يعتقد المحللون إن الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD قد يستعيد في نهاية المطاف قمة ال 1.30 دولار ، ولكن الرحلة قد تواجه المزيد من الحواجز هذا الأسبوع حيث يقيم المستثمرون توقعات أسعار الفائدة مقابل احتمال تباطؤ النمو البريطاني. وستقدم ثلاثة تقارير اقتصادية رئيسية هذا الأسبوع لمحة عن مدى نجاح المستهلكين البريطانيين في الآونة الأخيرة. وقد وصلوا بعد ان حذر رئيس بنك انكلترا مارك كارني من ان اسر البلاد ستواجه “فترة صعبة” هذا العام مع ارتفاع اسعار المستهلكين وتباطؤ وتيرة نمو الاجور. وفى الاسبوع الماضى صوت اعضاء بنك انجلترا 7-1 لترك سعر الفائدة الرئيسي عند 0.25٪. واليوم سيكون الاسترلينى على موعد مع الاعلان عن تقارير سوق العمل لشهر مارس وينتظر بعد ذلك الاعلان عن مبيعات التجزئة.
ولكن تقارير يوم الثلاثاء أظهرت أن تضخم أسعار المستهلكين بلغ أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2013 ولم ترسل النتائج الجنيه الاسترلينى الى مستويات أعلى. المستثمرون بدلا من ذلك أطاحوا بالاسترلينى الى 1.2865 قبل ان يعاود الارتداد اعلى من 1.29 فى بداية تعاملات الاربعاء حتى وصل الى 1.2940 . ويعتقد المحللون انه اذا استمر التضخم في الارتفاع بهذه الطريقة سيكون من الصعب على بنك انجلترا ان يبرر لماذا لا يتحرك على هذه المعدلات. وقد حافظ البنك المركزي على أسعار الفائدة ثابتة حتى مع ارتفاع التضخم عن هدفه بنسبة 2٪. كما خفض البنك المركزي الأسبوع الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي لعام 2017 إلى 1.9٪ من 2٪.
يتطلع البنك إلى تجاوز التضخم، حيث ارتفعت أسعار السلع المستوردة في أعقاب تراجع الجنيه الاسترليني قبل وبعد تصويت المملكة المتحدة في يونيو 2016 لمغادرة الاتحاد الأوروبي.
ومن المتوقع أن تظهر بيانات يوم الأربعاء نمو الأجور بما في ذلك العلاوات ارتفاع بنسبة 2.4٪ في الأشهر الثلاثة حتى مارس، وبنسبة 2.2٪ باستثناء المكافآت. ولكن هذه الأرقام لا تزال تفوق التضخم، والتي يمكن أن تستمر في تضييق التوقعات لرفع سعر الفائدة. وتميل عملة البلد إلى أن تصبح أكثر جاذبية للمستثمرين مع ارتفاع أسعار الفائدة. وقد خفض بنك انكلترا، الذي بدأ خفض أسعار الفائدة بعد يوليو 2007، سعر الفائدة الرئيسي إلى مستوى قياسي منخفض بنسبة 0.25٪ بعد تصويت بريكسيت. وعلى الجانب الاخر رئيسة مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي جانيت يلين تواصل الضغط على مجلس الاحتياطي الفدرالي لمواصلة مساره نحو تطبيع أسعار الفائدة، وهذة مكاسب ساعدت الدولار على حساب الجنيه.
لكن الجنيه الاسترليني نفسه أظهر قوة في الأسابيع الأخيرة، مع قفزة من 1.28 $ حفزت بعد أن دعا رئيس الوزراء البريطاني تيريزا ماي في ابريل الى الانتخابات العامة المبكرة في 8 يونيو. ولم يكسر الجنيه فوق 1.2970 دولار لمدة أربعة أسابيع تقريبا. ويعتقد انها علامة على ان السوق يدخل فترة وقفة قبل ان يندفع ارتفاعا على المدى الطويل.
ويتوقع أن يرتفع الجنيه GBP/USD فوق 1.30 دولار في وقت لاحق من هذا العام، ولكن إذا بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في الإشارة إلى تباطؤ وتيرة ارتفاع أسعار الفائدة بسبب البيانات الباهتة، التي يمكن أن ترفع الجنيه الاسترليني خارج هذا الحاجز. ويتوقع محللون ارتفاع الجنيه الإسترليني نحو 1.40 دولار في الأشهر الستة المقبلة إذا أصبح من الواضح أن المملكة المتحدة في طريقها إلى إجراء صفقات تجارية جيدة لأنها تترك الاتحاد الأوروبي.