 مليون سهم يعكس نشاط المستثمرين وثبات السوق.
المؤشر يظهر ميلًا إلى الاستقرار أكثر من النمو السريع، ما يجعله ملائمًا للمستثمرين الباحثين عن أقل تقلبات مع استدامة العوائد.
التركيز على القطاعات الكبرى مثل البنوك (مصرف أبوظبي الإسلامي، بنك أبوظبي التجاري) والطاقة (أدنوك، أبوظبي الوطنية لمواد البناء) يدعم استقرار المؤشر.
قطاع التأمين والتطوير العقاري يظهر أداءً متباينًا، حيث تسجل شركات محددة ارتفاعات ملحوظة في السعر مقابل ثبات شركات أخرى، ما يعكس تفاوت التأثير الاقتصادي والسياسي على كل قطاع.
مؤشر سوق دبي العام (DFMGI)
يغطي مؤشر سوق دبي العام الشركات المدرجة في دبي، مع وزن كبير لقطاعات العقارات، الخدمات المالية، والتجارة.
المؤشر عند 6,110.07 نقطة، مرتفعًا +20.69 نقطة (+0.34%) ، في نطاق يومي بين 6,074.69 و6,119.58 نقطة، فيما سجل مدى 52 أسبوع بين 4,631.88 و6,235.81 نقطة.
المؤشر يظهر زخمًا إيجابيًا أقوى من أبوظبي على المدى السنوي (+21.05%)، مع مكاسب ملحوظة خلال الستة أشهر (+13%). حجم التداول عند 134 مليون سهم يعكس سيولة جيدة ولكن أقل من سوق أبوظبي من حيث الكمية، ما يشير إلى تركيز المستثمرين على بعض الشركات الكبرى.
المؤشر يتميز بارتفاع تدريجي مدعوم بالاتجاه الصاعد طويل المدى على مدار خمس سنوات (+140.42%)، ما يدل على تفوق السوق من حيث النمو التاريخي والقوة الاستثمارية الطويلة الأجل.
قطاع العقارات (إعمار، ديار) والتمويل (بنك دبي التجاري، بنك المشرق) يدعم الأداء الإيجابي للمؤشر. التجارة والخدمات اللوجستية (أرامكس، العربية للطيران) تقدم دعمًا إضافيًا للنمو، بينما بعض الشركات الصغيرة تظهر استقرارًا دون تحرك ملحوظ. تنوع القطاعات في دبي يعطي المؤشر مرونة أكبر مقارنة بأبوظبي، ما يفسر التفوق النسبي على المدى السنوي.
أولًا: مؤشر سوق دبي العام (DFMGI)
مؤشر سوق دبي العام يعكس في المرحلة الحالية سوق نمو دوري Cyclical Growth Market أكثر منه سوق دفاعي.
الأداء السنوي عند +21.05% لا يمكن قراءته كارتفاع سعري فقط، بل كتحول في المزاج الاستثماري تجاه دبي بوصفها مركزًا إقليميًا للأعمال، العقار، والخدمات المالية.
هذا الصعود جاء مصحوبًا بتوسع حقيقي في السيولة وتزايد شهية المخاطرة، وليس مجرد إعادة تسعير قصيرة الأجل.
التحليل الأساسي – البنية الاقتصادية للمؤشر
التركيبة القطاعية لمؤشر دبي تميل بوضوح نحو العقار، البنوك التجارية، والخدمات المرتبطة بالاستهلاك والسياحة. هذا مهم لأن هذه القطاعات تستفيد مباشرة من:
· نمو سكاني واستثماري قوي.
·تدفقات رأسمالية خارجية.
· بيئة فائدة بدأت بالاستقرار بعد دورة تشديد طويلة.
قطاع العقارات (إعمار، إعمار للتطوير، الاتحاد العقارية، ديار) لا يتحرك هنا كمضاربة، بل كاستجابة لنمو حقيقي في الطلب السكني والتجاري.
الأرباح التشغيلية في الشركات القيادية أصبحت مدعومة بتدفقات نقدية واضحة، ما يقلل من المخاطر الهيكلية التي كانت سائدة قبل سنوات.
القطاع المصرفي (الإمارات دبي الوطني، دبي الإسلامي، المشرق) استفاد مزدوجًا: من هوامش فائدة تاريخيًا مرتفعة، ومن نمو الإقراض المرتبط بالعقار والأنشطة التجارية.
هذا خلق تحسنًا فعليًا في جودة الأرباح وليس مجرد أرباح دفترية.
التحليل المالي – السيولة، النمو، والاستدامة ماليًا، نلاحظ أن متوسط أحجام التداول ما زال أقل من قمم المضاربات التاريخية، وهو أمر إيجابي، لأنه يعني أن الصعود غير منهك سيوليًا. نسبة النمو خلال 6 أشهر (+13%) مقارنة بسنة (+21%) تعكس تسارعًا زمنيًا مدروسًا وليس انفجارًا سعريًا.
الأسهم القيادية تُتداول عمومًا عند مضاعفات ربحية مقبولة مقارنة بنمو الأرباح المتوقع، خاصة في البنوك والعقار. هذا يضع المؤشر في منطقة Fair-to-Slightly Undervalued عند أي تصحيح متوسط.
التحليل الفني – السلوك السعري والاتجاه فنيًا، المؤشر يتحرك داخل اتجاه صاعد متوسط إلى طويل الأجل، مع تذبذب صحي أسفل قمته السنوية (6,235). الفشل في اختراق القمة حتى الآن لا يُعد ضعفًا، بل إعادة تجميع فوق مستويات دعم قوية حول 5,900–6,000.
الزخم الإيجابي ما زال قائمًا، وأي تراجع باتجاه المتوسطات المتحركة المتوسطة يمثل مناطق بناء مراكز وليس خروجًا.
ثانيًا: مؤشر فوتسي سوق أبوظبي العام (FTFADGI)
مؤشر أبوظبي يعكس نموذجًا مختلفًا تمامًا: سوق Defensive + Sovereign-backed Market. الأداء السنوي (+7.54%) أقل من دبي، لكنه أكثر استقرارًا وأقل حساسية للدورات الاقتصادية القصيرة.
التحليل الأساسي – طبيعة الشركات المهيمنة
الهيكل القطاعي هنا تقوده شركات ضخمة ذات طابع سيادي أو شبه سيادي: البنوك الكبرى، الطاقة، الاتصالات، وشركات الاستثمار القابضة العملاقة. هذا يمنح المؤشر صلابة عالية لكنه يحدّ من تسارع النمو.
شركات مثل بنك أبوظبي الأول، أدنوك للتوزيع، طاقة، العالمية القابضة، والاتصالات تلعب دور “مخزن قيمة” أكثر من كونها محركات نمو. الأرباح مستقرة، التدفقات النقدية قوية، لكن معدلات التوسع محدودة مقارنة بدبي.
التحليل المالي – العائد مقابل المخاطر
ماليًا، المؤشر يتمتع بسيولة ضخمة، لكن نسبة كبيرة منها متركزة في عدد محدود من الأسهم الثقيلة. هذا التركّز يقلل من قدرة المؤشر على الصعود السريع، لأن أي أداء متواضع من سهم قيادي يضغط على المؤشر بالكامل.
العائد خلال 6 أشهر (+4.12%) يعكس نموًا محافظًا، بينما الأداء الضعيف نسبيًا على المدى القصير (3 أشهر -0.83%) يشير إلى تشبع سعري نسبي في بعض الأسهم الثقيلة.
التحليل الفني – حركة عرضية عالية الوزن
فنيًا، المؤشر يتحرك في نطاق عرضي واسع أسفل قمته السنوية (10,382). أي محاولة صعود تواجه مقاومة من الوزن الثقيل للأسهم الكبرى. الاتجاه العام ليس هابطًا، لكنه جانبي مائل للإيجابية البطيئة.
الزخم ضعيف نسبيًا مقارنة بدبي، والاختراقات الفنية تحتاج محفزات جوهرية قوية (نتائج استثنائية أو سيولة أجنبية كبيرة).
المقارنة النهائية: من تفوّق على من؟ ولماذا؟ من حيث الأداء الكلي:
· دبي تفوّق بوضوح: +21.05% سنويًا مقابل +7.54% لأبوظبي.
· التفوق هنا ليس صدفة زمنية، بل نتيجة اختلاف في طبيعة السوق. من حيث النمو:
· دبي = سوق نمو دوري مدفوع بالعقار، البنوك، والاستهلاك.
· أبوظبي = سوق استقرار وقيمة مدفوع بشركات سيادية كبيرة. من حيث المخاطر:
· دبي أعلى مخاطرة نسبيًا، لكنها مدعومة بنمو حقيقي.
· أبوظبي أقل مخاطرة، لكن بعائد أقل. من حيث الجاذبية الاستثمارية الحالية:
· للمستثمر الباحث عن النمو والتفوق على المؤشرات: دبي أوضح.
· للمستثمر المحافظ أو المؤسسي طويل الأجل: أبوظبي أكثر أمانًا.
يمكن القول إن مؤشر سوق دبي العام تفوّق أداءً واتجاهًا وزخمًا لأنه يستفيد من دورة اقتصادية نشطة، توسع سكاني واستثماري، وهيكل قطاعي يسمح بتسارع الأرباح. في المقابل، مؤشر أبوظبي أقل تقلبًا وأكثر استقرارًا لكنه يعاني من ثقل الشركات الكبيرة التي تكبح التسارع.
دبي تمثل Alpha Market في المرحلة الحالية،
وأبوظبي تمثل Beta-Stability Market.
